روسيا تسيطر على قلعة المضيق.. بالتسلل

المدن - عرب وعالم

الخميس 2019/05/09
تمكنت مليشيات النظام الروسية، الخميس، من التقدم لمناطق جديدة في ريف حماة الشمالي الغربي، من دون قتال يُذكر. وتخضع تلك المناطق لاتفاق" خفض التصعيد"، وهي منزوعة السلاح الثقيل، بحسب اتفاق سوتشي.

مصادر "المدن" أكدت أن قوات مشاة من مليشيات النظام، تسللت صباح الخميس، إلى شرقي قرية الكركات، من دون آليات ثقيلة، وبعد تمركزها التحقت بها المدرعات. وتقدمت المليشيات باتجاه قرية الكركات وسيطرت عليها.

وتزامنت تلك التحركات مع تقدم مليشيات النظام الروسية المتمركزة في حاجز الحابوسة داخل قلعة المضيق. كما تقدمت قوات النظام إلى تل هواش، منطلقة من كفرنبودة. ومن المتوقع أن تسيطر المليشيات على قرية التونية ومنطقة الشريعة في سهل الغاب، لأنها أصبحت بحكم المحاصرة.

وتعتبر هذه العمليات تغييراً لمحور القتال الذي كانت تتبعه المليشيات، إذ كانت تتوجه نحو الهبيط المجاورة لبلدة كفرنبودة غرباً، فعكست اتجاهها إلى المناطق منزوعة السلاح الثقيل في سهل الغاب.

ولم يشهد تقدم ميليشيا النظام الروسية مقاومة صلبة من قبل فصائل المعارضة المتواجدة في المنطقة، وأبرزها "الجهة الوطنية للتحرير". 

ومن العوامل التي ساعدت المليشيات على السيطرة على بلدة قلعة المضيق ومحيطها، هو سيطرة النظام سابقاً على مناطق مرتفعة فيها وأهمها حاجز الآثار وحاجز الحابوسة، أعلى القلعة والمتغلغلين داخل المناطق السكنية للبلدة، ما جعل بلدة قلعة المضيق ساقطة عسكرياً.

فصائل المعارضة

فصائل المعارضة كانت قد اعتمدت بشكل أساسي على استهداف آليات النظام الثقيلة بالصواريخ الموجهة، والاستهدافات البعيدة. وأعلنت "الوطنية للتحرير" عن تدمير دبابة لقوات النظام على حاجز المكاتب، وعن تدمير قاعدة كونكورس كانت تتمركز على تل هواش بصواريخ الكونكورس، كما أعلنت تدمير سيارة ذخيرة ومدفع من عيار 130 كانت في حاجز الآثار.

أين "هيئة تحرير الشام"؟

لم تضع "هيئة تحرير الشام" ثقلها في المواجهات الدائرة حالياً في ريف حماة الشمالي، واكتفت بإرسال بعض السرايا من "قاطع حماة".

مصادر "المدن" أشارت إلى أن "تحرير الشام" تُفضّلُ ألا تتورط في معارك محسومة نتيجتها العسكرية لصالح القوات والمليشيات الروسية، لكنها في الوقت نفسه لن تكون منزعجة من استنزاف فصائل المعارضة القوية المدافعة عن ريف حماة كـ"جيش العزة" و"الجبهة الوطنية للتحرير".

مصادر "المدن" أشارت إلى أن "هيئة تحرير الشام" وضعت شروطاً للدخول جدياً في معركة ريف حماة الشمالي، في غرفة عمليات موحدة مع "الجبهة الوطنية للتحرير" و"جيش العزة". ومن هذه الشروط أن تكون الغرفة بإمارة "الهيئة"، وأن يكون التمهيد الثقيل من الفصائل، وأن يُمنع دخول عناصر "الجيش الوطني" و"درع الفرات" إلى إدلب وريف حماة، وأن ترسل الفصائل عناصرها إلى الخطوط الأمامية على أن تشرف "الهيئة" على توزيعها.

وتدرك "تحرير الشام" أنها ستكون الطرف الأقوى، بعد قضم الروس لريف حماة الشمالي، واضعاف فصائل المعارضة فيه. وهي تمنع استقدام تعزيزات من "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، وتفاوض في الوقت بدل الضائع، على قيادة معركة تعرف أنها ستكلفها الكثير. لذا، ليس أمام "الهيئة" إلا الوقت، لتقايض بقية الفصائل عليه، وهي تشهد احتلال القوات الروسية لمناطقها.

فالمعركة الروسية في ريف حماة اليوم، ليست بأي شكل ضد الفصائل المصنفة إرهابية، بل هي موجهة لقضم أخر فصائل الجيش الحر جنوبي إدلب.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024