الجزائر تشهد مليونية الرحيل..والحزب الحاكم يتخلى عن بوتفليقة

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2019/03/15
خرج مئات آلاف الجزائريين في تظاهرات حاشدة في شوارع مدن وولايات جزائرية للجمعة الرابعة على التوالي للمطالبة برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، معلنين رفضهم لقرارات تأجيل الانتخابات والدعوة إلى مؤتمر"جامع للحوار".

ووصفت وسائل إعلام جزائرية ودولية المظاهرات التي حشدت مئات الآلاف في "جمعة الرحيل"، بأنها الأكبر منذ بدء الاحتجاجات ضد بوتفليقة إلى ولاية خامسة في شباط/فبراير، رغم ايقاف حركة القطارات والنقل العام لمنع وصول المحتجين إلى ساحات التجمع، إضافة إلى الطوق الأمني المشدد على مداخل العاصمة.

وفور انتهاء صلاة الجمعة تدفق الجزائريون بشكل غير مسبوق من مختلف أحياء العاصمة حيث لم تسع الشوارع الرئيسية في العاصمة لحجم المتظاهرين بحسب وكالة "الأناضول".

وفي أغلب الولايات كما في العاصمة، احتشد مئات الآلاف في الشوارع الرئيسية، والساحات في مسيرات سلمية كان أهم شعاراتها "قلنا ارحلوا يعني ترحلو"، "لا للتمديد" لولاية بوتفليقة الرابعة، و"لتدوير وجوه النظام"، دون تسجيل حوادث.

وعلى وقع الدعوات إلى مليونيات في مختلف أنحاء الجزائر، أبدى حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم مزيداً من المؤشرات على التخلي عن دعم بوتفليقة. وقال قيادي بارز في الحزب الحاكم إن بوتفليقة أصبح "تاريخاً الآن".

وقال المتحدث السابق باسم الحزب الحاكم وأحد أهم المسؤولين في الحزب الذي أعلن انشقاقه عن بوتفليقة حسين خلدون لقناة النهار "الجزائرية"، إنه يتعين على الحزب أن يتطلع إلى الأمام وأن يدعم أهداف المحتجين.

ونقلت وكالة "رويترز" عن وزير سابق على صلة بالمقربين من بوتفليقة أن الرئيس قد لا يصمد نظراً لتزايد الضغوط عليه من كافة الطبقات الاجتماعية في الجزائر. وأضاف أن اللعبة انتهت وأن بوتفليقة لا يملك خياراً سوى التنحي الآن.

وفي السياق، قال وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي إن خروج رجال النظام الحالي "يحتاج إلى ترتيبات، عبر بدء حوار بين السلطة والحراك والمعارضة، لإيجاد توافقات سياسية للانتقال إلى الجمهورية الثانية".

وأضاف الإبراهيمي الجمعة، أنه "يمكن تشكيل حكومة محايدة عبر حوار مشترك، والتفكير في آليات حل الأزمة"، مشيراً إلى أن "الظرف بات يستدعي فتح قنوات حوار مباشر".

وعبّر الإبراهيمي عن تفهمه لـ"مطالب الشارع بتغيير النظام، ولذلك أنا أقول تعالوا للحديث مع رجال الجمهورية الأولى للدخول إلى الجمهورية الثانية". وتابع: "يمكن أن نغير النظام، ولكن نحافظ على الدولة.. أسلوب الثورة المطلقة التي تعني أن يذهب الجميع غير مجدية".

ونفى الدبلوماسي الجزائري السابق أن يكون متحدثاً بصفة رسمية، لكنه عبّر عن استعداده لترؤس مؤتمر وفاق وطني في حال قبل الحراك الشعبي، وقال: "لا أحد كلفني بأي مهمة رسمية أو غير رسمية. فأنا ابن النظام وتركت السياسة الداخلية في سنة 1993، وأنا صديق للرئيس، ولا يجوز أن أترأس المرحلة الانتقالية، لكني مستعد للمساهمة".

وحول الوضع الصحي لبوتفليقة، قال: "أنا لم أقابل الرئيس منذ سنة ونصف السنة، عندما قابلته، الاثنين الماضي، كان قد استعاد التركيز والاستيعاب بالكامل، لقد جلست معه وكان منتبهاً، لكن ذلك لا يمنعنا من الإقرار بأن الرئيس مريض، ووضعه الصحي ليس مثلما كان في وقت سابق".

ورد على قوى المعارضة السياسية بشأن عدم اطّلاع بوتفليقة على ما ينسب إليه من رسائل، وقال إن "كل الرسائل التي كتبت باسم الرئيس اطلع عليها".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024