الجمهوريون يهاجمون ترامب:الانسحاب من سوريا خطأ استراتيجي

المدن - عرب وعالم

السبت 2019/10/19
وصف زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل سحب القوات الأمريكية من سوريا بأنه خطأ استراتيجي جدي يهدد الأمن الأميركي.

وأضاف ماكونيل في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن "سحب القوات الأميركية من سوريا يعد خطأ استراتيجياً يعرض للخطر أمن الشعب الأميركي وبلادنا ويشجع أعداءنا ويضعف التحالفات الهامة".

وأشار إلى أن القرار حول سحب القوات من سوريا قد يصبح تكراراً للسحب "المتهور" للقوات الأميركية من العراق أثناء رئاسة باراك أوباما، والذي ساعد برأيه بشكل كبير في إنشاء تنظيم "داعش".

وأضاف ماكونيل أن سحب القوات الأميركية من شمال سوريا، بالتزامن مع تصعيد الأعمال العسكرية بين تركيا والأكراد، يخلق "كابوساً استراتيجياً" بالنسبة للولايات المتحدة.

وتابع: "حتى في حال مراعاة نظام وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام والذي تم إعلانه الخميس الماضي، فإن أحداث الأسبوع الماضي دفعت الحملة الأمريكية ضد تنظيم داعش والإرهابيين الآخرين إلى الوراء".

وتراجع ترامب أمام الانتقاد بأن انسحابه من سوريا يضر بمصداقية الولايات المتحدة، ويعتبر خيانة بحق الحلفاء الأكراد ويفتح الباب أمام عودة تنظيم "داعش". وعمل من أجل اتفاق لوقف إطلاق النار يبدو في خطر لأن تركيا والمقاتلين الأكراد اختلفوا حول ما هو مطلوب وما إذا كان القتال قد توقف.

وقال ترامب الجمعة: "لقد حققنا نجاحاً هائلاً على ما أعتقد خلال اليومين الأخيرين". وأضاف "لقد سيطرنا على النفط في الشرق الأوسط"، وهو ادعاء بدا وكأنه منفصل عن أي تطور معروف هناك، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

وقالت الوكالة إن ترامب أعاد التأكيد على هذا الأمر مرتين الجمعة، لكن مسؤولين أميركيين آخرين لم يتمكنوا من شرح ما يعنيه.

كما بدا تفاؤل ترامب مخالفاً لكلام أردوغان الذي قال إن العملية العسكرية ستستمر إذا لم ينفذ الأميركيون الاتفاق خلال 120 ساعة. وأوضح أن على الأكراد أن ينسحبوا من المنطقة الآمنة بعمق 30 كيلومتراً وعرض 440 كيلومتراً.

ونقلت "أسوشيتد برس" عن السفير الأميركي السابق في تركيا إريك إدلمان والذي شغل منصب كبير مسؤولي السياسة في البنتاغون خلال إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، إنه يشك في أن تركيا ووكلاءها السوريين يمكنهم السيطرة على كامل منطقة الحدود من الفرات إلى العراق دون مساعدة من روسيا أو غيرهم.

وقال إدلمان: "هذه مساحة كبيرة جداً من الأراضي يجب الاحتفاظ بها، وإن كان الكثير منها غير مأهول.. هذا ربما يعني أنهم أبرموا بالفعل بعض الصفقات مع الروس والإيرانيين".

مشكلة ثانية أساسية تتأثر بموضوع الانسحاب الأميركي من سوريا. وأثارت العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وتركيا بسبب توغل أنقرة في سوريا سؤالاً حساساً نادراً ما يطرح علناً... هل يجب على واشنطن نقل القنابل الذرية التي تخزنها منذ وقت طويل في قاعدة جوية تركية؟

وبحسب الوكالة، الأمر شائك لعدة أسباب، من بينها السياسة التي طالما اتبعت والتي تتمثل في أن الحكومة الأميركية لا تعترف علنا بمواقع الأسلحة النووية خارج الولايات المتحدة. ومع ذلك، من شبه المعروف أن الأميركيين لديهم قرابة 50 قنبلة طراز "بي - 61" مخزنة تحت حراسة شديدة في قاعدة إنجرليك الجوية جنوبي تركيا.

تركيا، حليف الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تستضيف الأسلحة النووية الأميركية منذ 60 عاما. ويمكن إسقاط القنابل بواسطة طائرات أميركية في حرب نووية.

يعتبر الترتيب في قاعدة إنجرليك الجوية جزءاً من سياسة الناتو الخاصة بربط تركيا والدول الأعضاء الأخرى بهدف الحلف المتمثل في ردع الحرب من خلال امتلاك عدد صغير نسبياً من الأسلحة النووية الموجودة في أوروبا. وبالتالي، فإن إزالتها سيكون تعقيداً دبلوماسياً.

لا يوجد دليل معروف يثبت أن الأسلحة النووية في إنجرليك، التي تبعد 150 ميلا فقط عن سوريا، تواجه خطراً مباشراً، ولكن العلاقات بين واشنطن وأنقرة ربما تكون في أدنى مستوياتها على مدار التاريخ، كما أن الحرب في سوريا تزداد تعقيداً وتخرج عن إطار التوقعات.

وقالت "أسوشيتد برس" إنه ربما أدى إعلان وقف إطلاق النار في العملية العسكرية التركية إلى إبطاء تدهور العلاقات، ولكن الاتجاه العام بات بلا شك سلبيا على نحو متزايد.

وفي هذا الصدد، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إن "منحنى سلوكهم (الأتراك) على مدار الأعوام العديدة الماضية كان مروعاً"، مشيراً إلى أن أنقرة تحدت تحذيرات أميركية متكررة بعدم شراء منظومة دفاع صاروخي روسية يرى البيت الأبيض أنها بمثابة بوابة للتجسس الروسي. وأضاف "أعني أنهم يبتعدون عن المدار الغربي، إذا صح القول".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024