ريف حلب:النظام يحشد.. والمعارضة تنفي

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2020/01/14
تواصل قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة إيرانياً، استقدام المزيد من الحشود العسكرية إلى محاور ريف حلب الجنوبية والغربية، وتحديداً إلى محاور طريق حلب- حماة الدولي، بدءاً من جبهة منيان والراشدين بضواحي حلب الغربية، وصولاً إلى الجبهات المقابلة لبلدة الزربة جنوبي حلب.

ونقل مراسل "المدن" عن مصادر سورية مطلعة أن معظم الحشود  التي لا زالت تصل تباعاً، هي من مليشيات "لواء القدس" الفلسطيني و"لواء الباقر" و"قوات الغيث" التابعة للفرقة الرابعة، التي يقودها ماهر، شقيق بشار الأسد، وهي تشكيلات مدعومة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري إيران.

ولا يصعب التكهن، بأن قوات النظام السوري تضع نصب عينيها السيطرة على مقاطع من الطريق الدولي (حلب- حماة)، وهو ما أكده الناطق باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" النقيب ناجي مصطفى لـ"المدن".

وأضاف مصطفى أن الفصائل قامت فور رصدها لوصول الحشود إلى المناطق القريبة من خطوط التماس في ريفي حلب الجنوبي والغربي، بتعزيز مواقعها بالقوى والوسائط اللازمة، وكذلك نشر مجموعات نوعية، لصد أي هجوم محتمل على المحاور المحتملة.

وإذا لم تحصل قوات النظام على تغطية روسية جوية، فإن مهمتها بالتقدم في هذه المحاور المحصنة من جانب المعارضة، تبدو شبه مستحيلة، وأشبه ما تكون بالمعارك في جبهة الكبينة في ريف اللاذقية الشمالي، وفق المتحدث السابق باسم "حركة نور الدين الزنكي"، النقيب عبد السلام عبد الرزاق.

وفي حديثه ل"المدن"، عدّ ما يجري من تحركات عسكرية من جانب النظام في جبهات حلب، بأنها عمليات تجميع عسكري لقوات ليست نوعية، وغير مدربة، تعتمد على مقاتلين غير نوعيين "مرتزقة"، مشيراً بالمقابل إلى ما اعتبرها عوامل مساعدة لفصائل المعارضة، وفي مقدمتها التجهيزات الدفاعية الهندسية الاحترافية، وطبيعة المنطقة الجغرافية والسكانية.

وفي السياق، علمت "المدن" من مصدر خاص، أن مئات من مقاتلي ريف حلب الغربي، ممن أجبروا على الخروج من مناطقهم نحو عفرين، إثر الاقتتال الذي نشب بين حركة نور الدين الزنكي وفصيل ثوار الشام من جانب، وهيئة تحرير الشام من جانب آخر، مطلع العام الماضي 2019، أبدوا استعدادهم للعودة إلى نقاطهم العسكرية والمشاركة في صد الهجوم المحتمل من قبل قوات النظام.

وبحسب المصدر، ينتظر نحو 1500 مقاتل من أبناء ريف حلب الغربي، موافقة جبهة "تحرير الشام" للتوجه إلى الجبهات، لافتاً إلى أن المفاوضات لا زالت مستمرة في هذا الشأن.

وتتقاسم كل من الجبهة الوطنية للتحرير، وهيئة تحرير الشام، الجبهات، حيث تعتبر جبهات البحوث العلمية والراشدين، مناطق تابعة للأخيرة، فيما يحظى فيلق الشام (المنضوي في الجبهة الوطنية للتحرير) بثقل عسكري واضح في مناطق ريف حلب الغربي (كفرناها وحيان وعندان).

ميدانياً، سجلت أرياف إدلب خروقا للهدنة التي اتفق عليها الجانبان التركي والروسي، التي دخلت حيز التنفيذ منذ منتصف ليلة السبت/الأحد، حيث شهدت مناطق قريبة من مدينة معرة النعمان قصفاً مدفعياً متكرراً من جانب قوات النظام، في حين ألقت مروحيات تابعة للنظام السوري مناشير ورقية في سماء ريف إدلب الجنوبي، وذلك بعد يوم واحد من إلقاء المناشير ذاتها في أجواء ريف حلب الغربي.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024