أمير قطر:لن تستطيع دول الحصار تعطيل سياساتنا الداخلية والخارجية

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2017/11/14
أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء، أن الخلاف بين قطر ودول الحصار لن يكون فيه غالب ولا مغلوب، مشدداً على أن قطر لا تخشى مقاطعة دول الحصار لها، وأن بلاده تداركت ارتدادات الأزمة الخليجية وعادت الأوضاع إلى مستويات طبيعية. 


وقال الشيخ تميم في خطاب بمناسبة افتتاح الدورة 46 لمجلس الشورى "اتخذنا كل الإجراءات الفورية لمواجهة التحديات الجديدة، وعدنا إلى مستويات الأوضاع الطبيعية". واتهم السعودية والإمارات والبحرين ومصر بمحاولة عرقلة استضافة بلاده لكأس العالم لكرة القدم في 2022.

واعتبر أمير قطر، أن الدول العربية التي فرضت عقوبات على بلاده في يونيو/حزيران بزعم دعمها للإرهاب لا تريد حلاً للأزمة. وأضاف أن هذه الدول "تريد إشغالنا بالجبهات التي تفتحها في كل مكان"، معلناً في الوقت نفسه الاستعداد للتسويات في إطار الاحترام المتبادل.

وأكد الشيخ تميم أن قطر اتبعت سياسة ضبط النفس و"التسامي فوق المهاترات والإسفاف" إزاء حملة دول الحصار عليها، على خلاف دول الحصار التي تورطت وأصبحت اسيرة لنهجها الإعلامي، فلم تنجح محاولات الوساطة في منحها مخرجا مما أقحمت نفسها فيه. وبيّن أن هذا النهج أكسب قطر احترام العالم، مشيراً الى أن علاقة الدوحة مع الدول الكبرى أصبحت أفضل مقارنة بما كانت عليه قبل الأزمة.

وأضاف الشيخ تميم أن الافتراءات على قطر "بدعم وتمويل الإرهاب" لم تنطل على المجتمع الدولي، مؤكدا أن سجل بلاده في مكافحة الإرهاب موثق ومعروف للجميع، حيث إن الدوحة عضو في اتفاقيات دولية عديدة لمحاربة الإرهاب. وقال "الجميع -بمن فيهم دول الحصار- يعلم أن لا علاقة لقطر بموضوع الإرهاب".

وأكد أن الدوحة مستعدة للحوار المبني على أساس احترام السيادة والالتزامات المشتركة، موضحاً أن "المؤشرات التي تردنا تفيد أن دول الحصار لا تريد التوصل إلى حل". وتوجه بالشكر لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لجهوده بالوساطة، ولكل الدول التي ساندت بلاده في هذه الأزمة.

وأعلن أمير قطر أن المجتمع المنتِج وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء والدواء والأمن وتعزيز المصالح الثنائية المتوازنة مع الدول الأخرى "هي مهمات للتنفيذ لا تحتمل التأجيل"، مشدداً على أن مشاريع تنمية البلاد مستمرة ولن تنجح دول الحصار في عرقلتها. وأضاف أن دول الحصار تريد إشغال قطر في كل مكان لتتعطل سياستها الداخلية والخارجية، وعلق على ذلك بقوله "هذا لن يكون".

وشدد على أن قطر اتخذت الإجراءات اللازمة لمواجهة التحديات التي فرضتها المستجدات الأخيرة، وخاصة في مجالات النقل والسلع والخدمات، حيث نجحت الدوحة في الحفاظ على مستوى القدرة الشرائية، وارتفاع الناتج المحلي، موضحاً أن مساعي دول الحصار للإضرار بالاقتصاد الوطني أخطأت "في عدم تقدير إرادة الشعب القطري والدولة، وكذلك في حساباتها بشأن اقتصادنا".

وفي الشأن الاقليمي، قال أمير قطر "نتابع بقلق بالغ تدهور الأوضاع على المستوى الإقليمي"، داعياً إلى "عدم التصعيد لتجنيب شعوب المنطقة مخاطر التوتر وبناء المحاور"، ومؤكداً أهمية الحوار، وقال: "الواقع السياسي يفرض علينا أن نحل خلافاتنا بالحوار".

وهنأ الشيخ تميم الفلسطينيين بالمصالحة التي تحققت أخيراً، وعبّر عن دعم بلاده لوحدة أراضي العراق، وأضاف: "نأمل أن يتم استئصال آفة الإرهاب من باقي المناطق العراقية في القريب العاجل". ودعا الحكومة المركزية في بغداد، وإقليم كردستان العراق للحوار.

وأعرب عن أمله في أن تنشط الجهود الدولية لإيجاد حل ينهي مأساة الشعب السوري "بعد تقاعس دام طويلاً". ولفت إلى أن الموقف القطري، لا يدعم أي مشروع يهدف إلى تقسيم سوريا، مؤكداً الرفض التام له.

كما عبر أمير قطر عن دعم بلاده لحكومة الوفاق في ليبيا، ولمساعي مبعوث الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة في اليمن. وجدد الدعوة لحكومة ميانمار لإنهاء معاناة مسلمي الروهينغا، مؤكداً أن بلاده "لن تدخر جهدا بالتعاون مع المجتمع الدولي والدول الصديقة لإنهاء هذه المأساة".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024