هل يتفادى النظام تكرار قصة عاطف نجيب في درعا؟

المدن - عرب وعالم

الخميس 2019/03/14

قالت مصادر خاصة لـ"المدن"، إن محافظة درعا قد تشهد خلال الأيام المقبلة تغييرات واسعة في القيادات الحزبية والعسكرية فيها، ومن المتوقع أن تشمل تلك التغييرات محافظ درعا اللواء محمد خالد الهنوس، بعدما هدد أهالي درعا البلد بوقف حركة الدخول إليها من درعا المحطة وإيقاف مخصصات أحياء درعا البلد من مادة الغاز، وذلك رداً على التظاهرة التي خرجت قبل أيام احتجاجاً على إعادة تمثال الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إلى المدينة.

التغييرات المتوقعة جاءت بوعود أطلقها رئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء محمد محلا الذي زار المحافظة، الأربعاء، واجتمع مع بعض الشخصيات فيها بحضور رئيس الأمن العسكري العميد لؤي العلي، للاستماع لمطالب الأهالي واحتواء الاحتجاجات التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية، في مشهد يعيد إلى الذاكرة اجتماع وفود من النظام مع الأهالي في آذار/مارس من العام 2011.

مصدر "المدن"، أشار إلى أن رئيس الأمن العسكري في درعا كان قد أبلغ، في وقت سابق لزيارة محلا، كلاً من "خلية الأزمة" وبعض قادة المصالحات في درعا أن استمرار التظاهرات قد يؤدي إلى تغيير بعض القيادات الأمنية في المحافظة، ومنح المخابرات الجوية صلاحيات واسعة فيها للتعامل مع الاحتجاجات، في إشارة إلى عودة القبضة الأمنية واستخدام العنف لقمع التظاهرات بالقوة.

قوات النظام حاولت الحد من انتشار المظاهرات في مدن وبلدات المحافظة من خلال إثارة الفوضى في المناطق المتوقع أن تشهد تظاهرات، حيث استهدف مجهولون سيارة أحد الموالين للنظام في مدينة طفس، قبل يوم واحد من خروج تظاهرة في المدينة تطالب بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين، تلتها حشود للفرقة الرابعة بالقرب من المدينة، الثلاثاء الماضي، بحجة تفتيش المنطقة للبحث عن مستودعات أسلحة وذخائر، الأمر الذي استدعى تدخل الشرطة العسكرية الروسية ونشر حواجزها على مداخل المدينة، وسط استنفار من عناصر التسوية فيها لمنع قوات النظام من اقتحام المدينة والقرى القريبة منها.

الضامن الروسي أكد لقادة فصائل المصالحات حق الناس في التعبير عن مطالبهم بتظاهرات سلمية، ما يعني أن رقعة الاحتجاجات قد تزداد في الأيام القادمة، لا سيما في مناطق انتشار الشرطة العسكرية الروسية والفيلق الخامس المدعوم من روسيا.

وكانت الاحتجاجات على استفزاز النظام لأهالي درعا وانتهاكاته المتكررة لاتفاق المصالحة قد اتخذت أشكالاً مختلفة، بدأت بالكتابة على الجدران منذ أيلول/سبتمبر العام الماضي، وصولاً الى رفض وفد من أهالي مدينة بصرى الشام الإجتماع بممثل حزب البعث هلال الهلال، قبل أيام، بعد رفع البعثيين هتافات تمجد الرئيس السوري بشار الأسد وهو ما اعتبره الوفد إساءة متعمدة لذوي الضحايا والمعتقلين.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024