عودة البعث في سوريا..إحياء أمجاد "الشبيحة"

يزن شهداوي

الأحد 2020/10/25
شرعت قيادة النظام السوري بخطوات جديدة لإعادة دور حزب البعث، بعدما فقد جزءاً كبيراً من هذا الدور مع اندلاع الثورة السورية عام 2011. 

الحزب الذي طالما كان المسؤول عن سوريا ومفاصل الحكم فيها، من مؤسسات عسكرية ومدنية، والمتصدر لواجهة الحكم السوري، تجري إعادة بثّ الروح فيه وذلك بعد الإنخفاض الكبير في عدد المنتسبين إلى صفوفه خلال أعوام الثورة، وبعدها.

وعلمت "المدن" من مصادر داخل فرع حزب البعث في مدينة حماة، أن أمين فرع حماة أشرف باشوري أبلغ جميع مدراء ومسؤولين مؤسسات الدولة في المحافظة بعودة العمل بإلزامية أن يكون تعيين وتنصيب أي مسؤول أو أي شخص في منصب قيادي حصري بأعضاء حزب البعث.

كما يُشترط أن يكون من المواظبين على الإجتماعات الحزبية الدورية عبر فرق الحزب في كل مؤسسة حكومية، بالإضافة إلى تحقق شرط "العضوية العاملة" في أي منصب قيادي، والتي تُعرف بأنها مرحلة متقدمة من العضو النصير للحزب تأتي بعد إنضمام الفرد إلى الحزب بثلاث سنوات يخضع من خلالها لفحص شفهي عن الحزب ومنطلقاته وأهدافه وتاريخه، وغالباً ما تكون هذه الفحوص قائمة على الوساطات والخوّات التي تُدفع لأمناء الشعب الحزبية وأعضاء قيادة الفرع، وقد تم أخذ هذا القرار حتى في مسابقات تعيين الموظفين الجدد.

وأكّد المصدر أن هذا القرار يعود بسوريا إلى ما كانت عليه قبل عام 2011، حيث كانت المناصب القيادية في مؤسسات الدولة جميعها من نصيب الأعضاء العاملين وأصحاب النفوذ في الحزب، وكانت شرطاً معلناً حينها.

ومع عودة الدوام الطلابي إلى المدارس والجامعات السورية الحكومية والخاصة، سارع حزب البعث بإصدار قرار عبر مكتب الشباب المركزي في القيادة القطرية إلى الاتحاد الوطني لطلبة سوريا (المسؤول عن الجامعات السورية) واتحاد شبيبة الثورة (المسؤول عن المدارس الإعدادية والثانوية) بوضع طلبات الانتساب لحزب البعث ضمن أوراق التسجيل في الجامعات، وفرضها على طلاب الجامعات كورقة أساسية، بالإضافة إلى توجيه كل المدارس الثانوية بتنسيب وضم طلابها الذكور والإناث إلى صفوف الحزب.

وأكّد مصدر "المدن" أن هذا الأمر صدر خلال التوجيه السياسي من أمين الفرع في اجتماعه الأخير مع منظمتي اتحاد طلبة سوريا واتحاد شبيبة الثورة بضرورة تنسيب جميع الطلاب إلى الحزب، لإعادة دور الحزب في بناء المجتمع السوري وإعادته إلى واجهة الحكم في سوريا.

وأبلغ طالب جامعي في جامعة حماة "المدن" بأنه قام بالفعل بملء استمارة الانتساب إلى الحزب عند تقديم أوراق التسجيل في كليته في جامعة حماة. وتضم الاستمارة معلومات عن المنتسب، عائلته، أقاربه، أوضاعهم الأمنية وما إذا كان أحدهم خارج البلاد بطريقة غير شرعية. كما تسأل الاستمارة إن كان أحدهم من الأعضاء العاملين في الحزب، وعن سبب رغبته في حزب البعث.

ولفت الطالب إلى أنّ الحزب بدأ بإعادة حشد الطلاب الجامعين وإعادة تأهيل صفوف وكوادر جديدة لإعادة قاعدته الشعبية التي افتقدها مؤخراً بعد بداية الثورة، مضيفاً أن الانفتاح والوعي السياسي الذي بات يمتلكه الشباب السوري في الانتساب لأحزاب مختلفة دوناً عن البعث، دفع الحزب إلى محاولة الاستدراك.

وأضاف أن اتحاد طلبة سوريا بدأ بالتشجيع من خلاله اجتماعاته مع الطلاب المستجدين في الكليات والجامعات السورية على الانضمام والانتساب إلى صفوف لواء البعث، بمغريات مالية وأمنية يقدمها الحزب لعناصر اللواء.

وبدأ البعث يعمل على إستقطاب الطلاب الجامعيين فقراء الحال عبر رواتب شهرية يقدمها لواء البعث لعناصره وتصل إلى مئة ألف ليرة سورية، كما يلبي رغبات الشباب المراهق في الحصول على سلطة ونفوذ أمني عبر منحه بطاقة أمنية تمكّنه من التسلّط على المدنيين، وتسيير أموره عبرها.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024