"ويسترن يونيون" تعود للعمل بسوريا..بشروط النظام

مصطفى محمد

الثلاثاء 2021/10/26
أعلنت "شركة الفؤاد للصرافة" الوكيل السوري لشركة "ويسترن يونيون" الأميركية، مساء الاثنين، عن عودة خدمة إرسال واستقبال الحوالات بكافة فروعها في المحافظات السورية، وذلك بعد أيام من تعليق العمل.
ويسترن يونيون سوريا
وأكدت الشركة على صفحتها الرسمية على "فايسبوك"، أن بإمكان الزبائن تسلم الحوالات من فروع الشركة، من دون أن توضح سبب تعليق العمل، مرفقة الإعلان بصورة من مسلسل "باب الحارة"، لعودة أبو عصام (عباس النوري) إلى الحارة بعدما أعلن عن وفاته في الأجزاء السابقة من المسلسل السوري.

تكتم الشركة على أسباب توقف الخدمة على مدى أسبوع، فتح المجال واسعاً لظهور تخمينات عديدة، من بينها الحديث عن عطل تقني، لكن المعلومات التي حصلت عليها "المدن" تتعارض مع هذا التأويل، حيث تعتمد شركة "ويسترن يونيون" للعمل في سوريا على نظام خاص تقليدي (يدوي)، تفادياً للعقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة على إرسال الأموال إلى سوريا.

ومن بين التفسيرات التي راجت خلال الأيام القليلة الماضية، لتعليق عمل الشركة في سوريا، ما هو متصل بأمان العملاء، والمخاوف التي تهدد حياتهم، جراء تزويد النظام السوري بالبيانات عن الجهة المرسلة والمستلمة للحوالات المالية، وهو ما لمّح له الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي، الذي تحدث عن تسبب الشركة باعتقالات من قبل النظام، بسبب تسريب البيانات الشخصية للنظام، ما أدى إلى توقف الشركة.

تفسير ثالث لسبب تعليق عمل حوالات ويسترن، يتعلق هذه المرة بقيمة الحوالات، حيث تحتسب الشركة المحلية الوكيلة (الفؤاد للصرافة)، سعر الدولار المحول من خارج سوريا عند تسليمه في الداخل السوري بسعر 2800 ليرة سورية، في حين أن سعره الحقيقي في السوق يتجاوز حاجز ال3500 ليرة سورية.

وحسب الصحافي أيمن عبد النور، فإن النظام السوري يقتطع ما يقارب ال1000 ليرة سورية (نحو30 سنتاً) من كل دولار أميركي يتم تحويله إلى السوريين من ذويهم في الخارج. ويضيف ل"المدن"، أن النظام يتاجر بالحوالات المالية التي يتم إرسالها للسوريين، لتمويل آلته الحربية، مرجحاً أن يكون هذا هو السبب وراء تعليق عمل "ويسترن" في سوريا.

ومن غير الواضح بعد، لمصادر "المدن" ما إذا جرى تعديل سعر الدولار عند التسليم بسوريا، لأن الشركة المحلية (الفؤاد للصرافة) لم تسلم أي حوالات من مكاتبها داخل سوريا، حتى الساعة.

ويقول عبد النور إن استئناف عمل شركة "ويسترن يونيون" في سوريا رغم العقوبات الأميركية على النظام، جاء بطلب من أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة، بسبب الحاجة الماسة لإيجاد طرق لإرسال الأموال لمساعدة عائلاتهم في الداخل السوري الذين يعيشون تحت وطأة ظروف اقتصادية معقدة، لكن شريطة أن لا تتجاوز قيمة الحوالة المالية الواحدة حاجز ال1000 دولار أميركي.

ويضيف الصحافي المقيم في الولايات المتحدة، أن تعديل سعر تسليم دولار الحوالات في الداخل السوري، يعني منع استفادة النظام من فرق الدولار، وبالتالي لا مشكلة في عودة الشركة للعمل.

ومن غير المستبعد، أن تكون الدراسة التي نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، قبل أيام والتي كشفت عن كسب النظام السوري لملايين الدولارات من المساعدات الإنسانية، عبر إجبار وكالات الأمم المتحدة على استخدام سعر صرف أقل، قد لفتت الأنظار إلى الأرباح التي يجنيها النظام من الحوالات المالية الخارجية على مستوى الأشخاص، ما دفع بال"ويسترن يونيون" إلى مطالبة الوكيل السوري (الفؤاد للصرافة) بتعديل سعر تسليم الدولار في سوريا.

وكانت الدراسة التي أجراها باحثون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، ومركز أبحاث مركز العمليات والسياسات، قد أكدت أن البنك المركزي السوري التابع للنظام، والخاضع للعقوبات الغربية، حقق ما يقارب ال60 مليون دولار أميركي في عام 2020، من خلال جمع 0.51 دولار من كل دولار مقدّم كمساعدات إلى سوريا.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024