"تحرير الشام" تشن أعنف هجماتها في إدلب

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2018/04/16
شنّت "هيئة تحرير الشام" هجوماً واسعاً ضد "جبهة تحرير سوريا" و"صقور الشام"، في ريف إدلب الجنوبي، بعد هدنة مؤقتة استمرت أسبوعاً، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

وتمكنت "تحرير الشام"، الأحد، من السيطرة على مدن وبلدات خان شيخون والشيخ مصطفى وموقة وكفرعين وحيش وصهيان والشيخ دامس وكفرمزدة ومدايا والعامرية وتل عاس. المعارك بين الطرفين طالت بشكل عنيف مدينة معرة النعمان.

وفشلت "الهيئة" في السيطرة على مدينة معرة النعمان بسبب المقاومة العنيفة التي أبداها أبناء المدينة، لكنها تمكنت من السيطرة على مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، ومعبرها الذي يربط مناطق سيطرة المعارضة المسلحة بمناطق النظام. وكانت "الهيئة" قد انسحبت من مورك ومعبرها قبل شهرين تقريباً، بعد معارك شهدتها المنطقة.

واستأنفت "الهيئة" المعارك ضد "تحرير سوريا" و"صقور الشام"، بعدما انتهت الهدنة المؤقتة بين الطرفين، منتصف ليل الجمعة/السبت. الهدنة كانت قد دامت لأسبوع كامل، وكان من المفترض أن تُمدد، بحسب تأكيدات الوسطاء في "فيلق الشام"، بعدما حققت المفاوضات بين الطرفين نجاحاً كبيراً في التوصل لتفاهمات حول القضايا العالقة.

استئناف الهجوم من قبل "الهيئة"، اعتبرته "تحرير سوريا" و"صقور الشام" والوسطاء في "اتحاد المبادرات الشعبية" و"فيلق الشام"، نسفاً للتفاهمات الأولية التي حصلت خلال جلسات المفاوضات على مدى أسبوع كامل، وأصدرت الأطراف بيانات أوضحت فيها تهرب "الهيئة" من الاتفاق، والغدر في كل مرة من أجل تحقيق مكاسب إضافية على الأرض، أو في إنهاء خصومها.

وردت "الهيئة" على بيانات خصومها، والوسطاء، في بيان أكدت فيه أنها ما تزال مستعدة للحل والسعي لحل شامل على مستوى الساحة ضمن خيارات واقعية وليست تعجيزية. واتهمت "الهيئة" "أحرار الشام" بعرقلة الجولة الأولى من المفاوضات وبأنها تطمح للسلطة وتقسيم الشمال لمناطق نفوذ وسيطرة، بعد التوصل لصيغة توافقية في الجولة الثانية. واتهمت "الهيئة" "حركة الزنكي" بالعمل على إفشال المفاوضات، وبأنها جددت مطالبها وأضافت مناطق حساسة لم تكن في الاتفاق السابق لتبسط سيطرتها عليها.

القتال بين الطرفين يتجه إلى التصعيد، إذ أرسلت "الهيئة" رتلاً عسكرياً مكوناً من 100 سيارة عسكرية ومئات العناصر، مساء الأحد، إلى جبهات ريف حلب الغربي. وشملت التعزيزات دبابات، ومدافع 57. في المقابل حشدت "تحرير سوريا" المزيد من عناصرها في جبهات القتال جنوبي عين جارة وفي مدينة دارة عزة وجبل الشيخ بركات. ووصل المئات من عناصر "الفرقة التاسعة" التابعة لـ"الجيش الوطني" إلى دارة عزة قادمين من منطقة "درع الفرات" للمشاركة في المعارك إلى جانب خصوم "الهيئة".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024