عاشوراء السورية: مركزية في حلب.. وهامشية في دمشق!

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2019/09/10
أحيت مليشيات النظام الإيرانية ذكرى عاشوراء في أحياء حلب الشرقية، وأرياف حلب، وفي محيط مقام رقية في دمشق. وفي حين بدا الحضور الشيعي متراجعاً هذا العام في دمشق، فإن الاحتفالات بالذكرى في حلب أخذت شكلاً مركزياً في الأحياء الشرقية التي هُجّر سكانها السنّة منها نهاية العام 2016، وكذلك في مناطق انتشار مليشيات النظام الإيرانية في أرياف حلب. 

حلب

تضمنت الفعاليات إقامة مجالس عزاء ومهرجانات خطابية ودروساً وخطباً دينية ومجالس لطم. وعلّقت المليشيات الزينة الخاصة بالذكرى في الحسينيات وفي مقارها العسكرية والإدارية، وعلى الطرق، ووزعت المشروبات على المارة، على وقع الأناشيد الدينية الخاصة بالذكرى، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

وحضر الفعاليات مسؤولون من "حزب الله" اللبناني، وقادة من "فيلق المدافعين عن حلب"، وقائد "لواء الباقر"، ومعممون إيرانيون، ومسؤولون عسكريون وأمنيون من النظام في حلب. وتعتبر فعاليات ذكرى عاشوراء لهذا العام الأوسع في حلب، منذ خروج المعارضة من الأحياء الشرقية.

بدأت "مليشيا نبل والزهراء" منذ بداية شهر محرم الهجري بإحياء ذكرى عاشوراء في الحسينيات والمجمعات والجمعيات الدينية في مدينتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي. وعلى مدى 10 أيام اعتادت المليشيات تنظيم مجلس عزاء يومياً في "حسينية الإمام المرتضى" في مدينة نبل. وتم احياء الطقوس في المجمعات والحسينيات التابعة للمليشيا؛ "حسينية الإمام الحسن المجتبى" ومسجد الإمام زين العابدين، ومجمع السيدة الزهراء في بلدة الزهراء.

ونظمت المليشيات موكبين في قلب مدينة نبل؛ موكب عسكري من عناصر المليشيات، وموكب احتفالي باسم "موكب الإمام الحسين"، وشارك في الموكب مهجرون من بلدتي كفريا والفوعة بريف ادلب، وقادة من "فيلق المدافعين عن حلب"، ومسؤولون من "حزب الله". ونقلت المليشيات الأهالي إلى مسجد النقطة في حي المشهد في حلب للمشاركة في فعاليات إحياء ذكرى عاشوراء المركزية.

واقامت قيادة "لواء الباقر" مجلس عزاء مركزي في مضافة قائد اللواء "حاج باقر أبو حسين"، في حي البلورة. وحضر المجلس مسؤولون من فروع الأمن في حلب، وقادة المليشيات، ومعممون وأئمة حسينيات محدثة في باب النيرب ومساكن هنانو وكرم حومد وغيرها من الأحياء الشرقية. وشاركت العائلات المهجرة من كفريا والفوعة والتي تقيم في الأحياء الشرقية بمجالس العزاء وبفعاليات ذكرى عاشوراء التي نظمها "الباقر" وجمعيات دينية تدعمها إيران في حلب.

وأحيا "الباقر" عاشوراء في مقاره وثكناته ومعسكرات التدريب في ريفي حلب الجنوبي والشرقي، في دير حافر والسفيرة وتركان وغيرها شرقي حلب، وألقى معممون شيعة الخطب الدينية. واحتفت قيادات المربعات الأمنية التابعة لـ"فيلق المدافعين عن حلب" بالذكرى في مقارها بمدينة حلب ومربعات الريف الجنوبي والشرقي. وحضر مجالس العزاء قائد الفيلق الحاج محسن، وقادة المربعات، وأقيمت مجالس عزاء في مقار وثكنات الفيلق في الوضيحي والحاضر وعزان وقاعدة السيدة رقية التابعة لـ"الحرس الثوري" جنوبي حلب، وفي الأكاديمية العسكرية غربي المدينة.

الفعالية المركزية لذكرى عاشوراء تم إحياؤها في مسجد النقطة في حي المشهد بحلب، وشارك في مجلس العزاء المركزي عدد كبير من أهالي كفريا والفوعة ونبل والزهراء وأهالي من عشيرة البكارة وعشائر أخرى بحلب، وهم من المقربين من "لواء الباقر" والمتشيعين الجدد.
المليشيات الإيرانية فرضت طوقاً أمنياً في محيط مسجد النقطة منذ بداية محرم، وقطعت بعض الطرق المحيطة بالموقع، وأقيمت بشكل يومي الخطب الدينية ومجالس العزاء والابتهالات داخل المسجد. وتضمنت الفعاليات، تلاوة القرآن، والابتهالات الدينية.



عاشوراء في دمشق

عاشت أحياء دمشق القديمة، منذ بداية محرم، حالة من التشديد الأمني بالتزامن مع تحضيرات الطائفة الشيعية والمليشيات الموالية لإيران، لأحياء عاشوراء، بحسب موقع "صوت العاصمة".

وتحوي دمشق القديمة مقام رقية، أبرز المعالم الشيعية، فضلاً عن مقبرة آل البيت في حي الشاغور. وينتشر الشيعة في أحياء العمارة والأمين والشاغور ضمن المدينة القديمة.

وانتشرت دوريات عسكرية لقوات النظام عند مداخل المدينة القديمة، وأجرت تفتيشاً شخصياً للراغبين بالدخول إليها.

وانتشرت سيارات تحمل لوحات لبنانية، تقل عناصر من "حزب الله"، في محيط الجامع الأموي، لتأمين الحماية اللازمة للوفود القاصدة لمقام رقية.

وفي الطريق إلى المقام، انتشر عناصر من جنسيات مختلفة، لمراقبة المارة، فضلاً عن التفتيش الشخصي عند الباب الذي يسبق الطريق المؤدي للمقام.

واكتسى المقام، والمنطقة المحيطة به بالرايات السوداء، وأنزلت المليشيات الشيعية المنتشرة في المنطقة راياتها الحمراء منذ أسبوع، ورفعت الرايات السوداء معلنةً الحداد في ذكرى مقتل الحسين.

وشهدت المنطقة حضوراً واضحاً لعناصر الميليشيات الأجنبية، والوفود العسكرية إلى المقام. ومعظم قاصدي المنطقة كانوا من الإيرانيين والآسيويين والعراقيين، مع تراجع التواجد اللبناني هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة.

وضاعفت مليشيا "حراس المقام"، المختصة بحماية المنطقة، من استنفارها الأمني، وزيادة عدد العناصر عند الأبواب الحديدية التي تفصل منطقة المقام عن المناطق السنيّة المتاخمة له، وتشغيل كافة الكاميرات التي من مهامها التقاط الصور للمارة لأسباب أمنية.

ولم تشهد دمشق الصخب الذي شهدته الأعوام الماضية، نظراً لمحاولات الروس المستمرة تحجيم الدور الديني الإيراني، وإيقاف اللطميات في الأسواق المحيطة بالمسجد الأموي، فضلاً عن الانحسار الواضح للمليشيات الشيعية وعوائلها من محيط دمشق، وانخفاض نسبة السياح الشيعة القاصدين للمقامات.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024