مجزرة قاح..دليل إضافي على انخراط إيران في معركة إدلب

خالد الخطيب

الخميس 2019/11/21
ردّت الفصائل المعارضة والإسلامية على قصف إيراني على مخيم قاح على الحدود السورية-التركية، بقصف مواقع المليشيات الإيرانية في الأحياء الطرفية غربي مدينة حلب. وتمكنت المعارضة، الخميس، من صدّ محاولتي تقدم للمليشيات في محور أرض الزرزور جنوبي محور المشيرفة جنوب شرقي ادلب، في ظل قصف روسي جوي مركز على جنوبي إدلب.

واستهدفت المعارضة بالقذائف الصاروخية والمدفعية أحياء الخالدية وشارع النيل والشهباء والحمدانية ومشروع 3000 شقة ومشروع 606 وحلب الجديدة، في مدينة حلب، وهي محيطة بنقطة المراقبة الإيرانية في الأكاديمية العسكرية غربي المدينة. وتكثر في تلك المنطقة الكتل السكنية التي تسيطر عليها المليشيات الإيرانية، وفيها سكن للقادة والضباط. صواريخ المعارضة استهدفت أيضاً نقاط تمركز المليشيات وثكناتها في ريف حلب الجنوبي، وجرت اشتباكات متقطعة وقصف متبادل في أكثر من محور، بعد منتصف ليل الأربعاء/الخميس، ولم يتسبب بوقوع ضحايا.

وكانت المعارضة المسلحة المتركزة في جبهات ريف حلب الجنوبي، قد رصدت اطلاق صاروخ أرض-أرض من مواقع المليشيات الإيرانية من منطقة جبل عزان جنوبي حلب، والتي تحوي أكبر القواعد العسكرية التابعة لـ"الحرس الثوري" في الشمال السوري. واستهدف الصاروخ المحمل بقنابل عنقودية مخيمات قاح شمال غربي ادلب، ما تسبب بمقتل 15 مدنياً غالبيتهم من الأطفال وجرح العشرات واحتراق عدد كبير من الخيام.

وأفادت الجمعية الطبية السورية الأميركية بأن القصف ألحق أضراراً بالمستشفى في قاح، وتسبب في إصابة أفراد من الطاقم بجروح. ويقيم عشرات آلاف النازحين في مخيمات قاح الممتدة حتى أطمة على الحدود السورية التركية.

وتقول المعارضة إن المليشيات الإيرانية زادت من نشاطها الميداني مؤخراً في ادلب ومحيطها. إذ يشارك "حزب الله" اللبناني وتشكيلات أخرى من المليشيات الإيرانية في معارك كبانة والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي إلى جانب "الفرقة الرابعة" و"سرايا العرين"، رغم فشلها المستمر في إحراز أي تقدم منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر. آخر محاولات المليشيات كانت، الأربعاء، وخسرت عدداً كبيراً من عناصرها في استهداف صاروخي للمعارضة استهدف مواقع المليشيات في منطقة التلال القريبة من خط التماس في كبانة. وأكدت المعارضة أن من بين القتلى عناصر من "حزب الله" اللبناني. وقد يكون استهداف مخيمات قاح انتقاماً للخسائر التي منيت بها المليشيات الإيرانية.

وتحيط المليشيات الإيرانية بمخيمات قاح من الجنوب، إذ لا تبعد نبل والزهراء عنها سوى 25 كيلومتراً، وتقع كبانة في ريف اللاذقية الشمالي على مسافة 70 كيلومتراً، في حين أن الأكاديمية العسكرية غربي حلب تبعد عن المخيمات في قاح مسافة 35 كيلومتراً فقط.

الفصائل المعارضة الإسلامية كررت مؤخراً تأكيداتها بخصوص مشاركة مليشيات النظام الإيرانية في معارك ادلب الجنوبي والشرقي، ورصدت تحركاتها في محاور متعددة في جبهات شرق معرة النعمان إلى جانب مليشيات النظام الروسية. وبالفعل رصدت المعارضة تحليقاً لطيران الاستطلاع الإيراني في أجواء ريف حلب الجنوبي وشرقي ادلب خلال الأيام القليلة الماضية بالتزامن مع تحركاتها على الأرض.

مصدر عسكري معارض أكد لـ"المدن"، أن الصاروخ الذي استهدف مخيمات قاح يحمل مئات القنابل العنقودية، والتي غطت مسافة 300 متر مربع من مساحة المخيم، وهو من نوع توشكا، وتطلقه عربات مدرعة روسية تحمل صاروخين على الأقل، ويمكن تزويد هذه الصواريخ الروسية بالقنابل العنقودية وبحشوات متنوعة، ومدى الصاروخ الأصلي 70 كيلومتراً، وغالبية مدرعات توشكا كانت من ضمن العتاد الحربي في "اللواء 157 صواريخ" المتركز قرب خربة الشياب على الجانب الغربي من طريق دمشق-السويداء. وبحسب المصدر، منذ بداية العام 2019 نقلت مليشيات النظام الإيرانية القسم الأكبر من ترسانة اللواء الصاروخية إلى الشمال السوري وتم توزيعها على عدد من المستودعات التابعة لها في ريف حلب الجنوبي كي لا تستهدفها الغارات الإسرائيلية في مواقعها الأصلية جنوبي دمشق.

المنسق الإعلامي بين فصائل "الجيش الوطني" يحيى مايو، أكد لـ"المدن" أن مليشيات النظام الإيرانية ترى في التصعيد العسكري في إدلب اجراءً مطلوباً واستراتيجياً في الوقت الحالي رغم ورطتها في أكثر من مكان. و"الحرس الثوري" قد يدفع باتجاه التصعيد في ادلب من خلال المليشيات التي يقودها ويدعمها لخلط الأوراق. فارتكاب المجازر وتحرك المليشيات الإيرانية في محيط ادلب هو تعبير عن الغضب من الاقصاء الذي تعرض له الإيرانيون، نتيجة تفرد روسيا وتركيا في غالبية ملفات الشمال السوري.

القائد العسكري في "لواء أحرار الساحل" العقيد محمد حماد، وهو ضابط منشق عن "اللواء 157"، أكد لـ"المدن"، أن "اللواء 157 صواريخ يختص باطلاق الصواريخ في العمليات الهجومية الاستراتيجية، والصاروخ من نوع توشكا، نقطي وله فعالية قوية، وهو يزن 2 طن ورأسه المتفجر يزن 462 كغ، ويحوي 14500 شظية باوزان مختلفة، وحشوته الدافعة تزن 1096 كغ"، وأضاف أن صاروخاً واحداً على مخيم اللاجئين في قاح كفيل بقتل الانسانية في هذا العالم الحقير فالصاروخ لا يخطئ هدفه".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024