لقاء نتنياهو- بومبيو في بروكسل: تطورات إقليمية مهمّة؟

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2018/12/03

لم يكن أحد من الصحافيين الإسرائيليين على علم مُسبق باللقاء الذي سيعقد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في بروكسل، مساء الإثنين، حيث كشف عن اللقاء قبيل ساعات من انعقاده، ما أثار علامات استفهام كبيرة حول ماهية التطورات الإقليمية المُلحّة التي ستكون على بساط البحث.

لن يصطحب نتنياهو معه صحافيين إسرائيليين إلى بروكسل كما جرت العادة، بل سيكون برفقته فقط رئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، إضافة إلى سكرتيره العسكري البريغادير جنرال آفي بالوت.

ويعطي ما سبق إشارة قوية إلى أن ما سيتم بحثه له صلة بمعلومات أمنية طارئة، دفعت مصادر مطلعة لترجح في حديثها أن ما سيتم نقاشه متعلق بتطورات جديدة على الساحة السورية وإيران وربما حزب الله اللبناني.

زيارة نتنياهو إلى بروكسل ستكون قصيرة جداً، حيث سيعود فور اللقاء مباشرة إلى إسرائيل. وكان نتنياهو قد تطرق قبل نحو عشرة أيام في خطابه الموجه إلى الرأي العام الإسرائيلي، على اثر انسحاب حزب "اسرائيل بيتنا" من الإئتلاف الحكومي الذي يتزعمه، إلى ما وصفها "تطورات مهمّة" تحدث في المنطقة، ولكنه لم يفصح عن المزيد.

وبالرغم من أن المصادر تستبعد ان يكون الموضوع الفلسطيني على طاولة البحث بين نتنياهو وبومبيو، إلا أن ثمة أمراً ذي صلة يُزعج إسرائيل ويخيفها من انجراف التيار اليميني الأميركي نحو خطوات ستضر إسرائيل. ومن بين هذه الخطوات التي تبدو انها داعمة لإسرائيل، وجود مبادرات في الكونغرس لوقف الدعم المالي عن الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ما سيتسبب بأعباء امنية وسياسية على الدولة العبرية.

ولهذا تقف الادارة الاميركية مترددة أمام قوة الضغط اليمينية، حيث تدفع باتجاه كسر القوالب بشكل نهائي مع السلطة الفلسطينية فضلاً عن إجراءات اقليمية أخرى، الامر الذي يتسبب بإنعطاف تاريخي.

ولهذا تشعر الحكومة الإسرائيلية بقلق من انجراف هذا التيار، وحتى الرئيس دونالد ترامب، الذي قال قبل ايام "اننا موجودون في الشرق الاوسط في سبيل الدفاع عن إسرائيل". فهناك وعي متزايد في أوساط اليمين الإسرائيلي يرى أن هذا الكلام من ترامب وخطوات أخرى يعني ربط إسرائيل بكل مساوئ الوجود الأميركي في المنطقة، ما جعل الاسرائيليين يتحفظون على كلام ترامب حول الدعم الخانق لها.

وترى أوساط مطلعة ان ثمة بداية وعي لدى اوساط اليمين في تل ابيب، مفادها أن الدعم الاميركي بهذه الطريقة يشكل سياسة خطرة ومضرة بمصالح اسرائليل، ما يتطلب عدم الاندفاع لقرارات واجراءات تكسر القوالب وتحمل اسرائيل أعباء اكبر. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024