ترشيح الأسد للانتخابات القادمة..لم يُحسم بعد

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2020/10/14
تعكس الانتقادات المتواصلة، التي يوجهها تباعاً مدير "المجمع العلوي السوري" أحمد أديب أحمد إلى روسيا، على خلفية امتناع قواتها عن المشاركة في عمليات إخماد الحرائق الأخيرة التي اندلعت في الساحل السوري، تغيراً في المزاج العام الموالي للنظام تجاه روسيا.

ومنذ فجر الجمعة، بعد اندلاع الحرائق بوقت قصير، تحولت صفحة أحمد، المحاضر في كلية "الاقتصاد" في جامعة تشرين في اللاذقية، على "فايسبوك" إلى منبر هجومي على روسيا وإيران، لم يوفر وصفاً واتهاماً بالتقصير، إلا وألصقه بالقوات الروسية، والإيرانية.

لم يكتفِ أحمد بالهجوم، بل انتقل في إحدى تدويناته إلى تحدي روسيا، عندما قال: "مهما أحرقتم أرضنا بتخاذلكم عن إطفائها، ومارستم سياسات التجويع والحصار، لن نتخلى عن رئيسنا بشار الأسد، وسنكون معه ليبقى مقاوماً لضغوطكم".

ولا يستطيع أحمد، كما غيره من الشخصيات المحسوبة على النظام، سواءً كانت رسمية أو غير رسمية، الخوض بشكل علني في مسألة بهذا الحجم، من دون الحصول على إذن الأجهزة الأمنية وثيقة الصلة ببشار الأسد.

وبهذا المعنى، تُقدم هذه الانتقادات صورة مفصلة عن الهواجس التي تسيطر على تفكير النظام السوري، الناجمة عن احتمال إقدام روسيا على مساومة الغرب على الأسد، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية السورية المقررة منتصف العام 2021، مقابل التخلص من العقوبات الغربية والأميركية على سوريا، ورفع الحظر، للمباشرة بإعادة الإعمار. إذ يُقراً من كل ذلك، رسالة مبطنة إلى الروس، بأن لدى الأسد أوراق قوة تمنع موسكو من المساومة على مصيره في الحكم.

لكن، من وجهة نظر، الكاتب الصحافي بسام اليوسف، فإن من الواجب قراءة هذه الانتقادات التي تصدر من حين لآخر إلى روسيا، في إطار التصورات الروسية والإيرانية للوضع في سوريا.

وقال ل"المدن"، إن الإطاحة بالأسد تعني انتهاء كل مشاريع إيران في سوريا، لأنها فشلت حتى الآن في إيجاد مرتكز -بعيداً عن الأسد- لوجودها في سوريا، ما يعني أن هذه الأصوات المنتقدة للروس إنما هي بدفع من إيران، باعثها مخاوف الأخيرة من تخلي موسكو عن الأسد.

وقبل أيام، ترك الأسد الباب موارباً أمام مسألة ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، معتبراُ أن الحديث عن ذلك لا يزال "أمراً مبكراً". وأضاف خلال مقابلة له مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، "ما يزال لدينا بضعة أشهر، أستطيع أن أتخذ هذا القرار في بداية العام القادم".

وأرجع الإعلامي المختص بالشأن الروسي نصر اليوسف تعتيم الأسد على مسألة ترشحه، إلى عدم حصوله على موافقة روسيا بعد. وقال ل"المدن"، إن "الموقف الروسي من مسألة ترشح بشار، سيتحدد على ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة قائلاً: "الأمر المحسوم روسياً هو البقاء الطويل في البلاد، أما مسألة بقاء رأس النظام فهي مسألة قابلة للمساومة في حال تلقت موسكو، نوعاً من التنازل من جانب الغرب عموماً، والولايات المتحدة على وجه الخصوص".

وأضاف أن موسكو تعتقد أن فوز الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بولاية ثانية، سيجعل الحوار مع واشنطن أسهل، ومن غير المستبعد أن تضحي موسكو بالأسد، مقابل بعض التنازلات العالقة بينهما، بخلاف فوز الديمقراطي جو بايدن، الذي يجعل المساومة بينهما أشبه ما تكون بلعبة عض الأصابع.

وحتى لو بدا أن حديث الأسد كان بدفع روسي، فإن الواضح أن الأسد يحاول تجنب ردود الفعل الدولية، التي سيحدثها تأكيده الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، ولذلك فضّل ترحيل هذه المسألة إلى وقت لاحق.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024