مليشيات النظام تهدد المعارضة غربي حلب: "نراقبكم من الفضاء"

المدن - عرب وعالم

الخميس 2018/10/11
شهدت جبهات ضواحي حلب الغربية والشمالية، وجبهات ريف حلب الجنوبي، خلال الساعات القليلة الماضية، تحركات مكثفة لمليشيات النظام التي نشرت المزيد من قواعد المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بالقرب من خطوط التماس.

التعزيزات تركزت في محيط نقطة المراقبة الإيرانية في الأكاديمية العسكرية في أحياء حلب الغربية، وفي جبهات جمعية الزهراء شمال غربي المدينة، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

وتجولت مدرعات تابعة لمليشيات النظام في خطوط التماس في جمعية الزهراء، صباح الخميس، وجبهات الضواحي الغربية. المدرعات، المزودة بمكبرات الصوت، أطلقت عبارات تحذيرية لفصائل المعارضة المسلحة، جاء في بعضها: "إلى المسلحين، انزعوا سلاحكم وآلياتكم، نحن نراقبكم من الفضاء"، و"في 15 تشرين الأول/أكتوبر، سيتم استهداف وتدمير كل من لم يغادر المنطقة منزوعة السلاح. الوقت يمضي". كما أضافت: "التنفيذ أو ستتعفن الجثث تحت الشمس"، "أيها الإرهابي نحن نراك أين تختبئ، لن تحميك الأنفاق، القوى الجوية الروسية والسورية ستنهال على رؤوسكم، سلم سلاحك وإلا الموت هو ما ينتظرك".

ولم تنتظر المليشيات حلول 15 تشرين الأول/أكتوبر لتنفذ تهديداتها باستهداف مناطق سيطرة المعارضة في ضواحي وريف حلب الغربية والشمالية، وشنّت مباشرة حملة قصف عنيف وبشكل متقطع استمرت لساعات، مستهدفة مواقع وقرى وبلدات وجمعيات سكنية تسيطر عليها المعارضة غربي حلب. واندلعت اشتباكات عنيفة على أكثر من محور في الضواحي غربي حلب. وتمكنت "الجبهة الوطنية للتحرير" من تدمير آلية عسكرية للمليشيات بعد استهدافها بصاروخ مضاد للدروع.

تحركات المليشيات وتصعيدها جاء بعد أقل من 48 ساعة على زيارة وفد من "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" إلى مناطق ريف حلب، قيل إنها تهدف إلى التأكد من قيام فصائل المعارضة بالخطوة الأولى من تنفيذ بنود الاتفاق التركي–الروسي حول ادلب، وإنشاء المنطقة "منزوعة السلاح". زيارة وفد "الائتلاف" برئاسة عبدالرحمن مصطفى، تزامنت مع إعلان المعارضة وتركيا، الانتهاء مع عمليات سحب الأسلحة الثقيلة، وانسحاب التنظيمات غير المرغوب بها من "المنطقة العازلة"، كـ"هيئة تحرير الشام" و"حراس الدين".

القائد العسكري في "الجبهة الوطنية" النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، أكد لـ"المدن"، أن مليشيات النظام، وبالتحديد التي تدعمها إيران لن تدع الاتفاق يمر بسلام، وأضاف: "ربما لن يصمد الاتفاق طويلاً في حال استمرت المليشيات بالتصعيد ومواصلة خروقاتها اليومية". المليشيات أعادت انتشارها مرة أخرى في جبهات ريف حلب وضواحيها مؤخراً، وعززت نقاطها، ومواقعها بمزيد من الأسلحة الثقيلة بالتزامن مع سحب الفصائل لسلاحها الثقيل، و"بدأت بالفعل بالتصعيد الميداني واختلاق الأكاذيب لتبرير قصفها، على المناطق غرب حلب بأسلحة ثقيلة". واستهدفت المليشيات، الأربعاء، بثلاثة صواريخ فيل مواقع المعارضة.

مواقع إعلامية موالية للنظام، تحدثت عن بقاء مليشيات النظام في وضع الجاهزية الكاملة في مختلف الجبهات في محيط ادلب، وأكدت أنه لم يتغير شيء بحجم وانتشار المليشيات في خطوط التماس، بل زادت الحشود بشكل أكبر خلال الأيام القليلة الماضية في جبهات تراها مهمة. وقالت تلك المواقع إن "الشيء الوحيد الذي تغيّر بعد الاتفاق التركي-الروسي هو موعد المعركة وتوقيتها".

المعارضة المسلحة رصدت تحركات للمليشيات، وأكدت بقاء معظم عتادها العسكري في منطقة خط التماس، وإخفاء قسم كبير منه في حفر تمويه العتاد الحربي، ونقل بعضه إلى مواقع أقرب من خط التماس مع المعارضة، وذلك بهدف تحقيق فاعلية أفضل في حال شنت المليشيات قصفاً على مواقع ومناطق المعارضة في ادلب وما حولها.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024