ديرالزور:"النقطة 11"تستسلم..والبغدادي نجا من محاولة انقلاب

المدن - عرب وعالم

السبت 2019/02/09
قال الصحافي نورس العرفي لـ"المدن"، إن "التحالف الدولي" توصل لاتفاق مع عناصر "النقطة 11" من تنظيم "الدولة الإسلامية" المحاصرين في أطراف قرية الباغوز على ضفة الفرات الشرقية في بادية ديرالزور.

ويقضي الاتفاق بخروج عناصر "النقطة 11"، وهم من المقاتلين الأجانب المتشددين، إلى مناطق التنظيم في ريف ديرالزور الجنوبي، ومعالجة جرحاهم وحماية النساء والأطفال.

ويشترط التحالف مقابل ذلك أن يُسلّم عناصر "النقطة 11" المعتقلين لديهم، ويتعهدون بعدم العودة إلى شرقي الفرات. وتقول مصادر "المدن" أن التنظيم بدأ بالتجهيز للخروج من المنطقة.

وشهدت الجبهات بين "قوات سوريا الديموقراطية" وتنظيم "الدولة" استمراراً للهدنة غير المعلنة بينهما، لليوم الخامس على التوالي. وتجري أثناء الهدنة مفاوضات بين الطرفين، على تسليم عناصر التنظيم أنفسهم، الأمر الذي أحدث انقساماً في صفوف التنظيم بين ثلاث مجموعات؛ إحداها ترفض الاستسلام وقررت القتال حتى الموت من العناصر الأجنبية وأغلبهم من أصول آسيوية ومن التوانسة المعروفين بتشددهم. والمجموعة الثانية تريد الاستسلام وتسليم أنفسهم. والفئة الثالثة تريد ممراً آمناً للخروج إلى مناطق سيطرة التنظيم في ريف ديرالزور الجنوبي.

واستمرت المفاوضات على الرغم من خرق الهدنة لمرات متعددة. فالتنظيم أسقط مساء الجمعة طائرة استطلاع لـ"التحالف الدولي"، وفجر الخميس سيارة ملغمة على أطراف منطقة المراشدة. ولا يتعامل "التحالف" بقوة مع تلك الخروق، ربما لمعرفته بحالة التفكك التي وصل لها من تبقى من عناصر التنظيم. وسط غياب لقيادة موحدة تجمعهم.

مصادر "المدن" قالت إن اشتباكات اندلعت في حي الكتف على أطراف مدينة البوكمال، ليل الجمعة/السبت، بين عناصر من تنظيم "الدولة" تسللوا من أطراف قرية الباغوز، وعناصر من قوات النظام والمليشيات الإيرانية. وحاول الدواعش العبور إلى مناطق التنظيم في بادية ديرالزور الجنوبية، واستمرت المواجهات لساعات، قبل أن ينسحب عناصر التنظيم.

وعززت قوات النظام مواقعها في حي الكتف، وكثفت تواجدها في بلدت صبيخان والكشمة المقابلة لأبو حردوب وأبو حمام التي تسيطر عليها قوات "قسد".

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية، قد قالت قبل يومين، إن "الخليفة" وزعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي، قد نجا من محاولة انقلابية نفذها مقاتلون أجانب في 10 كانون الثاني/يناير. وجرت المحاولة في بلدة هجين قبل أن تسقط بيد "قسد" قبل أيام.

وعرض تنظيم "الدولة" مكافأة لمن يقتل قائد الانقلابيين، الذي قيل إنه "أبو معاذ الجزائري"، الذي يقود عدداً من مقاتلي التنظيم المُحاصرين في المنطقة. وكشف مسؤول استخباراتي أن التنظيم حصل على معلومات عن المخطط في الوقت المناسب، وجرى الاشتباك وقُتل شخصان، مضيفاً أن الأجنبي الذي ترأس المحاولة كان من بين بعض الذين يثق البغدادي فيهم ثقة كبيرة.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين العراقيين ونظراءهم في بريطانيا والولايات المتحدة على ثقة بأن البغدادي أمضى بعض الوقت في المعقل الأخير لـ"دولة الخلافة"، حيث أعاد أعضاء المجموعة المتنافسين تجميع صفوفهم.

والبغدادي، مصاب بالسكري ويعاني من ارتفاع ضغط الدم، ومن إصابة دائمة جراء غارة جوية منذ أربع سنوات. وتطارده جيوش أربع دول، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من عناصر المليشيات.

ويأوي المعقل الأخير كبار القادة والمتبقين من الأجانب المقاتلين الذين تدفقوا على سوريا والعراق بين 2013 و2015، ولم يتبق إلا ما يُقدر بنحو 500 مقاتل فقط مع عائلاتهم.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024