هل نجا الأسد من الحرب؟

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2021/10/12
رأت صحيفة "نيورك تايمز" الأميركية أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تتخذ موقفاً متشدداً من النظام السوري مثل الموقف الذي اتخذته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، لكنها حاولت ثني شركائها العرب عن تطبيع العلاقات مع الأسد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي بارز في إدارة بايدن قوله إنه "من الواضح أن الأسد قد نجا وأن العقوبات لم تحقق إلا نتائج قليلة، ولهذا قررت واشنطن التركيز على موضوعات أخرى، مثل مواجهة فيروس كورونا وتخفيف المصاعب الاقتصادية في المنطقة والحد من التأثير الإيراني".

وأضاف المسؤول الذي امتنع عن ذكر اسمه، أن الإدارة الأميركية تريد تجنب فرض عقوبات جديدة جراء صفقة الغاز الخاصة بلبنان التي تناقش تفاصيلها وألا ينتفع الأسد منها إلا بالقدر القليل، كما "أخبرنا وبشكل متكرر الإمارات والسعودية: لا تسارعوا لبناء مراكز تسوق، ولا ترفعوا الحظر عن أرصدة الأسد، لا تسمحوا للحكومة السورية بالحصول على موارد مقابل إعادة بناء أو إعمار".

وتابع: "الإدارة الأميركية تسمح بمرونة في موضوعات أخرى مثل وصول الكهرباء إلى لبنان ومرورها بمناطق سيطرة النظام بهدف تقديم سياسة إنسانية عقلانية".

وبحسب الكاتب بن هبارد فإن الأسابيع الماضية كانت جيدة بالنسبة للأسد بعد سنوات طويلة من الحرب والقطيعة العربية والدولية لنظامه، حيث بدأت الدول العربية تدريجياً بإعادة علاقاتها مع النظام، أكان من الانفتاح الأردني على سوريا أو من الموافقة الأميركية على خطة لإحياء خط أنابيب الغاز عبر أراضيه، وصولاً إلى الاجتماعات التي قام بها وفد النظام في الأمم المتحدة أو في معرض أكسبو دبي 2020.

وتابع الكاتب أنه "رغم تلك التطورات إلا أن الأسد وسط أزمات لا يمكنه الهروب منها، فسوريا لا تزال محطمة وتعاني من الفقر وملايين اللاجئين في دول الجوار الخائفين من العودة لوطنهم، وهناك مساحات واسعة من البلاد لا تزال خارج سيطرة الحكومة".

وأضاف "على الرغم من انتصار بشار الأسد في الحرب، إلا أن قبضته على السلطة غالباً ما تكون ضعيفة حتى في المناطق التي يسيطر عليها، فهو لا يستطيع التحكم في الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا وجزء كبير من حدود البلاد الشرقية مع العراق، هذا عدا عن التواجد الأميركي والتركي في سوريا".

ومع انخفاض أصوات الحرب في معظم الأراضي السورية، فقد أصبح التفكير السائد لدى الدول المجاورة أنه طالما "الأسد في مكانه، فمن الأحرى أن تعيد سوريا التواصل مع جيرانها. ولكن القضية الرئيسية هي أن الكثير من السوريين لا يعرفون بعد 10 أعوام من الحرب إن كان بلدهم سيعاد ربطه وتوحيده كما كان قبل الحرب، وإن كانت هناك فكرة واضحة لإعادة بناء الدولة، وما هو مصير اللاجئين والمبعدين وغيرها من القضايا الشائكة".

وأشار الكاتب إلى أن تحرك دول الجوار لإعادة التواصل مع الأسد يعكس تآكل المشاعر المتعلقة بضرورة عزله، في وقت تعاني المنطقة من مشاكل عدة، حيث يسعى الأردن لإنعاش اقتصاده، إذ فتح المعبر الحدودي مع سوريا للتجارة، واستقبل قبل فترة وزير الدفاع السوري للتباحث في الشؤون الأمنية، كما تخلت دول الخليج مثل السعودية والإمارات التي دعمت جماعات المعارضة المسلحة في بداية الحرب عن معارضتها للأسد، وتحاول الحصول على فرص استثمارية، ولكن المال لم يصل بسبب العقوبات الأميركية.

وأكدت الصحيفة أن اقتصاد نظام الأسد ضعيف رغم اعتماده بشكل مباشر على إيران وروسيا في إنعاش اقتصاده، لدرجة أن رجال الأعمال هناك أوقفوا مشاريعهم وأغلقوا أبواب مصانعهم وغادروا البلاد.

ونقلت الصحيفة عن صاحب شركة أيس كريم قوله إنه سيغلق شركة العائلة التي أُنشئت قبل 50 عاماً وسينتقل إلى مصر. قبل فترة جاءت مصلحة الضريبة وشركة الكهرباء ودائرة حماية المستهلك تطلب منه رشاوى، مهددةً أنها ستغلق محله بذريعة ارتكابه جريمة وهمية.

وتابع أن عائلات نقلت شركاتها ومعها الوظائف التي يحتاجها الاقتصاد إلى تركيا ومصر والعراق ودول الخليج، مشدداً على أن "الحكومة السورية لا مال لديها، وتريد جمع رواتب موظفيها وجنودها وميليشياتها من التجار وأصحاب المصانع".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024