هل تأخذ تركيا مكان أميركا في الشرق السوري؟

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2020/03/25
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأكراد السوريين مستعدون لإبرام إتفاق سلام، قائلاً إن "كلا الجانبين أكدا له موافقتهما على ذلك".
وقال ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية: "قلت للأتراك، وقّعوا الإتفاق مع الأكراد..توصّلوا إلى السلام، لكن أردوغان لم يرغب في القيام بذلك، والأكراد كذلك لم يريدوا، وفي نهاية المطاف تمت إقامة ما يسمى بالمنطقة الآمنة، الأمر الذي حدث مؤخراً، منذ شهرين تقريباً".

وأضاف "وها هم بدأوا بالحرب، والأوضاع باتت سيئة جداً، وجرى تدّخل من قبل دول أخرى. وأقول لهم الآن، وقعوا على الاتفاق. وهم يردون: نعم، سنبرمه".

تزامناً، ذكرت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية أن تركيا تسعى لإخراج القوات الأميركية المتمركزة حول حقول النفط السورية، ثم تبدأ في شنّ هجمات على قوات سوريا الديموقراطية، وتسيطر على حقول النفط، كما حدث في تل أبيض وعفرين العام الماضي.

ولفتت الى "إعلان الولايات المتحدة سحب الجزء الأكبر من قواتها المتمركزة في سوريا، الأمر الذي مهّد لتركيا وضع خططها لشن هجوم على قوات سوريا الديموقراطية والسيطرة على مساحة كبيرة من شرق سوريا".

وأشارت الصحيفة إلى أن "أنقرة تفكر في هذه الخطة خلال أزمة فيروس كورونا التي تشغل العالم، لتشتيت انتباه وسائل الإعلام المحلية وتخلق قضية قومية جديدة".

وأضافت الصحيفة أن "تركيا تسعى لإخراج القوات الأميركية من خلال إعلانها أنها تعارض الدور الإيراني في سوريا، مشيرة إلى أنها تأمل أن تأخذ الضوء الأخضر من الولايات المتحدة لمتابعة خططها بذريعة إخراج إيران من سوريا".

وكشفت الصحيفة الإسرائيلية "أن الرئيس التركي تحدث في مطلع الشهر الجاري مع ترامب عن إنسحاب القوات الأميركية"، مؤكدة أن "الرئيس الأميركي بعد سحب القوات الأميركية من أفغانستان، من الممكن أن يكررها مع سوريا". وقالت إن أردوغان يريد السيطرة على النفط لإستخدامه في إعادة بناء البنية التحتية لسوريا، وذلك بدعم من موسكو.
وأشارت الصحيفة ألى أنه "لا توجد مصلحة حقيقية لأميركا من السيطرة على حقول النفط، سوى ضمان توفير موارد لقوات سوريا الديموقراطية التي تحرس السجون التي تضم الآلاف من أعضاء "داعش" وأسرهم، بعد رفض الدول الأوروبية إستقبال مواطنيها من أعضاء التنظيم الإرهابي".

وأضافت أن ما يشجع تركيا على خطتها الجديدة، توقف واشنطن عن ذكر شركائها في سوريا، وحدث ذلك خلال بيان وزارة الخارجية الأميركية وتغريدة بومبيو في ذكرى هزيمة داعش، حيث لم يتم الإشارة إلى جهود قوات سوريا الديمقراطية في هذه المعركة.
بالإضافة إلى تصريحات السفير الأميركي بأنقرة دايفيد ساترفيلد، في 10 آذار/ مارس، في خضم هجوم قوات النظام بدعم روسي على القوات التركية في إدلب، التي أكد فيها أن واشنطن والناتو يعملان على إيجاد طريقة لدعم تركيا في إدلب.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024