الانتخابات المبكرة في بريطانيا..والخروج الصعب من أوروبا

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2017/04/19
وافق البرلمان البريطاني بغالبية كبيرة، الأربعاء، على اقتراح رئيسة الوزراء تيريزا ماي إجراء انتخابات نيابية مبكرة في 8 حزيران/يونيو المقبل، لتعزيز موقفها قبل بدء مفاوضات "بريكست" حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ووافق النواب بغالبية 522 صوتاً مقابل 13، بعد ساعة ونصف الساعة من المناقشات، وأعلن جيريمي كوربن زعيم "حزب العمال"، أكبر تشكيلات المعارضة البريطانية، إنه يؤيد هذه الفكرة، وإن كان يجازف بذلك بموقعه.

وقالت ماي أمام مجلس العموم: "سنكافح من أجل كل صوت. كل صوت للمحافظين سيجعل المهمة أصعب للذين يريدون منعي من أداء مهمتي"، وطلبت "تفويضاً لخوض (مفاوضات) بريكست بشكل جيد وجعله عملية ناجحة".

وفاجأت ماي الجميع قبل يوم، بدعوتها الى انتخابات مبكرة قبل ثلاث سنوات من موعدها الاعتيادي، مثيرة انتقادات من معارضيها الذين وصفوها بـ"الانتهازية" كونها نفت لأشهر احتمال تغيير مواعيد الاستحقاقات الانتخابية. لكن ماي، المنتمية إلى المعسكر المحافظ، أصرّت أن معارضيها لم يتركوا لها أي خيار آخر.

وتشير استطلاعات الرأي الاخيرة إلى تقدم المحافظين بـ21 نقطة على العماليين، وتريد ماي الاستفادة من نقطة الضعف هذه لتعزيز أغلبيتها، في حين أن لديها حالياً أغلبية 17 صوتاً في مجلس العموم. وتفيد التقديرات الأولية أن المحافظين يمكن أن يعززوا مقاعدهم لتصبح الأغلبية التي يملكونها أكثر من 100 نائب في المجلس الذي يضم 650 مقعداً.

وعلى الرغم من الدعم الذي قدمه البرلمان في آذار/مارس الماضي لبدء اجراءات "بريكست"، قالت ماي إنها تخشى "خطوات تعطيل ستضعف موقف لندن" في المحادثات مع المفوضية التي يفترض أن تبدأ مطلع حزيران/يونيو. وقالت ماي لإذاعة "بي بي سي 4" إن "أحزاب المعارضة تنوي عرقلة عملية بريكست"، وأضافت أن انتخابات مبكرة "ستسمح بتعزيز الموقف في المفاوضات".

وقبل انطلاق الحملة الانتخابية، أثارت ماي جدلاً واسعاً بإعلانها أنها لن تشارك في مناظرة تلفزيونية مع رؤساء الأحزاب الآخرين الذين اتهموها "بالتنكر للديموقراطية".

وبحسب صحيفة "ذي غارديان"، فإن ماي تريد بهذا الاقتراع المبكر أن تبرهن أن "بريكست" أمر لا يمكن العودة عنه. وتقول الصحيفة إنه إذا حصلت ماي على الغالبية التي تأمل فيها، فإن ذلك "سيقضي على آخر الآمال في العودة عن القرار الشاذ الذي اتخذ في حزيران/يونيو الماضي"، فيما يفضل زعيم "الحزب الديموقراطي" الليبرالي المؤيد للوحدة الأوروبية تيم فارون، أن يرى في الانتخابات المبكرة "فرصة لتغيير الاتجاه" الذي سلكته المملكة المتحدة "وتجنب كارثة بريكست قاس" يتطلب خروجاً من السوق الموحدة.

في المقابل، أكدت المفوضية الأوروبية في بروكسل أن الانتخابات المبكرة "لا تغيّر" في البرنامج الزمني للمفاوضات التي "يُفترض ان تبدأ في حزيرن/يونيو في كل الأحوال". بينما نقلت وكالة "فرانس برس" عن دبلوماسي أوروبي قوله، إن "الأمر الجيد في الجانب الأوروبي هو أن بريطانيا ستصبح أقوى لتقديم التنازلات التي يجب عليها تقديمها".

لكن اللعبة "لا تخلو من المخاطر لماي"، بحسب ما كتبت صحيفة "ايفنينغ ستاندارد"، مشيرة إلى أنه يمكن لـ"الحزب الوطني" الحاكم في اسكتلندا "المحافظة على تقدمه وحتى تعزيزه"، مما يمنحه مزيداً من الدفع لتنظيم الاستفتاء على الاستقلال الذي يطالب به.

وفي هذا السياق، قالت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجن في مجلس العموم "إذا فاز الحزب الوطني الاسكتلندي في الدوائر الاسكتلندية فإن محاولة تيريزا ماي عرقلة الاستفتاء" على انفصال المقاطعة "ستذهب هباء".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024