أكراد سوريا خائفون من بايدن..ويسعون للاعتراف الدولي البديل

مصطفى محمد

الخميس 2021/07/22
تحاول الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا الضغط على "التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة، للحصول على اعتراف دولي بها، لإضفاء الشرعية على تجربتها.

وفي سبيل تحقيق ذلك، أطلقت الإدارة الذاتية حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة باعتراف دولي، مما يعكس تخوفاً من جانب الإدارة وقسد، من التوجه الانسحابي الأميركي من المنطقة، واستراتيجية إدارة جو بايدن غير الواضحة بعد.

وتتناغم الحملة الافتراضية مع ضغوط مصدرها أطراف أمريكية تهدف إلى دفع الولايات المتحدة الداعم الأبرز لقسد، للاعتراف الرسمي بالإدارة الذاتية.

وتزامنت الحملة مع زيارة قام بها وفد من الإدارة الذاتية إلى فرنسا، التقى خلالها بالرئيس إيمانويل ماكرون، وذكر بيان رئاسي فرنسي أن ماكرون دعا إلى ضرورة مواصلة العمل من أجل إرساء استقرار سياسي في شمال شرق سوريا وحوكمة شاملة.

واستنكر الائتلاف السوري وتركيا، استقبال فرنسا لوفد الإدارة الذاتية، ووصف الائتلاف استقبال ماكرون للوفد بالأمر المؤسف الذي يبعث على القلق، بينما قالت أنقرة إن "علاقة باريس بهذه المنظمة الإرهابية والدموية وفروعها، تضر بأمن تركيا القومي، وبالجهود المبذولة لحماية وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، وضمان الاستقرار في المنقطة".

وأوضحت المسؤولة في الإدارة الذاتية بيريفان خالد التي شاركت في الاجتماع مع ماكرون، إن النقاش ركز بشكل خاص على "دعم فرنسا لاعتراف المجتمع الدولي بالإدارة الذاتية الكردية".

تحركات الإدارة زادت المخاوف من حصول الإدارة الذاتية على اعتراف دولي يمهد لإعلان كيان كردي مستقل في شمال شرق سوريا. ورداً على ذلك، نفى نائب الرئاسة المشتركة في الإدارة الذاتية بدران جيا كرد أن يكون لدى إدارته نوايا بالانفصال عن سوريا مجتمعياً أو جغرافياً.

وقال ل"المدن": "على العكس نحن أكثر من دافعنا عن هذه الوحدة، وسط الأزمة الخانقة في سوريا لم يتطور أي مشروع يلبي حاجة السوريين سوى مشروع الإدارة الذاتية، وهدفنا هو الاعتراف به كحل في سوريا وليس اعترافاً خارج الحدود السورية المعروفة".

وأضاف "نحن نقدم مشروع الإدارة الذاتية بوصفه حلاً ضمن الحل السوري، وعندما يتم رؤية الإدارة الذاتية بأنها تمثل الحل فهذا جيد لسوريا عامة لأن الإدارة كما قلت مشروع وطني سوري يريد الحفاظ على سوريا". وقال: "نحن سوريون ونعلن عن رؤيتنا للحل في بلدنا وجاهزون للحوار مع كل الاطراف المعنية بالحل السياسي في سوريا".

وتابع جيا كرد: "لا يمكن أن يكون هناك حل ديمقراطي يضمن حقوق جميع المكونات الثقافية والعرقية والدينية الذي يشكل تنوعاً للمجتمع السوري، إلا من خلال انشاء نظام سياسي لامركزي مبني على أساس الحفاظ على خصوصية كل منطقة". وقال: "مشروعنا مشروع سوريا، والاعتراف به يعني الاعتراف بشكل الحل في سوريا".

في المقابل، يرى الباحث في الشأن السوري أحمد السعيد أن حلم تشكيل كيان كردي كان ولا زال على رأس أولويات قسد، وغيرها من التشكيلات العسكرية الكردية التابعة لمنظومة حزب "العمال الكردستاني".

وقال ل"المدن"، إن "تكثيف الإدارة الذاتية لتحركاتها الهادفة إلى الحصول على اعتراف سياسي يتجاوز الحالة العسكرية والدعم الأميركي المحصور بالشق العسكري، يؤكد بشكل واضح مخاوف قسد من قرار أميركي مفاجئ".

وحسب السعيد، فإن المخاوف الكردية تعاظمت بعد ظهور بوادر اتفاق أميركي-روسي في سوريا، تجلت مفاعليه في الاتفاق على تجديد التفويض الأممي لإدخال المساعدات العابرة للحدود إلى سوريا، عبر معبر "باب الهوى".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024