عباس الى دمشق قريبا..ويطلب من بغداد شراء النفط

أدهم مناصرة

الإثنين 2019/03/04

قال مصدر لـ"المدن"، إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يزور العاصمة العراقية بغداد، سيلتقي بمسؤولين أميركيين في المنطقة الخضراء، حيث ستتم مناقشة مواضيع عديدة، بينها مسألة تغيير الحكومة الفلسطينية.

قيادي مقرب من الرئاسة الفلسطينية نفى، لـ"المدن"، أي لقاء سيجمع عباس مع أي مسؤول أميركي في بغداد جملة وتفصيلاً، واصفاً ما يُقال بهذا السياق بـ"الإشاعة". وأشار إلى أن الزيارة كان مخططاً لها منذ أشهر، لكن تأجلت أكثر من مرة على إثر تعثر تشكيل الحكومة العراقية خلال الأشهر الماضية، قبل أن ترى النور.

ويعتبر المصدر أن القيادة الفلسطينية تنظر إلى الحكومة العراقية الحالية على أساس أن فيها نهجاً استقلالياً عن ايران، لأن الحزب المكون الرئيس فيها هو التيار الصدري. حيث أظهر الأخير استعدادا لتطوير العلاقة مع الجانب الفلسطيني، بعدما تأثرت في عهد الحكومات السابقة.

ويضم الوفد المرافق لعباس، رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية محمد مصطفى، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، إضافة إلى نجله ياسر عباس. ولعل تركيبة الوفد أعطت انطباعاً بأن مواضيع سياسية وأمنية وإقتصادية سيتم نقاشها على هامش الزيارة، التي التقى في يومها الأول، الأحد، رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، ثم سيلتقي في يومها الثاني، الاثنين، مع الرئيس العراقي برهم صالح.

ويقول المصدر الفلسطيني، إن السلطة تطمح بأن تحقق هدفين من زيارة عباس إلى بغداد؛ الأول أهمية عمل تنسيق مواقف سياسية لمواجهة صفقة القرن الأميركية التي ستعلن بعد إنتخابات الكنيست، والثاني تحقيق تقدم على صعيد شراء النفط من العراق لتكريره في الأردن ثم تخزينه في مدينة أريحا بالضفة الغربية، للإستعاضة عن التحكم الإسرائيلي في هذا المجال.

ولعلّ القيادة الفلسطينية ترى أن هذا الوقت الأنسب لزيارة عباس إلى بغداد، حيث أنه يستثمر وجود "ثلاثي" حاكم للعراق الآن، يُعتبرون مقرّبين من الفلسطينيين تاريخياً، حتى أن احدهم دربته حركة "فتح" إبان الثورة الفلسطينية. وهذه العوامل جعلت السلطة تعتقد أن هناك أرضية مشتركة مع بغداد، لا بد من استثمارها، إضافة الى أن حكومة بغداد قدمت دعماً مالياً للسلطة الفلسطينية مؤخراً.

مصدر سياسي مطلع، أفاد لـ"المدن"، أن زيارة عباس تأتي أيضاً في سياق جهود يقودها رئيس السلطة الفلسطينية لإشراك سوريا بالقمة العربية المقبلة، فضلاً عن أن إيران ستكون على أجندة البحث، في سياق ما أسماها المصدر "محاولات عباس" لإيجاد توازنات في العلاقات الإقليمية، من أجل تعزيز جبهة لمواجهة صفقة القرن والحصار الأمريكي للسلطة.

وبحسب المصادر، فإن عباس أبلغ الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض، ببذله جهوداً على صعيد إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وأنه سيكثف جهده حيال ذلك في الفترة القادمة.

لكن القيادي المقرب من رئيس السلطة الفلسطينية يقول لـ"المدن" إن جهد عباس لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية سيتكثف بعد القمة العربية المزمعة في تونس، لأنه لن تكون هناك إمكانية لإشراكها بها حالياً. ويضيف القيادي أن هناك زيارة يعتزم عباس القيام إلى دمشق للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وحاول أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" ماجد الفتياني أن يتحاشى استخدام مصطلح "قيادة" عباس لجهود إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، عبر القول، لـ"المدن"، إن الجُهد يُبذل من أكثر من طرف عربي، وأن عباس يريد "لمّ الشمل العربي"، وانطلاقاً "من رؤيته بحل الأزمة السورية بالحوار ووفق إرادة الشعب السوري".

ورفض الفتياني تأكيد ما إذا كانت دمشق، المحطة التالية لعباس بعد بغداد، مُبيناً أن الوفود الفلسطينية بمستويات مختلفة سواء من "فتح" او منظمة "التحرير" دأبت على الذهاب إلى دمشق باستمرار. وبالتالي "ليس مستغرباً أن يقوم عباس بزيارة سوريا خلال الفترة القادمة".

وينظر مراقبون فلسطينيون إلى مبرر عباس بخصوص تطبيع العلاقة مع النظام السوري، على أساس أنه غير مقنع ويكلّف الفلسطينيين وقضيتهم كثيراً؛ فالبحث عن الدور القديم لسوريا والعراق في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ليس مُجدياً بعد كل ما حصل. فلن تتعافى المنطقة بـ"كبسة زر"، كما ان متغيرات ومصالح النظام السوري، اليوم، ليست كما الأمس، بغض النظر عن الشعارات التي يرفعها.

كما لم تكن هناك كيمياء بين عباس والأسد ولا تناغم سياسياً قبل اندلاع الثورة السورية، حتى أن إحدى القمم العربية التي حضرها الأسد، قبل أكثر من عشرة سنوات، قد سجلت تلاسناً بينه وبين عباس. وقبل ذلك حدثت خلافات بين "منظمة التحرير" والنظام السوري خلال عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، حتى أن دمشق دعمت انشقاقات في صفوف حركة "فتح" وفصائل المنظمة لإضعافها.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024