لماذا دور "حماس" الخافت في معركة غزة الأخيرة؟

المدن - عرب وعالم

الخميس 2019/11/14

إنها الجولة التصعيدية الأولى التي تظهر فيها حركة "الجهاد الاسلامي" متصدّرة في القتال، في مقابل إقتصار دور حركة "حماس" على التنسيق، حتى أن أمين عام "الجهاد" زياد النخالة بدا واضحاً في توجيه عتب ضمني، حينما قال في لقاء تلفزيوني "إن "الجهاد" قاتلت منفردة وقد تقدمت الصفوف في الميدان".

لكن، لماذا كان دور "حماس" العسكري باهتاً في هذه الجولة التصعيدية خلافاً للمعارك السابقة، بالرغم أنها كان تشدد خلال المعركة أنه لا يوجد شرخ في صف المقاومة؟ مع العلم أن صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نقلت عن تقديرات لجهات عسكرية وأمنية رفيعة في تل ابيب، توصيتها بأن المواجهة في غزة يجب أن تتوقف قبل انضمام حركة "حماس".

وذهبت صحيفة "إسرائيل اليوم" إلى دق أسفين بين فصائل المقاومة الفلسطينية، عندما قالت في تحليلها الذي تصدر صفحتها الاولى، الخميس، إن "حركة حماس لم تبكِ أبو العطا".

المتحدث بإسم حركة "الجهاد الإسلامي" مصعب البريم، حاول في حديثه ل"المدن" أن يكون دبلوماسياً، من خلال قوله إن "تصدر الجهاد للميدان كان منسجماً مع إجماع كل الفصائل بضرورة الرد، ولو أن الجهاد قاتلت نيابة عن المقاومة".

وتابع البريم "لنا الشرف ان نكون رأس حربة الشعب الفلسطيني والمقاومة ولن نسمح للعدو بشق الصف المقاوم... الوحدة هي الضامن وصخرة الصمود".

واعتبر البريم أن حضور المقاومة في الميدان وقدرتها على ردع العدو، يمثل الضامن الرئيس لإلتزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية، وبدأ سريانه عند الخامسة والنصف من صباح الخميس.

في المقابل، قال مصدر مطلع من غزة ل"المدن" إن عدم انخراط "حماس" بشكل لافت وفعلي في المعركة الاخيرة، يعود إلى قرار رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، إذ أنه يعتقد أن معركة كهذه وتطورها إلى حرب يعني تكريس حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقد حدث هذا بالفعل، وفق مراقبين.

وبالرغم من وجود تباينات في داخل "حماس" حول الإنخراط بقوة في الجولة التصعيدية الأخيرة من عدمه، وفق معلومات "المدن"، فإن السنوار ألزم الجميع في حركته، بالتعامل بطريقة وصفها ب"الذكية"؛ باعتبار أن فترة أسره في سجون الإحتلال جعلته يفهم العقلية الإسرائيلية بشكل أعمق.

وتُفسر "براغماتية" السنوار كونه يعتبر من الجيل الأول للجهاز العسكري ل"حماس"، قبل أن يصبح قائداً سياسياً لحركة "حماس"، في أعقاب تحرره من الأسر في إطار صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011. ولذلك، يرى متابعون لشؤون الحركة "أن الجيل القسّامي" الأول أكثر براغماتية، وهذا ما يفسر الطريقة المختلفة والمغايرة في تفكير السنوار مقارنة بغيره من القيادات في "حماس".

في المقابل، أكد رئيس شبكة الاقصى الاعلامية التابعة ل"حماس" وسام عفيفة ل"المدن" أنه لكل جولة تصعيدية خصوصيتها، مبينا أن "كتائب القسام" لم تدخل بكل ثقلها لعاملين رئيسيين؛ الاول طبيعة الرد وحدوده، واما الثاني فيتعلق بالتوقيت الذي هو غير مناسب للمواجهة المفتوحة.

وأضاف عفيفة "لو دخلت كتائب القسام بكل ثقلها في المعركة الأخيرة، فإن هذا يعني تدحرج الامور لمواجهة واسعة ستتسبب بتغيير واقع غزة وخلق متغيرات كبيرة".

وبالنظر إلى أداء "الجهاد الإسلامي" الصاروخي والعسكري في الجولة التصعيدية الأخيرة، فلم يكن بقوة الجولات التصعيدية الماضية. ويبرر مصدر من "الجهاد" هذا الأمر بالقول إن "الجهاد لم تستخدم كل قوتها وارادات التحكم بالتصرف، فضلاً عن حالة من الإرباك شهدته الحركة بعد اغتيال قائد الوحدة الصاروخية في سرايا القدس بهاء أبو العطا، وعدم وجود نائب له يستلم المهمة مباشرة؛ الامر الذي خلق حالة من الإرباك".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024