شن المدير المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي، هجوماً غير مسبوق على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مقابلة بثتها شبكة "ايه بي سي". ووصف كومي ترامب بأنه شخص "غير مؤهل أخلاقياً" لرئاسة الولايات المتحدة، لأنه يكذب باستمرار.

وكان ترامب قد هاجم كومي قبيل بث المقابلة، ووصفه بأنه "كتلة قذارة"، كما هدده بالسجن، مؤكداً أنه لم يطلب منه الولاء كما يدعي.

وهذه هي المقابلة الأولى لكومي منذ إقالته في أيار/مايو 2016، وهي تأتي قبيل نشر مذكراته التي ستكون في كتاب يحمل عنوان "ولاء أكبر: الحقيقة والأكاذيب والزعامة".

ووصف كومي ترامب بأنه "يتحدث ويتعامل مع النساء وكأنهن قطع لحم"، فيما "يكذب مراراً بشأن أمور كبيرة وصغيرة ويصر على أن الشعب الأميركي يصدقه (..) هذا الرئيس لا يمثل قيم هذا البلد".

وأضاف كومي "التحدي الذي يشكله هذا الرئيس هو أنه سيلوث كل من حوله"، معتبراً أن العمل في إدارته يشكل تحدياً حقيقياً لأي شخص يقبل بذلك. وتابع "السؤال هو (...) كم من التلوث سيجعلك في النهاية غير قادر على تحقيق هدفك في حماية البلاد وخدمتها؟".

ورغم ذلك، قال كومي إنه لا يفضل أن يتم عزل ترامب. وأوضح "آمل بألا يحدث ذلك لأنني أعتقد أن عزل وابعاد دونالد ترامب من السلطة، سيزيل المسؤولية عن كاهل الشعب الأميركي ويجعل أمراً أعتقد أن عليهم القيام به مباشرة، يحدث بشكل غير مباشر".

وكان الجزء الذي أثار غضب ترامب في مذكرات كومي، كان وصف الأخير للرئيس الأميركي بأنه زعيم عصابة، وبأنه طالبه بالولاء شخصياً.

ترامب رد على كومي قائلاً في سلسلة تغريدات على "تويتر": "لم أطلب يوما الولاء الشخصي من كومي. بالكاد اعرفه. هذه ايضا احدى اكاذيبه الكثيرة. مذكراته تخدم مصلحته الشخصية وهي زائفة".

وأضاف ترامب مستعرضاً مقتطفات من مذكرات كومي "كيف نشر معلومات سرية (سجن)، لماذا كذب على الكونغرس (سجن)، لماذا رفضت اللجنة الوطنية الديموقراطية تزويد مكتب التحقيقات الفدرالي بخادم انترنت (لماذا لم يأخذوه)؟".

وحول تورط حملة ترامب بتواطؤ مع روسيا، ألمح كومي إلى أن روسيا ربما تمتلك شيئاً خطيراً ضد ترامب. وقال "أعتقد أن ذلك ممكن. لا أعرف. هذه كلمات لم أفكر يوما بأن أتفوه بها عن رئيس الولايات المتحدة، لكن ذلك وارد". معتبراً أن طلب ترامب منه التخلي عن التحقيق بشأن المستشار السابق للأمن القومي مايكل فلين، بشأن علاقته مع روسيا، قد يمثل عرقلة للقضاء.

وحول قراره بإعادة فتح التحقيق في مسألة البريد الالكتروني للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتوت قبل 11 يوماً من الانتخابات، قال كومي "كانت ستُنتخب رئيسة، ولو اخفيت (الأمور المتعلقة بالتحقيق) على الشعب الاميركي لنزعت عنها الشرعية ما ان يتم اعلان ذلك بعد انتخابها".

ترامب رد على كلام كومي بالقول "لا يعقل، جيمس كومي يقول ان الاستطلاعات التي كانت تشير الى تقدم الفاسدة هيلاري كلينتون شكلت عاملا في توليه (الاخرق) للتحقيق في قضية البريد الالكتروني لكلينتون". وأضاف "أي بعبارة أخرى، كان يتخذ قرارات مبنية على أساس اعتقاده بأنها ستفوز، وكان يريد وظيفة. كتلة قذارة!".