السودان: المعارضة تشدد على مطالبها بحكومة مدنية

المدن - عرب وعالم

الأحد 2019/04/14
رفضت المعارضة السودانية البيان الأول للرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان، مشددة على استمرار الاعتصامات والعصيان المدني حتى تحقيق سبعة مطالب.

وأعلن البرهان، في بيان ليل السبت، أنه سيتم تشكيل مجلس عسكري لتمثيل سيادة الدولة (جرى تشكيله لاحقا)، وحكومة مدنية متفق عليها من الجميع، خلال مرحلة انتقالية تمتد عامين كحد أقصى.

وردا على ذلك البيان، قالت قوى "إعلان الحرية والتغيير" المعارضة، في بيان مشترك، إن "بيان الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي لم يحقق أياً من مطالب الشعب". وأضافت: "ثورتنا لن تنتهي بمجرد استبدال واجهات النظام وأقنعته الخادعة، فالخطوة الأولى في إسقاط النظام تتأتى بتسليم السلطة فورا، ومن دون شروط لحكومة انتقالية مدنية (...) تدير المرحلة الانتقالية لفترة 4 سنوات".

وأعربت قوى المعارضة عن تمسكها بسبعة مطالب، هي: الاعتقال والتحفظ ومحاكمة كل قيادات جهاز الأمن والاستخبارات. إعادة هيكلة جهاز الأمن والمخابرات. حل مليشيات النظام من كتائب ظل ودفاع شعبي وشرطة شعبية وغيرها. التحفظ والاعتقال الفوري لكل القيادات الفاسدة في الأجهزة والقوات النظامية وغيرها من المليشيات والمعروفة بارتكاب جرائم ضد المواطنين في مناطق النزاع المسلح بدارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، وتقديمهم لاحقا لمحاكمات عادلة، وفق البيان.

وشددت على ضرورة "حل كافة أجهزة ومؤسسات النظام والاعتقال الفوري والتحفظ على كل قياداته الضالعة في جرائم القتل والفساد المالي، على أن تتم محاكماتهم لاحقا".

كما دعت المعارضة إلى "إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والعسكريين فورا، بمن فيهم الضباط الذين انحازوا للثورة". وأخيرا شددت على ضرورة "الإعلان الفوري عن رفع كل القوانين المقيدة للحريات".

وقالت قوى المعارضة إنه "لا تراجع عن مطالب الثورة، ولا مجال للقبول بالوعود دون الأفعال". وزادت "فاعتصاماتنا بالعاصمة القومية، أمام القيادة العامة لقوات شعبنا المسلحة وقبالة مقار حامياتها ووحداتها في أقاليم السودان، قائمة ولن تنفض، وإضرابنا وعصياننا المدني مستمر" حتى تحقيق المطالب.


وأدى ثمانية من أعضاء المجلس العسكري الانتقالي، اليمين الدستورية، مساء السبت، أمام كل من رئيس المجلس ورئيس هيئة القضاء، وذلك غداة أداء رئيس المجلس اليمن، الجمعة، خلفا لعوض بن عوف.

وهؤلاء الأعضاء الثمانية هم ستة من الجيش وعضو من الشرطة والثامن من المخابرات.

واجتمع وفد من المعارضة مع المجلس العسكري الجديد، لبحث العملية الانتقالية، عقب الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر حسن البشير الخميس الماضي.

وأعلن عضو وفد المعارضة عمر الدقير، عقب الاجتماع، أن الوفد طالب بمشاركة مدنيين مع المجلس العسكري في المجلس الرئاسي الانتقالي، وسيقدم قائمة بأسماء مدنيين إلى رئيس المجلس، الأحد.

وأضاف "طالبنا بحكومة مدنية بصلاحيات تنفيذية كاملة، ومحاكمة عادلة لجميع المتورطين في الفساد وسفك الدماء‎‎، وإعادة هيكلة جهاز الأمن التابع للنظام‎، وإعادة جميع مقار حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقا إلى الشعب"‎.

ويواصل ألاف المحتجين في العاصمة السودانية الخرطوم الاعتصام السلمي امام مبنى وزارة الدفاع في ظل مخاوف لدى البعض من التفاف الجيش على الثورة والتسلط عليها كما جرى في مصر ودول عربية أخرى.

في غضون ذلك، قالت وكالة أنباء الإمارات (وام)، إن أبوظبي رحبت بتعيين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيسا جديدا للمجلس العسكري في السودان.

وقالت الوكالة أيضا "وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بالتواصل مع المجلس العسكري الانتقالي في السودان لبحث مجالات المساعدة للشعب السوداني الشقيق".

وأعلنت السعودية مساء السبت في بيان رسمي "تأييدها" للإجراءات التي اتّخذها المجلس العسكري في السودان، مشيرة إلى أنّها ستقدم لهذا البلد، بتوجيهات من الملك سلمان بن عبد العزيز "حزمة من المساعدات الإنسانية تشمل المشتقات البترولية والقمح والأدوية".

وأفاد بيان رسمي أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، تأييد الرياض لإرادة الشعب السوداني وإجراءات المجلس العسكري الانتقالي للمحافظة على الأرواح والممتلكات. وقرر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إرسال حزمة من المساعدات الإنسانية من القمح والأدوية ومشتقات البترول.

وقال البيان إنّ المملكة "تؤكّد تأييدها لما ارتآه الشعب السوداني الشقيق حيال مستقبله، وما اتّخذه المجلس العسكري الانتقالي من إجراءات تصبّ في مصلحة الشعب السوداني الشقيق".

وأضاف البيان أنّه "إسهاماً من المملكة في رفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني الشقيق، فقد صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين (...) بتقديم حزمة من المساعدات الإنسانية تشمل المشتقات البترولية والقمح والأدوية".

وهذه أول مرة تصدر فيها تصريحات سعودية إماراتية رسمية بعد الانقلاب على الرئيس السوداني عمر البشير، حيث يقول محللون إن الرئيس الجديد للمجلس العسكري شخصية مقربة من البلدين من خلال عمله كمشرف على القوات السودانية المشاركة في التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024