المنطقة الآمنة برعاية "قوات النخبة" و"بيشمركة روج"

سعيد قاسم

الثلاثاء 2019/01/15
كشف مصدر خاص من "بيشمركة روج"، لـ"المدن"، عن التوصل لاتفاق أميركي-تركي-كردي، بخصوص المنطقة الآمنة وانتشار قوات فصل عسكرية في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديموقراطية"، على الحدود السورية التركية. 

وبحسب المصدر العسكري الكردي، فإن "المجلس الوطني الكردي" السوري المعارض، وإقليم كردستان العراق، هما من "أقطاب الاتفاق الإقليمي، الذي سيرسم الملامح السياسية لمنطقة شرق الفرات". وأوضح المصدر أن كتائب من الجيش الحر، ستدخل بإشراف تركي الى المناطق الممتدة بين الدرباسية وكوباني مرورا برأس العين وسلوك وتل ابيض، بعمق 32 كيلومتراً لتصل إلى طريق حلب الدولي.

وأضاف بأن قوات من "بيشمركة روج"، الجناح العسكري لـ"المجلس الوطني الكردي"، متحالفة مع "قوات النخبة"، الذراع العسكري لـ"تيار الغد" الذي يتزعمه أحمد الجربا، ستسيطر على المثلث الحدودي السوري-التركي-العراقي "تربسبيه"، مروراً بمدن المالكية ومعبدة والجوادية، وصولاً إلى منطقة تل كوجر الواقعة على الحدود السورية مع إقليم كردستان باشراف الإقليم والاتفاق مع الحكومة العراقية.

وأشار المصدر إلى أن ذلك حصل بالتفاهم مع الحكومة العراقية، التي استفادت من تقويض نفوذ "حزب العمال الكردستاني" في سنجار، مضيفاً أن تغييرات مهمة حصلت خلال الفترة الماضية في سنجار، ومنها إغلاق معبر غير رسمي بين سنجار وسوريا من قبل "الحشد الشعبي" الذي عزز وجوده داخل المنطقة.

وأشار المصدر إلى أن "قسد" ستظل مسيطرة على مساحات واسعة في ديرالزور والرقة والحسكة والقامشلي، بالاضافة إلى استمرار اعتماد الولايات المتحدة عليها في محاربة "داعش" ومواجهة النفوذ الايراني.

ووجود هذا الاتفاق يلغي مشاريع اتفاق آخر بين النظام و"الادارة الذاتية"، وهوا ما أعلنه عضو مكتب العلاقات الديبلوماسية في "مجلس سوريا الديموقراطية" سيهانوك ديبو، الاثنين، بالقول إن المفاوضات بين المجلس والنظام السوري وصلت إلى "طريق مسدود"، مؤكداً أن النظام يسعى لفرض سيطرته على المنطقة عبر فرض نموذج "المصالحة".

وأضاف القيادي في "مسد": "المحاولات الأخيرة للمجلس باسم الإدارة الذاتية مع النظام لم تأت بأي نتيجة، لأن ذهنية النظام ما زالت تلك الذهنية القديمة، بالإضافة إلى إصراره على سياساته القديمة ومحاولة فرض سيطرته على المنطقة كنظام مركزي بحجة وحدة الأراضي السورية".

بدورها أقرت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ"مسد" الهام أحمد، في اجتماع مع وجهاء وعشائر منطقة الدرباسية، بعقم المفاوضات الجارية مع النظام، معيدة ذلك الى إصرار النظام على سياساته القديمة وتمسكه بنهجه حول حكم الحزب الواحد بحجة وحدة الأراضي السورية.

وشهدت الأسابيع الثلاثة الماضية لقاءات مكثفة بين موفدين من الولايات المتحدة وتركيا، بخصوص الانسحاب الأميركي والتدخل التركي شرقي الفرات، قبل التصريحات الايجابية الأخيرة عن التفاهم على إقامة منطقة آمنة لا تصطدم فيها تركيا بمقاتلي "قوات سوريا الديموقراطية". الاتصال الهاتفي بين الرئيسين التركي والأميركي، ليل الإثنين/الثلاثاء، ناقش موضوع المنطقة الآمنة شمالي سوريا.

ويبدو أن المنطقة الآمنة هي النتيجة التي حصلت عليها الولايات المتحدة من جولة وزير خارجيتها الأخيرة في الشرق الاوسط، وكان ضمنها العراق وإقليم كردستان. ويبدو أن المبعوث الأميركي إلى سوريا جميس جيفري، قد تكفل خلال زيارته الأخيرة لمناطق "قسد" بإقناع قياداتها بالخطة الأميركية، للتوفيق بين مطالب "الادارة الذاتية" وتركيا، بما يتضمن حماية القوات التي حاربت مع "التحالف" ضد "داعش". وذلك وفقاً لتسريبات عن الاجتماع الذي أجراه جيفري مع قادة "قسد" مطلع الأسبوع.

ورافقت التحركات الديبلوماسية الأميركية تغييرات في طبيعة تواجدها في الميدان، مع تنفيذ انسحاب لجنود ومستشارين عسكريين، وتعزيز قواعدها العسكرية بالمعدات اللوجستية، ما يشير إلى أن الاستراتيجية المقبلة ستكون المراقبة، أكثر من القيام بدور ميداني على غرار ما فعلته في حربها ضد "داعش".

التطورات المرشحة للحدوث شرقي الفرات، وإشراك أطراف متخاصمة في ملعب واحد؛ الجيش الحر و"قسد" و"بيشمركة روج" والنظام، يرجح إمكانية حصول توتر بينها في المستقبل القريب. ورغم تقديم الولايات المتحدة ما يشبه الضمانات، إلا أن قدرتها على ضبط الميدان، ستكون أضعف مع انسحابها. فأغلب المناطق المعنية بالاتفاق تعاني سلفاً من حالة من عدم الاستقرار الأمني، خاصة ديرالزور والرقة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024