إدلب: إستطلاع بالقوة..حتى اللحظة

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2019/11/18
تواصل الطائرات الحربية الروسية غاراتها الجوية بشكل مركز على جنوب إدلب، بعد اشتباكات ليلية جنوبي حلب وعملية انغماسيه لفصائل المعارضة على محور كبانة في جبال الساحل. في الوقت ذاته، أوقف مطار حماة العسكري الطلعات الجوية بعد انفجار حوامة عسكرية، ليل الاحد/الاثنين، اثناء إقلاعها ما أدى لمقتل طاقمها، بحسب مراسل "المدن" محمود الشمالي.

واستهدفت الطائرات الحربية الروسية كفرسجنة ومعرة حرمة وكفرنبل والدار الكبيرة بريف إدلب الجنوبي، صباح الإثنين، باستخدام صواريخ شديدة الانفجار، وتتركز الغارات على هذه المناطق بشكل يومي ومستمر وتعتبر خطوطاً متقدمة ودفاعية وخطوط امداد لقوات المعارضة.

وبات واضحاً أن المناطق الممتدة جنوبي خط معرة النعمان كفرنبل وجبل شحشبو، تتلقى الكم الأكبر من الغارات الروسية وعمليات الاستطلاع الجوي، بمشاركة طائرات النظام المروحية التي تشن غارات بالبراميل المتفجرة. وتركز حوامات البراميل على جنوبي كفرنبل وحاس وكفروما، خاصة المزارع في المنطقة والتي على الأرجح تعتبرها مقرات عسكرية وخطوط امداد باتجاه مواقع رباط المعارضة على محاور جنوبي ادلب.

مصدر عسكري في "الجيش الوطني" قال لـ"المدن"، إنه على الرغم من استمرار الغارات الجوية إلا أنها لا تدل حتى اللحظة على انطلاق عمل عسكري من قبل النظام وروسيا على جنوب إدلب. وحتى اللحظة لم تشارك مطارات النظام الحربية في المنطقة الوسطى في سوريا، في القصف، كما درجت العادة مع بداية كل عمل عسكري. ويشارك الطيران الحربي المنطلق من تلك المطارات، أحيانا في قصف محور كبانة. فالنظام يعتبر طائراته الحربية من طراز "su24" و"su22" القوة الضاربة، التي يستطيع ان ينفذ من خلالها اكثر من 200 غارة جوية يومياً، وهي ترابض بمعظمها في مطارات المنطقة الوسطى.

مصدر "المدن" أكد أن عمليات القصف الجوي الحالية على جنوبي إدلب هي لتغطية عمل فرق الاستطلاع التابعة للنظام، وتمهيد أولي قد يرتفع تدريجياً، ريثما يتم تحضير قوات النخبة والاقتحام لدى المليشيات، بالإضافة الى تهجير من تبقى من سكان المنطقة وتدمير البنى التحتية والمرافق الخدمية. كما تقوم مليشيات النظام بعمليات استطلاع بالقوة جنوب شرقي إدلب، خاصة على محور تل دم والمشيرفة غربي نقاط تمركزها في أبو دالي والقاعدة الروسية في الشيخ بركة.

وفي إطار عمليات الاستطلاع بالقوة، تمكنت فصائل المعارضة من احباط محاولة تقدم لمجموعات من المليشيات الإيرانية المدعومة بالمدرعات على محور زمار بريف حلب الجنوبي، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوفها. وتزامنت الاشتباكات مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف نفذته المليشيات، طال قرى جزرايا وتل باجر. ولم يشارك الطيران الحربي في هذه العملية.

مصدر خاص قال لـ"المدن" أن حوامة قد انفجرت بما تحمله من براميل متفجرة، بعد إقلاعها من مطار حماة العسكري. وسمع سكان مدينة حماة صوت انفجارين متتالين. وأسفر عن الانفجار مقتل طاقم الحوامة المكون من المقدم لؤي عباس والرائد ياسر رعد والعنصر جلال العتر. والغت قيادة العمليات في المطار مهمة لحوامة أخرى وحربي رشاش "L39" كانا في طور التجهيز.

وعلى محور كبانة، شنت فصائل المعارضة عملية انغماسيه خاطفة، اسفرت عن مقتل ما يزيد عن 10 عناصر من الفرقة الرابعة "قوات الغيث" ومليشيا "الرضوان"، بحسب ما قاله مصدر عسكري لـ"المدن". واعتبر المصدر أن العملية تأتي لتخفيف الضغط العسكري على محور كبانة الذي يشهد محاولات تقدم يومية ومستمرة للمليشيات الروسية.

واقع عسكري لم تتضح معالمه بعد، وخاصة مع بقاء الاحداث الحالية ضمن الوضع الاعتيادي للمناوشات بين فصائل المعارضة ومليشيات النظام الروسية. ولم يشهد أي من محاور الاشتباك عمليات اقتحام مركزة وعنيفة حتى اللحظة، والخاسر الأول منها هم المدنيون الذين نزحوا مجددا نحو الشمال السوري مع اقتراب فصل الشتاء.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024