حلب الشرقية:اقتتال مليشيات آل بري والفوعة وكفريا يتفاقم

المدن - عرب وعالم

الخميس 2018/10/11
شهدت أحياء حلب الشرقية، ليل الأربعاء/الخميس، تصعيداً أمنياً وانتشار واسعاً للحواجز العسكرية، بعدما تجددت الاشتباكات بين مليشيا محسوبة على عشيرة آل بري، ومليشيات شيعية من مُهجّري بلدتي كفريا والفوعة. وتبادل الطرفان شنّ اعتقالات طالت عناصرهما في أحياء مختلفة، وأبرزها حي باب النيرب، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

التصعيد بين المليشيات جاء بعد 48 ساعة من الهدوء النسبي بينها. وكان الطرفان قد اشتبكا في أكثر من موقع خلال الأيام القليلة الماضية بسب خلافات حول أملاك وعقارات ومنازل وشقق تعود ملكيتها لمعارضين مُهجّرين قسرياً عنها، بعدما استولت عليها عائلات مُهجّرة من كفريا والفوعة.

وتقف مليشيا آل بري وراء التصعيد الأخير، بسبب انتشار حواجزها الأمنية في مداخل ومخارج الأحياء التي تتمركز فيها، والتي تعتبر مناطق نفوذ بالنسبة لها. مليشيات كفريا والفوعة كانت قد كثّفت تواجدها في الأحياء التي تقيم فيها عائلات مهجرة من البلدتين. وردت مليشيا آل بري بنشر حواجز في عدد من عقد المواصلات في باب النيرب والمرجة وكرم حومد وأطراف الصالحين، واعتقلت عدداً من عناصر مليشيات كفريا والفوعة على أحد حواجزها. الأمر الذي دفع مليشيات الفوعة وكفريا للتصعيد والرد بحملة اعتقالات مماثلة.

ودخلت على خط المواجهات بين الطرفين مجموعات مسلحة من مليشيات نبل والزهراء التي قدمت في الساعات الماضية من ريف حلب الشمالي لمؤازرة مليشيات بلدتي كفريا والفوعة.

ويتخوّف الأهالي في الأحياء الشرقية من تصاعد الاشتباكات بين المليشيات التي تسببت بجرح مدنيين في حي مساكن هنانو وباب النيرب، عدا عن مقتل وجرح العديد من عناصر المليشيات المتقاتلة.

القيادات الأمنية للنظام وفرع "حزب البعث" في حلب، أجروا اتصالات مع شيخ عشيرة آل بري حسن شعبان بري، عضو مجلس محافظة حلب محمد شعبان بري ابن عز الدين، لتخفيف الاحتقان. ومن المتوقع أن يتطور الخلاف إذا لم تنجح مساعي أمين "فرع الحزب" فاضل النجار، وقادة فروع الأجهزة الأمنية لتخفيف التوتر.

ويعرف عن القسم الأكبر من عشيرة آل بري بحلب، والتي تعتبر فرعاً من عشيرة الجيس، موالاتها المطلقة للنظام منذ بدء الثورة السورية. العشيرة جندت مئات الشبان من أبنائها في صفوف "الشبيحة" في العام 2011، وشكلت أول مليشيا محلية في الأحياء الشرقية مطلع العام 2012، وتزعمها في ذلك الحين شيخ العشيرة زينو شعبان بري، أكبر أثرياء حلب بفضل علاقاته الأمنية التي سهلت تجارته للأغنام والمخدرات والبضائع الممنوعة. وتمتلك عائلة زينو وأقربائه في العشيرة عدداً كبير من العقارات في حلب، ومحطات وقود، ومكاتب شحن، وأساطيل من السيارات الشاحنة للتصدير والاستيراد.

في منتصف العام 2012 وبعد دخول المعارضة المسلحة إلى الأحياء الشرقية في حلب بقي قسم كبير من عناصر مليشيا آل بري في مواقعهم في باب النيرب، وقرروا الدفاع عن الأحياء التي يسيطرون عليها. وبعد اشتباكات عنيفة ومعارك طاحنة بين الطرفين استمرت لأيام تمكنت المعارضة من اقتحام مواقعهم الأخيرة في حي باب النيرب، في 31 تموز 2012، وقتلت قائدهم زينو شعبان بري، ونائبه جاسم ديبو ابراهيم بري، وعبدالستار أبو راس، وأكثر من ثلاثين عنصراً من مليشيا حماية آل بري، وأسرت العشرات منهم تمت مبادلتهم بالمال أو بمعتقلين لدى النظام خلل السنوات الماضية.

ومنذ ذلك الحين حصلت مليشيا آل بري على ميزات كبيرة في أحياء حلب الغربية التي نزح إليها معظم عناصرها وعائلاتهم. وجندت المئات منهم في صفوفها وأصبحت مليشيا تمتلك أسلحة وذخائر متنوعة وثقيلة. ومع سيطرة النظام الكاملة على الأحياء الشرقية أواخر العام 2016 كان لمليشيا آل بري حصة كبيرة في الأحياء الشرقية، ووضعت يدها على مئات العقارات والأملاك التي تعود ملكيتها لمعارضين من أبناء تلك الأحياء. وتعتبر مليشيا آل بري أن هذه الأملاك من حقها باعتبارها دفعت ثمن ذلك من دماء أبنائها، وعلى هذا الأساس ترفض توسع مليشيا بلدتي كفريا والفوعة في مناطق نفوذها، وتعتبرهم خطراً حقيقياً عليها، لذلك اشتبكت معهم.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024