مؤتمر برلين:محاولة لحل الأزمة الليبية..لم تصمد ساعات

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2020/01/20
وعدت أبرز الدول المعنيّة بالنزاع الليبي التي اجتمعت في برلين، باحترام حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا وبعدم التدخّل في شؤونها الداخليّة، سعيًا منها إلى إعادة السلم إلى هذا البلد الذي تمزّقه حرب أهليّة.

برغم ذلك، فإن تداعيات هذا الالتزام على الميدان حيث تسود هدنة هشة بين طرفي النزاع، لا تزال غامضة، بخاصّة أنّ رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السرّاج والمشير خليفة حفتر رفضا أن يلتقيا خلال هذه القمة الدوليّة التي انعقدت في برلين برعاية الأمم المتحدة.

وألقى قيام قوات موالية لخليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، بمحاصرة حقول النفط بظلاله على الاجتماع. ورغم تراجع الضربات الجوية والقتال خلال الأيام العشرة الماضية، قال سكان إنهم سمعوا تبادلا كثيفا لنيران المدفعية على بعض الخطوط الأمامية في طرابلس في وقت متأخر الأحد.

المؤسسة الوطنية للنفط قالت الأحد، إن حقلي الشرارة والفيل الرئيسيين بجنوب غرب البلاد أُغلقا بعدما أغلقت قوات تعمل تحت قيادة حفتر خط أنابيب. وأضافت المؤسسة أن إغلاق الموانئ سيقلص إنتاج النفط الليبي إلى 72 ألف برميل يومياً من 1.2 مليون برميل خلال أيام قليلة فقط ما لم يُرفع الحظر.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد مؤتمر برلين، إن اجتماع القمة الذي حضره الداعمون الرئيسيون للطرفين المتناحرين في ليبيا توصل لاتفاق على ضرورة تحويل الهدنة التي تم التوصل إليها في طرابلس الأسبوع الماضي، إلى وقف دائم لإطلاق النار لإتاحة الفرصة أمام بدء عملية سياسية.

وأضافت أن لجنة خاصة مشكلة من خمسة عسكريين من الطرفين ستراقب الهدنة. وقالت ميركل إن السراج وحفتر لم يلتقيا في برلين وذلك في إشارة إلى الهوة بينهما. وتابعت: "نعلم أننا لم نحل كل مشكلات ليبيا اليوم لكننا كنا نهدف إلى زخم جديد".

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو للصحافيين، إنه جرى إحراز تقدم نحو التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في الحرب الدائرة في ليبيا معرباً عن أمله في إعادة فتح موانئ النفط كنتيجة للمحادثات.

بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل اجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش مؤتمر برلين، إن دعوة روسيا وتركيا لوقف إطلاق النار ساهمت في تقليص القتال منذ أسبوع. وأضاف "لم نفقد الأمل في استمرار الحوار وحل الصراع".

وحضر بومبيو وزعماء عرب وأوروبيون القمة. ونشرت قوات حفتر صوراً له أثناء اجتماعه مع ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون . واجتمع كل من السراج وحفتر مع ميركل في مناسبتين مختلفتين. وبينما شوهد السراج وهو يعانق أردوغان شوهد ماكرون وحفتر وعلى وجه كل منهما ابتسامة عريضة في الصور عندما التقيا في ممر.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024