التصعيد بين طهران ولندن..يهدد بإيقاظ خلايا حزب الله النائمة

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2019/07/22
تترأس رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاثنين، اجتماعاً وزارياً مخصصاً للبحث في موضوع احتجاز إيران ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز، حسب ما أعلنت رئاسة الحكومة الأحد.

وستبحث ماي التي تغادر منصبها، الأربعاء، الوضع مع أعضاء حكومتها وستتطرق إلى مسألة "حفظ سلامة الملاحة في الخليج"، وفق ما أوضحت رئاسة الحكومة.

وقال الوزير بوزارة الدفاع البريطانية توبياس إلوود ل"سكاي نيوز": "سنبحث سلسلة من الخيارات... سنتحدث إلى نظرائنا وحلفائنا الدوليين لنرى ما يمكن فعله في الواقع".وتابع أن "مسؤوليتنا الأولى والأكثر أهمية هي ضمان التوصل لحل مسألة السفينة الحالية، وضمان سلامة السفن الأخرى التي ترفع العلم البريطاني في تلك المياه، ثم النظر بعد ذلك إلى الصورة الأوسع".

ولم تكشف بريطانيا سوى تفاصيل قليلة بشأن خطتها للرد بعدما نفذت قوات الحرس الثوري الإيراني عملية إبرار من طائرات هليكوبتر واحتجزت السفينة "ستينا إمبيرو" في مضيق هرمز الجمعة في رد على ما يبدو على احتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية في جبل طارق قبل أسبوعين.

ورغم أن نهج إيران الرسمي استمر في ذكر أن احتجاز السفينة "ستينا إمبيرو" كان لأسباب متعلقة بالأمان، فإنها لم تبذل الكثير من الجهد لإخفاء أن احتجاز هذا السفينة جاء للرد. وكانت الخطوات التي نفذتها إيران، وتضمنت إنزال قوات ملثمة من طائرات هليكوبتر على السفينة، مماثلة لما قامت به قوات البحرية الملكية البريطانية قبل أسبوعين.

وجاء رد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الأحد أكثر وضوحاً إذ وصف خلال جلسة للبرلمان ما حصل بأنه: "رد الحرس الثوري على خطف بريطانيا للناقلة الإيرانية".

من جهته، قال قال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف لشبكة "سي إن إن"، إن الإيرانيين يصدقون حديث ترامب حين يقول إنه لا يريد حرباً ولا تغيير النظام في طهران.
وحذّر ظريف في الوقت عينه، من أن استبعاد خيار اندلاع حرب في المنطقة غير ممكن، لكنه أشار إلى أن الحرب الاقتصادية أشد تأثيراً على المدنيين من العسكرية.

وفي السياق، علقت وزارة الخارجية القطرية الأحد، على احتجاز إيران لناقلة نفط بريطانية. وقالت الخارجية القطرية في بيان: " نتابع في دولة قطر بحذر التطورات الأخيرة في مضيق هرمز وما سبقها من أحداث تمس خطوط الملاحة البحرية الإقليمية والدولية على حدٍّ سواء ونؤكد على ضرورة احتواء هذه الأحداث بشكل عاجل".

وتابع البيان: "وفي الوقت الذي نعبر فيه عن قلقنا فإن دولة قطر تطالب جميع الأطراف بممارسة ضبط النفس والعمل على إيجاد مخرج سلمي لهذه الأحداث".

وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير أدان احتجاز إيران لناقلة النفط، ودعا المجتمع الدولي الى اتخاذ إجراء لمنع مثل هذا السلوك غير المقبول.

وقال في تغريدة: "أي مساس بحرية الملاحة البحرية الدولية هو انتهاك للقانون الدولي.. على إيران أن تدرك أن ما تقوم به من تصرفات وانتهاكات للقانون الدولي بما في ذلك احتجاز السفينة البريطانية أمر مرفوض تماماً وعلى المجتمع الدولي ردع مثل هذه الأعمال".

وفي السياق، قالت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية الاثنين، إن الأزمة مع إيران قد تتسبب في إيقاظ خلايا إرهابية نائمة وتدفعها إلى شن هجمات إرهابية على بريطانيا.

ونقل التقرير عن مصادر استخباراتية قولها إن خلايا إرهابية تدعمها إيران قد تُكلف بشن هجمات في بريطانيا إذا تفاقمت الأزمة بين لندن وطهران في اعقاب احتجاز ناقلة النفط البريطانية.

وأضافت المصادر أن وكالات الاستخبارات تعتقد أن إيران شكلت خلايا إرهابية نائمة عبر أوروبا بما فيها بريطانيا. وقالت إن الخلايا يديرها متشددون مرتبطون ب"حزب الله" اللبناني. وكانت شرطة مكافحة الإرهاب كشفت في 2015 خلية جمعت أطنان من المتفجرات في متاجر بضواحي لندن.

وقالت المصادر الاستخباراتية إن "إيران وضعت عملاءها في حزب الله على استعداد لشن هجمات في حالة اندلاع نزاع مسلح، وهذا هو الخطر الذي تشكله إيران على الأمن الداخلي في بريطانيا". وأوضحت أن جهاز الاستخبارات الداخلية "أم آي 5" وشرطة لندن على يقين بأن مداهمات 2015 شلت إلى حد كبير نشاطات إيران الإرهابية في بريطانيا، ولكن خلاياها النائمة منتشرة في كامل أوروبا.

صحيفة "الفايننشال تايمز" رأت أن أزمة احتجاز الناقلات مع إيران مشكلة لا تخص بريطانيا وحدها، بل لها تبعات عالمية. وإذا تفاقمت الأزمة فقد تؤدي إلى مواجهات عسكرية لا تقتصر على إيران وبريطانيا بل تشمل الولايات المتحدة ودولاً أخرى في المنطقة.

وقالت إن إيران وحلفاءها إذا أرادوا مخرجاً من هذه الأزمة فعليهم الموازنة بين اعتبارات عديدة. وأول هذه الاعتبارات هي أهمية تنفيذ القانون الدولي ومبدأ حرية الملاحة. والثاني هو ضرورة بقاء مضيق هرمز مفتوحاً. أما الثالث فهو تفضيل الحل الدبلوماسي على الحل العسكري للأزمة. وفي النهاية لابد أن تعالج القضية ضمن إطارها العام وهو تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

وأضافت أن بريطانيا تواجه الآن إشكالاً وهو التوازن بين رد صارم على احتجاز إيران لناقلة ترفع العلم البريطاني، يتضمن دون شك تشديد العقوبات الاقتصادية، والحفاظ على الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة. وتصبح مهمة بريطانيا أكثر تعقيداً بتنصيب رئيس وزراء جديد يتوقع أن يكون بوريس جونسون المعروف بسعيه لتعزيز العلاقات مع إدارة ترامب. لكنها توضح أن الاعتقاد بأن يتصرف جونسون وفق هوى أميركا ليس دقيقاً، لأن البيت الأبيض نفسه منقسم بشأن كيفية التعامل مع إيران.

ورأت "الفايننشال تايمز" أن على بريطانيا والاتحاد الأوروبي أن يشجعا الرئيس الأميركي على المضي في طريق المساعي الدبلوماسية، بهدف حل الأزمة في إطارها العام بين الولايات المتحدة وإيران.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024