"الدول المصغرة" تنعقد في جنيف..والطلعات التركية-الأميركية مستمرة

المدن - عرب وعالم

الخميس 2019/09/12
بدأ في جنيف، الخميس، اجتماع "مجموعة الدول المصغرة" حول سوريا، على مستوى الخبراء والمبعوثين الدوليين، تحضيراً للاجتماع الوزاري المقرر عقده في 26 أيلول/سبتمبر، في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

ويبحث الاجتماع تطورات الهجمة العسكرية للنظام السوري وحلفائه على إدلب، إضافة إلى تشكيل اللجنة الدستورية. ويضع المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري، المجتمعين في صورة ترتيبات المنطقة الآمنة مع تركيا، إضافة لبحث جهود العملية السلمية وتشكيل اللجنة الدستورية مع المبعوث الأممي غير بيدرسن.

وتضم "المجموعة" كلاً من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، إضافة للسعودية والأردن ومصر. وحضر الاجتماع وفد من هيئة التفاوض السورية.

والتقى رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري، المبعوث الدولي غير بيدرسن، الخميس، في مدينة جنيف السويسرية، وبحث معه الوضع الميداني والإنساني في إدلب، إضافة إلى آخر التطورات المتعلقة بالعملية السياسية بما فيها تشكيل اللجنة الدستورية وضرورة إيجاد آلية واضحة لعملها ومهامها.

وناقش الطرفان ملف المعتقلين كونه جزءاً من البنود الإنسانية التي يتضمنها القرار 2254، إلى جانب الوقف الكامل لإطلاق النار، وإرسال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.

واستكملت القوات التركية-الأميركية، الخميس، الطلعة الجوية المشتركة الرابعة بالمروحيات شمالي سوريا، في إطار المرحلة الأولى من إنشاء "المنطقة الآمنة" شرقي الفرات. وقالت وكالة "الأناضول" التركية إن المروحيتين التركيتين عادتا إلى المنطقة التي أقلعتا منها في أقجة قلعة، في حين بقيت المروحيتان الأميركيتان في الأراضي السورية.

وأشارت الوكالة أن الطلعة الجوية المشتركة استغرقت حوالي الساعة. ونفذ الجيش التركي والقوات الأميركية في وقت سابق، ثلاث طلعات مشتركة بالمروحيات، إضافة لدورية برية واحدة.

في الأثناء، أرسلت تركيا تعزيزات عسكرية جديدة إلى قرية معر حطاط جنوبي إدلب. ناشطون قالوا إن الرتل ضم أكثر من 25 عربة عسكرية، بينها آليات ثقيلة، مشيرين إلى الجيش التركي أرسل أكثر من مرة تعزيزات عسكرية إلى القرية ذاتها، سواء لتبديل الآليات أو لتعزيز القوات، التي كان مخططاً لها أن تدخل مدينتي خان شيخون ومورك، قبل سيطرة النظام عليهما.

من جانب آخر، قالت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، الخميس، إن "مجلس سوريا الديموقراطية" عاد ليتحدث مجدداً عن رغبته واستعداده "للحوار مع الحكومة السورية في دمشق أو أي مكان آخر، رغم انسحابه من جلسات حوار سابقة".

في حين قال نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "مسد" حكمت حبيب، إنه "ليست هناك أي تحضيرات" من أجل التفاوض مع الحكومة السورية حالياً. وكشف حبيب في لقاء صحافي أن "موقف الدولة السورية لا يتوافق مع تطلعاتهم في بناء إدارة ذاتية في شمال شرقي سوريا"، لكنه لم يخفِ استعدادهم للتفاوض مع جميع القوى السورية.

واعتقلت "قسد"، الخميس، المسؤول في المجلس العسكري لمنطقة تل أبيض شبلي الحمود، بعد مداهمة منزله في قرية المشيرفة من محافظة الرقة، بتهمة "التعامل مع تركيا". وذكرت مصادر محلية أن الحمود هو المسؤول عن تسيير الدوريات الخاصة بالمجلس في منطقة فويلان التابعة لتل أبيض.

إلى ذلك، أصدرت "اللجنة المعنية بالتحقيق في الانتهاكات المرتكبة بسوريا" التابعة "للأمم المتحدة" تقريراً استعرضت فيه أوضاع النازحين في مخيم الهول بريف الحسكة شمال شرقي سوريا، ومعاناة الأطفال والنساء، واصفة الوضع في المخيم بـ"المروع". وقال التقرير إن "معظم الأطفال البالغ عددهم حوالي 3500 طفل، المحتجزين هناك، لا يملكون وثائق ولادة"، كما وثّق وفاة ما لا يقل عن 390 طفلاً في المخيم، بسبب سوء التغذية أو عدم الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.

واتهمت الأمم المتحدة "الإدارة الذاتية" التي تدير أوضاع المخيم باحتجاز السكان فيه، خاصة عوائل المقاتلين الأجانب الذين ترفض بلدانهم استردادهم. العضو في "اللجنة" كارين أبو زيد قالت إن "المسؤولين عن هذه المخيمات لديهم موارد محدودة أيضًا، أقصد أنه يتم تعيينهم في أماكن لا يوجد فيها أشخاص جيدون مسؤولون، أو أشخاص مهتمون حقًا بمستقبل هؤلاء الأطفال، أو أي شخص آخر في هذه المخيمات، بمن فيهم النساء".

من جانب آخر، نقلت صحيفة "Financial Times" البريطانية عن مصادر ديبلوماسية، أن الحكومة الهنغارية تدرس منذ أشهر مقترحاً لإرسال قائم بأعمال سفيرها إلى دمشق، في إجراء من شأنه أن يمهد الطريق لإعادة فتح سفارة بودابست في البلاد بشكل تدريجي. ولفتت الصحيفة إلى أن "كثيراً من دول الاتحاد الأوروبي تعارض بشدة تطبيع العلاقات" مع النظام، وهو ما أكده ديبلوماسي أوروبي في بيروت للصحيفة بقوله: "هذه الخطوة المقترحة مزعجة للغاية".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024