الخميس
2018/12/06
تواصل محكمتا الإرهاب والجنايات في دمشق، تنفيذ محاكمات غيابية بحق مئات الشبان من ريف دمشق، شملت أيضاً من قام "بتسوية وضعه" منهم، بالإضافة إلى الشبان الذين اختاروا سلوك طريق التهجير إلى الشمال السوري، بحسب مراسل "المدن" أحمد الشامي.
الناشط الإعلامي علي صالح من مدينة قدسيا، قال لـ"المدن"، إن لجنة المصالحة في مدينة الهامة تسلمت من محكمتي الجنايات والإرهاب، قوائم تضم أسماء أكثر من 50 شاباً من أبناء مدينة الهامة، وطلبت منهم تسليم أنفسهم خلال فترة وجيزة قبل ان يتعرضوا للملاحقة الأمنية داخل المدينة، بسبب صدور احكام غيابية بحقهم، وذلك بعد قيام سكان من المدينة و ذوي قتلى من صفوف النظام بتقديم شكاوى عليهم، متعلقة بالاعتداء على الممتلكات الخاصة، أو القتل.
وفقاً لصالح، فإن جميع الأسماء التي وردت في قوائم الجنايات والإرهاب، كانت لشبان خضعوا لتسوية مع النظام، ومنهم من دفع مبالغ مالية طائلة لتنظيف سجلاته الأمنية لكف البحث عنه. وأضاف، إنه في مدينة قدسيا تسلمت لجان المصالحة قوائم مشابهة منتصف العام الحالي، ضمت أسماء أكثر من 40 شخصاً من أبناء المدينة، خصوصاً أولئك الذين ساهموا بانجاز عملية التسوية بحجة التعامل مع قيادات من عناصر المعارضة.
تلك القضية أثارت حينها حالة من التوتر في المدينة، ما استدعى إيقاف تعميم القوائم الجماعية و التفرد بالمطلوبين عن طريق تبليغهم بشكل فردي عبر المخاتير أو أعضاء لجنة المصالحة في المدينة، لتسهيل عملية القاء القبض عليهم أو ملاحقتهم.
مصدر محلي في مدينة قدسيا قال لـ"المدن"، إن المحاكمات الغيابية شملت ايضاً عناصر المعارضة الذين التحقوا بالقتال ضمن صفوف النظام بعد تسوية أوضاعهم، حيث كانت آخر عملية اعتقال بموجب حكم غيابي صادر عن محكمة الإرهاب في المدينة بحق قيادي سابق في الجيش الحر؛ فبعد تسليم سلاحه وتسوية وضعه، انضم للقتال في صفوف الفرقة الرابعة بعقد لمدة عام، بعدما توسط له أحد قادة اللجان الشعبية في المدينة، لكن بعد انتهاء العقد وصله عن طريق عضو في لجنة المصالحة تبليغ لتسليم نفسه قبل ان يصبح ملاحقاً، لتتمكن اللجان الشعبية من إلقاء القبض عليه أخيراً وتسليمه إلى المخابرات الجوية.
مصادر محلية متقاطعة من ريف دمشق أكدت لـ"المدن"، أن عناصر النظام الأمنيين هم غالباً من يكونوا خلف نبش ملفات المعارضين وتحريض الأهالي على تقديم الشكاوى والادعاءات بحقهم. و أضافت المصادر، أنه بالرغم من صدور احكام غيابية بحق عدد كبير من الشبان في عموم مناطق ريف دمشق، إلا أن قوات النظام تتعمد في كثير من الأحيان عدم ملاحقة المطلوبين المتوارين عن الأنظار، وذلك بهدف ابتزازهم مادياً، أو تحريض ذوي من تقدم بالشكوى على الاخذ بالثأر منهم.