قطار التطبيع:خلاف بين ملك السعودية ونجله

المدن - عرب وعالم

السبت 2020/09/19
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن وجود خلافات داخل الأسرة الملكية السعودية، ولا سيما بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد، بشأن التطبيع مع إسرائيل.

وقالت الصحيفة، في تقرير، إن الملك سلمان "أصيب بالذهول" عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 13 آب/أغسطس، عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، في حين لم يبدُ بن سلمان متفاجئاً بالخطوة.

ونقلت الصحيفة نفسها عن مراقبين أن بن سلمان يرحب بهذه الخطوة، التي من شأنها تجاوز ما يراه الأمير صراعاً مستعصياً يحول دون الدخول مع إسرائيل في شراكة تجارية، كما يحول دون الاستفادة منها للوقوف ضد إيران.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادر سعودية قولها إن بن سلمان فضّل عدم إخبار والده بالاتفاق المزمع بين الإمارات وإسرائيل، خشية أن يعرقل الملك الاتفاق، بعد أن يعلم أنه لن يقدم شيئاً يُذكر للدفع نحو حل القضية الفلسطينية، إذ من شأن رفض الملك أن يعرقل الاتفاق برمته.

وقالت الصحيفة إن الملك الغاضب من ضآلة ما تم الحصول عليه مقابل الاتفاق الإماراتي؛ وجّه وزير خارجيته لإعادة تأكيد التزام المملكة بإقامة دولة فلسطينية.

وتحدثت الصحيفة عن ضغوط إدارة ترامب لجمع السعودية وأبرز حلفاء واشنطن في المنطقة وخصوم إيران مع إسرائيل بهدف تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية وتخفيف  عزلة إسرائيل، خاصة مع اتجاه واشنطن نحو تقليص وجودها العسكري في المنطقة.

وقالت "وول ستريت جورنال" إن المملكة حافظت طوال ثلاثين عاماً تقريباً، على اتصالات سرية متواترة وغير رسمية مع إسرائيل، تتعلق في معظمها بالقضايا الأمنية، خاصة ما يتعلق بالشأن الإيراني، كما حافظت في الوقت ذاته على مواقفها العلنية الداعمة للقضية الفلسطينية.

على نقيض الملك سلمان، ترى الصحيفة أن ولي عهده يبدي "انفتاحاً غير عادي" تجاه إسرائيل، خاصة في القضايا المتعلقة بالأمن والتجارة. كما تنقل "وول ستريت جورنال" عن مستشارين ودبلوماسيين أجانب أن محمد بن سلمان اقترح في تشرين الأول/أكتوبر 2017، عند الإعلان عن خطط بناء مدينة نيوم، أن تلعب إسرائيل دوراً كبيراً في تطوير نيوم، مع استثمارات محتملة في التكنولوجيا الحيوية والأمن السيبراني.

وأوضحت أن بن سلمان أبلغ جاريد كوشنر في زيارته الأخيرة إلى السعودية أن الملك لن يقبل باقتراحه بشأن إبرام اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل. وفي ضوء رفض الملك، أخبر الأمير محمد بن سلمان كوشنر أن أقصى ما يمكن أن يفعله في الوقت الحالي هو دفع البحرين إلى توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وفي السياق، أشار المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع أنه في السعودية يوجد خلاف بين ولي العهد "الذي يدفع باتجاه التطبيع، الذي سيحسن مكانته في الولايات المتحدة، التي تضررت بسبب اغتيال الصحافي جمال خاشقجي"، وبين الملك "الذي وضع فيتو، ويرفض التراجع عن مبادرة السلام السعودية".

ووفقاً ل"يديعوت أحرونوت"، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن السعودية ستنتظر إلى ما بعد الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر، قبل أن تقرر ما إذا كانت ستطّبع علاقاتها مع إسرائيل؛ في غضون ذلك، "هناك تفاؤل" في إسرائيل من إمكانية التوصل إلى اتفاق تطبيع وشيك مع السعودية. وقال مسؤولون رفيعي المستوى في الحكومة الإسرائيلية إن "السؤال ليس ما إذا كانت السعودية ستوقع على اتفاق مع إسرائيل، وإنما متى يتم ذلك".

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن "الترجيحات أن تتخذ السلطات السعودية خطوات عملية باتجاه التطبيع مع إسرائيل إذا ما طرأ تقدم على المستوى الإسرائيلي الفلسطيني".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024