درعا: هل قتل الروس خالد الحريري وطلال الشقران؟

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2018/12/28
اختفى القيادي السابق في المعارضة ومسؤول "التسوية" مع الجانب الروسي في ريف درعا الشرقي خالد الحريري، ومعه القيادي السابق في "جيش الثورة" طلال الشقران، قبل أيام، بحسب مراسل "المدن" سليمان الحوراني.

وتختلف هذه الحادثة عن سابقاتها. اختفاء الحريري والشقران، لم يأتِ بعد رفع دعاوى "الحق الشخصي" ضدهما، كما جرت عادة النظام عند اعتقال قادة المعارضة، منذ سيطرته على الجنوب السوري. بل جرت الحادثة على طريق دمشق-حمص، أثناء محاولة القياديين تهريب مطلوبين للنظام من درعا إلى بلدة سلحب في ريف حماة، وبإشراف "الضامن" الروسي.

مصادر "المدن" أشارت إلى أن الحريري المقرب من الجانب الروسي، حاول تهريب عائلات بينهم مطلوبون للخدمة الإلزامية والاحتياطية من مناطق سيطرة النظام في درعا إلى آخر نقطة للنظام في حماة، مقابل ألف دولار عن كل عائلة، وبعلم مسبق من الروس الذين سهلوا عملية الخروج من درعا من دون معوقات تذكر.

"لجان التنسيق والمصالحة" في درعا ولدى سؤالها الجانب الروسي عن مصير الحريري والشقران، تلقت ثلاث روايات مختلفة، في يومين. الأولى تقول إنهما تعرضا لإطلاق نار من قبل حاجز لقوات النظام، ما تسبب بإصابة الحريري قبل اعتقالهما من قبل فرع "أمن الدولة". والرواية الروسية الثانية أكدت أن الحريري أصيب بإطلاق نار من حاجز لقوات النظام، ونتيجة خطورة إصابته أُسعّف إلى "مستشفى 601 العسكري" في المزة. والرواية الروسية الثالثة قالت باختفاء اختفاء الحريري والشقران، بصورة غامضة، ولم تستبعد أن يكونا قد قتلا من دون تقديم أي توضيحات حول الملابسات.

من جهتها، أعلنت قوات النظام عدم مسؤوليتها عن الحادثة، نافية اعتقالهما.

مصادر "المدن" رجّحت تصفية القياديين على حاجز للنظام، من دون اعتراض روسي، خاصة أنهما متورطان ببعض عمليات تجارة الأسلحة والآثار. ولم تستبعد المصادر أن تكون تجارة الآثار والأسلحة تتم بالتنسيق مع الروس.

وكان الحريري يقيم في الأردن قبل عودته إلى سوريا، بعد اتفاق "خفض التصعيد" في تموز/يوليو 2017، ليتابع عمله في تجارة الأسلحة داخل سوريا. وسارع الحريري بعد عمليات النظام العسكرية الأخيرة في درعا، إلى التواصل مع الروس، بعدما سيطرت قوات النظام على بلدته بصر الحرير. وبذلك أصبح وسيطاً مع الجانب الروسي الذي أصبح بدوره ضامناً لعودة الأهالي إلى البلدة، وسحب مليشيات النظام منها.

وكان الحريري قد حذّر أبناء بصر الحرير واللجاة من مغادرة المنطقة إلى الشمال، عبر قوافل التهجير، لإن الشمال سيواجه مصير الجنوب بعد أشهر، بحسب قوات النظام والروس. ونجح بإقناع المئات من أبناء المنطقة بالبقاء وعدم المغادرة، ليصبح بعدها عراب التهجير، بطريقة غير شرعية. وبتنسيق مع الجانب الروسي تحول الحريري من الإتجار بالسلاح، إلى الإتجار بالبشر.

ناشطون اعتبروا أن ما جرى مع الحريري هو نهاية متوقعة بعد أن أدى المهمة الموكلة إليه، بمنع أبناء المنطقة من المغادرة وتجنيد العدد الأكبر منهم للعمل ضمن صفوف مليشيات النظام و"الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا، وإقناع أهالي المنطقة بعدم مغادرتها، وإقناع اللاجئين بالعودة وضمان "تسوية أوضاعهم".

وبحسب معارضين للنظام، فالحادثة تكشف بما لا يدع مجالاً للشك عن نية النظام المبيتة للإنتقام من معارضيه، بمباركة "الضامن" الروسي الذي بدأ يتنصل من حماية المعارضين رغم "تسوية أوضاعهم"، ويقف متفرجاً أمام عودة ممارسات النظام القديمة بحقهم. هذا عدا عن إختلاق الحجج وتبرير أفعال النظام، من الإعتقال والإغتيال وتصفية المعارضين، بشتى الوسائل والسبل، والتي قد تطال المتعاونين مع الجانب الروسي قريباً.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024