حماة:روسيا تعزز قواتها..والنظام يدفع بالحمويين الى الجبهات

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2019/06/12
بعد إنسحاب نقاط عسكرية لها كانت بالقرب من خطوط الجبهات في المناطق الساخنة في ريف حماة الغربي، استقدمت روسيا خلال الأيام القليلة الماضية عدداً كبيراً من قوات المشاة، بالإضافة إلى الآليات والمدافع الثقيلة، باشراف ضباط روس، إلى مدينة السقيلبية غربي حماة. وتمركزت تلك التعزيزات داخل المدينة وفي مواقع لمليشيا "الدفاع الوطني" المطلة على مدخل المدينة من جهة حيالين التي تعرضت لقصف مكثف من المعارضة، بحسب مراسل "المدن" يزن شهداوي.

وأرسلت روسيا تعزيزات جديدة إلى منطقة الغاب، حيث تمركزت قوات مشاة روسية في قرية جورين الملاصقة لناحية شطحة والقريبة من اللاذقية. وجاءت تلك التعزيزات من مطار حميميم العسكري بريف اللاذقية، وتمركزت في معسكر جورين؛ أكبر معسكرات النظام في منطقة الغاب، بأكثر من 1500 عنصر. ويعد معسكر جورين، الخزان الأبرز لرفد قوات النظام بالمقاتلين، والموقع الأبرز الذي يتم منه قصف المعارضة بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة والصواريخ.

روسيا بدأت، الثلاثاء، الإدارة المباشرة لمعسكر جورين، والإشراف على عمليات القصف الممنهجة منه لمواقع المعارضة. وفرضت سيطرتها الكلية على تحركات القوات فيه، لإعادة نشرها على جبهات كفرنبودة، وطريق محردة-السقيلبية، وقرب منطقة الأصيلة وما حولها.

كما نشرت مليشيا "حزب الله" اللبنانية مجموعات من "المقاومة الإسلامية السورية" و"الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون"، قرب مدينة محردة، وعلى جبهاتها كخط دفاع ثانٍ على طريق محردة-حماة، وفي معسكرات دير محردة التابعة لقوات النظام. وشوهدت سيارات سوداء تحمل رايات وشعارات الحزب وتلك الخاصة بمليشيا "أبو الفضل العباس"، وهي تنقل العناصر من مطار حماة العسكري، ومن محطة القطار قرب حي البعث في مدينة حماة، إلى مواقعهم الجديدة. كما نقل إلى محردة ومحيطها عدد كبير من عناصر "الحرس الثوري"؛ من المتطوعين السوريين والأفغانيين من "اللواء 47" إلى المواقع ذاتها.

ونُشِرَ جزء من تلك القوات على جبهات كفرنبودة، بالإشتراك مع فرع "الامن العسكري". ونصبت قوات من "الامن العسكري" و"الشرطة العسكرية" السورية حواجز على مخارج محردة والسقيلبية، لمنع هروب عناصر النظام من جبهات القتال إلى مدينة حماة.

من جانب آخر، زجّ النظام بقواته من شبان حماة وأريافها، على خطوط الجبهات الأولى في ريف حماة الشمالي الغربي، وعلى طريق حيالين-السقيلبية. وسحب النظام العناصر الحمويين من حواجزه وفرقه العسكرية في حمص ودرعا واللاذقية وطرطوس، ونقلهم إلى جبهات ريف حماة. كما طلب تجهيز المجموعات الحموية في الفروع الأمنية، لاستقدامها إلى المعارك، وسط معلومات عن سحب الحمويين من "الفرقة الثالثة" في محيط دمشق، ونقلهم إلى ريف حماة.

ويعتبر النظام أن معظم مقاتلي المعارضة في ريف حماة هم من أبناء مدينة حماة وريفها، ممن هربوا من الملاحقات الأمنية. وبذلك، يريد النظام وضع الحمويين في مواجهة بعضهم بعضاً، على خطوط الجبهات الأولى.

وشيّعت حماة خلال الأيام الأخيرة الكثير من القتلى، من ضباط وصف ضباط وعناصر، ممن إلتحقوا بقوات النظام مجبرين لتأدية الخدمتين الإلزامية والإحتياطية. وهو ما إعتبره الأهالي إنتقاماً مباشراً للنظام من الحمويين.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024