أردوغان:إغلاق الحدود وإغراق قوارب اللاجئين السوريين ليس حلاً

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2021/02/23
اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن ما جرى مع اللاجئين السوريين أظهر أن "تشييد الجدران ومد الأسلاك الشائكة على الحدود وإغراق قوارب المهاجرين ليس حلاً". وقال: "تقاسمنا خبزنا مع اللاجئين في حين وضعتهم دول إمكاناتها المادية أضعاف إمكاناتنا بمخيمات".

ولفت إلى أن تركيا استقبلت ملايين السوريين منذ بدء الحرب في بلادهم، "عملاً بروح المهاجرين والأنصار، وأوفت مجددا بمسؤوليتها التاريخية". كما لفت إلى استقبال تركيا لعشرات الآلاف من أكراد كوباني (عين العرب) الذين لجأوا اليها من سوريا، "عندما هاجم تنظيم داعش الإرهابي" مدينتهم الواقعة بريف محافظة حلب شمالي سوريا، وأشار إلى أنهم مازالوا في تركيا. وقال إن تركيا لم تغلق أبوابها في وجه الأكراد القادمين اليها، كما أنها فعلت الشيء ذاته بالنسبة للعرب القادمين من حلب.

وأضاف خلال مشاركته في مؤتمر عن الهجرة في إزمير التركية، أن الإنسانية رسبت في امتحان التعامل مع أزمة المهاجرين. وقال: "الإنسانية لم ترسب في البحر المتوسط فقط بل في بحر إيجه ونهر مريج أيضا". ولفت إلى أن الذين استقبلوا بضع مئات من اللاجئين لأغراض دعائية لا يتحملون مسؤولياتهم حيال هذه الأزمة المتعلقة بأرواح البشر.

وأضاف أردوغان "تقاسمنا خبزنا مع اللاجئين في حين وضعتهم دول إمكاناتها المادية أضعاف إمكاناتنا بمعسكرات اعتقال". وأوضح أن الاتحاد الأوروبي قدم 3 مليارات يورو لليونان من أجل 100 ألف طالب لجوء، بينما تخلى عن مسؤوليته تجاه 4 ملايين مثلهم في تركيا.

ولفت أردوغان إلى مصرع نحو 30 ألف مهاجر في البحر المتوسط خلال الفترة الماضية، جلّهم من الأطفال والنساء. وأكد أن المآسي الانسانية في بحر إيجه لا يمكن نسيان أي منها، وفي مقدمتها مأساة الطفل السوري "إيلان" الذي قذفت الأمواج بجثته إلى شاطئ البحر، بعد غرقه (عام 2015).

وأضاف "نتذكر جيدا كيف تم إغراق بشكل متعمد قوارب هؤلاء المظلومين الذين تحدوا الأمواج العاتية في رحلاتهم التي انطلقوا فيها بأحلام كبيرة". وشدد على أنه مهما اشتكت الدول الغربية باستمرار من أعباء الهجرة، فإن العبء الرئيسي يقع على عاتق الدول النامية.

واعتبر أن تركيا حالت دون حدوث موجة هجرة كبيرة، "من خلال تطهيرها مناطق شمال سوريا من الإرهابيين". وشدد على عدم وفاء (الغرب) بالكثير من وعوده لتركيا في ما يتعلق بدعم النازحين السوريين. وأوضح أن زعماء معروفين لم يلتزموا بوعودهم في ما يخص المساهمة ببناء مساكن مؤقتة للنازحين السوريين في محافظة إدلب.

وأشار الرئيس التركي إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يرسل كافة المبلغ الذي تعهد به لصالح اللاجئين في تركيا بموجب اتفاق 18 مارس/آذار 2016، والبالغ 6 مليارات يورو، رغم مرور كل هذا الوقت.

واعتبر أن "الوجود العسكري لتركيا شمالي سوريا، يعد الحائل الوحيد أمام ارتكاب مجازر محتملة في المنطقة". ولفت إلى "عودة 420 ألف لاجئ من تركيا وحدها إلى المناطق التي حررتها من الإرهاب شمالي سوريا".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024