السويداء:لماذا عطّل طلال أرسلان اطلاق سراح معتقل أردني درزي؟

زين الحلبي

السبت 2019/05/25
نجحت "حركة رجال الكرامة" بالضغط على النظام، لإطلاق سراح الأردني الدرزي ليث فايز مراد، المعتقل لدى "المخابرات السورية" منذ 5 شهور.

وتم توقيف مراد، على حاجز تابع لـ"شعبة أمن الدولة" قرب مدينة الكسوة بريف دمشق، خلال زيارته إلى سوريا بغرض زيارة أقاربه للزواج. مصدر أمني قال لـ"المدن"، إن مراد واجه تهمة "التجسس لصالح الكيان الصهيوني"، على خلفية عمله السابق كموظف في مطار إيلات الإسرائيلي. وخضع مراد للتحقيق في فروع تابعة لـ"أمن الدولة" بدمشق، قبل نقله إلى سجن صيدنايا، من دون إثبات تهمة التجسس بحقه.

مصدر "المدن" أكد وجود عشرات الأردنيين المعتقلين في سوريا، بتهم مختلفة بينها "التجسس" والمشاركة بأعمال "إرهابية"، أو دعم مجموعات مسلحة معادية للنظام. بعض الأردنيين قبض عليهم أثناء تصويرهم للدمار في سوريا، بتهمة تصوير "مناطق أمنية وعسكرية".

وأشار مصدر "المدن" إلى أن الحكومة الأردنية كانت قد طلبت من النظام إطلاق سراح 30 معتقلاً أردنياً، من بينهم مراد. وقد توسطت لدى النظام أطراف محلية، وأقليمية درزية، للمطالبة بالإفراج عن مراد، من دون أي تجاوب معها. لكن تهديد "حركة رجال الكرامة" بتطويق جميع فروع الأجهزة الأمنية في مدينة السويداء، جعل قضية مراد "تصل لأعلى المستويات في النظام"، بحسب المصدر، الذي أشار إلى رفض رئيس "الأمن الوطني" اللواء علي مملوك، تسليم مراد لجهة "خارجة عن القانون"، في إشارة لـ"رجال الكرامة".

رئيس "شعبة الأمن العسكري" بالوكالة اللواء كفاح الملحم، أصر على تسليم مراد لـ"رجال الكرامة"، وذلك "حفاظاً على الاستقرار في السويداء". وقد صدر قرار بإطلاق سراحه، وطرده إلى الأردن، ومنع دخوله مجدداً إلى الأراضي السورية.

مصدر مقرب من "حركة رجال الكرامة"، قال لـ"المدن"، إن شيخ عقل الطائفة الدرزية في الأردن عجاج عطا، زار السويداء مطلع أيار/مايو، والتقى بقائد "الحركة" الشيخ يحيى الحجار، في إحدى القرى الحدودية بين سوريا والأردن، وطلب منه التدخل في قضية مراد. وأوضح المصدر أن قيادة الحركة اجتمعت حينها، وطالبت النظام عبر وسطاء بينهما، بالإفراج عن المعتقل، وكانت تصلها وعود شبه يومية بذلك.

وقد صدر قرار إخلاء سبيل مراد، في 9 أيار، لكن عضو "المجلس السياسي" في حزب "الاتحاد الديموقراطي" اللبناني لواء جابر، عطّل الأمر، بعدما التقى اللواء علي مملوك، مطالباً الإفراج عنه بوساطة من "دارة خلدة" والنائب اللبناني طلال أرسلان.

وأشار المصدر إلى أن تأجيل تنفيذ القرار لصالح جهة لبنانية، أثار استياء قيادة "رجال الكرامة"، ودفعها لإمهال النظام 48 ساعة وتهديده بالتصعيد وحصار الفروع الأمنية، تزامناً مع استنفار تشكيلات "رجال الكرامة" في مناطق تواجدها. وأفضى ذلك، لإطلاق سراح مراد، وتسليمه لـ"الحركة" عند حاجز المسمية على طريق دمشق-السويداء. ونقلت "الحركة" مراد في موكب يضم عشرات السيارات، ويحمل رايات الطائفة، إلى منزل الشيخ يحيى الحجار، في قرية شنيرة جنوبي السويداء، حيث استقبله مئات الأشخاص واحتفوا به، قبل أن تقله سيارة أمنية إلى معبر نصيب وتسلمه للسلطات الأردنية.

"رجال الكرامة" استنكرت في "فيسبوك"، دور لواء جابر، لتعطيل الاتفاق مع النظام، وتساءلت ما إذا كان طلال أرسلان، يعلم بتصرفاته. وأشارت إلى حوادث متعددة، يقف وراءها جابر، رسمت "طريق الفتنة والتفرقة" بين أبناء الطائفة الدرزية، وأبرزها تعيين أرسلان شيخ عقل ثانياً للطائفة في كل من لبنان وفلسطين، وتعويم شخصيات وقيادات حاولت التدخل في قضايا السويداء، إضافة لإصدار بطاقة تجيز لشيخ العقل اللبناني المحسوب على أرسلان، حصر الزيارات الدينية من لبنان إلى سوريا. واعتبرت "الحركة" أن هذه الخطوات تثير الشرخ بين الدروز في سائر بلاد الشام.

دلالات كثيرة حملتها قضية الافراج عن المعتقل الأردني، وأبرزها تجاوب اللواء كفاح الملحم، المسؤول عن ملف السويداء، مع الفصائل المحلية في المحافظة، وخصوصاً "رجال الكرامة". وهذه، ليست المرة التي يتم فيها الافراج عن معتقلين طالبت "الحركة" بهم. ويبدو أن ذلك محاولة لاستمالة الفصائل المحلية، بعدما كانت علاقة النظام معها متوترة بشكل دائم. ولطالما اضطرت الفصائل لخطف ضباط وعناصر من قوات النظام، للضغط لتحقيق مطالبها في السنوات الماضية، خاصة في الفترة التي كان فيها العميد وفيق ناصر، مسؤولاً عن الملف الأمني في السويداء.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024