معركة جوبر.. تقدمٌ نحو دمشق أم حفظ لماء الوجه؟

صبر درويش

الأحد 2015/07/05

أعلنت "القيادة العسكرية الموحدة" في الغوطة الشرقية عن بدء معركة "أيام بدر"، التي تهدف بحسب نص البيان إلى السيطرة على نقاط استراتيجية في حي جوبر، الواقع شمال شرقي العاصمة دمشق، والذي كان تعرض لتهديم ممنهج من قبل قوات الأسد، حيث شنّ الطيران الحربي عشرات الغارات في الأيام القليلة الماضية، إلى جانب قصف الحي بقذائف الهاون وصواريخ أرض- أرض.

مسؤول قسم النشر في "فيلق الرحمن" براء أبو يحيى، قال لـ"المدن" إن معركة "أيام بدر" يقودها "النقيب عبد الناصر شمير" المعروف بأبي النصر، وهو قائد الفيلق، أهم التشكيلات العسكرية المتواجدة على جبهات حي جوبر الدمشقي، ويشارك في هذه المعركة مجموعة من التشكيلات العسكرية المعارضة، و"جيش الإسلام" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، المنضوية تحت راية "القيادة العسكرية الموحدة" في الغوطة الشرقية.


وتهدف المعركة بحسب أبو يحيى، إلى ضرب تحصينات النظام في حي جوبر، وقطع الطريق أمام محاولات قوات الأسد لفصل حي جوبر عن الغوطة الشرقية، عبر محاولة النظام إعادة سيطرته على مواقع في المتحلق الجنوبي، الذي يفصل بين جوبر وبلدة عين ترما، التي شهدت معارك عنيفة في محيطها، سعت من خلاها قوات المعارضة إلى استعادة بعض المواقع التي كانت خسرتها في وقت سابق.


في هذا السياق اكد أبو يحيى على ان جبهة المتحلق الجنوبي تشهد معارك ضارية بين قوات الأسد ومقاتلي المعارضة، بينما تتنوع محاور القتال وتتغير طبقاً لتكتيكات النظام العسكرية، فتنتقل المعارك من محور إلى آخر كمنطقة المناشر جنوب شرق حي جوبر، أو على محور كراجات العباسيين.


وفي وقت انتشرت فيه أنباء عن تقدم لقوات الأسد وتمكنها من السيطرة على مجموعة من الأبنية المحيطة بثكنة الموسيقا، نجحت كتائب المعارضة من تفجير معمل الصابون الواقع شرقي كراجات البولمان، حيث كانت قوات النظام قد تمكنت في وقت سابق من التقدم على هذا المحور والسيطرة على مجموعة من المباني المحيطة به. وقال أبو يحيى "قامت كتيبة الهندسة التابعة للقيادة الموحدة، بحفر نفق تحت الأرض وتفخيخه، وهو ما ادى إلى تفجير المعمل بالكامل، وتم قتل العشرات من مقاتلي النظام والميليشيات الموالية له، والذين كانوا يتحصنون في المبنى".


وفي ظل هذه المعارك الضارية التي يشهدها محيط حي جوبر، سقطت العشرات من قذائف الهاون على احياء مختلفة من مدينة دمشق، ومنها أحياء القصاع، وباب توما، والدويلعة، والزبلطاني، بالإضافة إلى أبو رمانة وساحة الأمويين، حيث أدت إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين، كما سببت أضراراً مادية في الممتلكات والمنازل السكنية.


وكانت مدن وبلدات مختلفة في الغوطة الشرقية ومنها حي جوبر، قد شهدت في الأيام القليلة الماضية خروج تظاهرات حاشدة، طالبت القيادات العسكرية بفك الحصار عن الغوطة الشرقية وتحريك جبهات القتال، من أجل البدء بمعركة السيطرة على العاصمة دمشق، بينما وجه المتظاهرون انتقادات شديدة للقيادات العسكرية في الغوطة الشرقية.


وفي الوقت الذي يؤكد فيه الكثير من المراقبين على أهمية معارك جبهة جوبر، يرى آخرون أن هذه المعركة التي تم الاعلان عنها، وما سبقها من استنفار عسكري من قبل "جيش الاسلام" بقيادة زهران علوش، قبل أيام، يأتي في سياق احتواء النقمة الشعبية المتصاعدة لسكان الغوطة، التي اتهمت في اكثر من مناسبة القيادات العسكرية بالفساد وعدم الجدية في فك الحصار عن الغوطة الشرقية، حتى ان زعيم "فيلق الرحمن" عبد الناصر شمير نفسه كان قد تعرض قبل بضعة أيام، إلى الضرب من قبل المتظاهرين في بلدة حمورية، بعد قيام أحد مرافقي النقيب بإطلاق النار على المتظاهرين وقتل أحدهم.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024