التوتر مع إيران:تأهب مرتفع جداً في إسرائيل

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2021/01/12
وصف محللون عسكريون إسرائيليون التوتر الإسرائيلي-الأميركي مع إيران بأنه مرتفع جداً تحسباً من إقدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الأيام الأخيرة من ولايته، على شن هجوم عسكري.

وقال المحلل العسكري في "هآرتس" عاموس هرئيل إن سيناريو هجوم أميركي ضد إيران ليس معقولاً من وجهة النظر الإسرائيلية. ونقل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "جهاز الأمن الإسرائيلي على اتصال دائم مع البنتاغون والقيادة العليا للجيش الأميركي. ويتبين من هذه المحادثات أن الأميركيين لا يعتزمون القيام بخطوة هجومية ضد إيران في هذه الأيام، وأنه على الرغم من الظروف السياسية الحساسة في واشنطن، ليس معقولاً أن يُترجم تصرف غير مألوف للرئيس إلى عملية عسكرية في الشرق الأوسط".

وأضافت المصادر أن "إسرائيل أيضاً لا تعتزم المبادرة إلى خطوة هجومية واسعة ضد إيران في أراضيها في هذه الأيام"، لكنهم اعتبروا أن "التخوف الأساسي في إسرائيل يتعلق بسلسلة سوء تفاهم متبادل يقود إلى اشتعال الوضع، خاصة على خلفية الخوف الإيراني من خطوة غير متوقعة من جانب ترامب".

واعتبر هرئيل أن التوتر في إيران يؤثر على شركائها وأذرعها، وبينهم حزب الله والميليشيات في العراق وسوريا. لكن أشار إلى أن المخاوف الأميركية والإسرائيلية بشأن عمليات انتقامية لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ولاغتيال العالم النووي الإيراني، محسنن فخري زادة، لم تتحقق.

رغم ذلك، أوضح أن مستوى تأهب الجيش الإسرائيلي حالياً مرتفع جداً، وتم نصب بطارية دفاع جوي لصواريخ "باتريوت" في إيلات، والطيران الحربي الإسرائيلي يحلق بشكل مكثف في جميع الجبهات، وكذلك في الأجواء اللبنانية،، وخاصة في سماء بيروت".

"يبدو أن إسرائيل تستعد للجم هجوم محتمل ضدها، بصواريخ ومقذوفات وطائرات من دون طيار، من جانب منظمات تعمل بتوجيه إيراني، وعلى جبهات: سوريا ولبنان في الشمال، والعراق في الشرق واليمن في الجنوب".

بدوره، اعتبر المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان أن "مستوى التوتر سيستمر بالارتفاع حتى 20 كانون الثاني/يناير، وربط هذا التوتر بإجراءات إيران النووية.
ونقل عن مصادر سياسية إسرائيلية أن "المقربين من بايدن يرون كافة الخطوات الإيرانية الأخيرة في المجال النووي بأنها جزء من شروط بدء المفاوضات عندما يتم استئنافها. والإيرانيون يدركون جيداً الاستعدادات الجارية في الولايات المتحدة لاستئناف المفاوضات ويعرفون المسار الذي يستعد له مستشارو بايدن".

وأضافت المصادر نفسها أن "قناة المعلومات هي تلك التي توصف ب"المنفيين الإيرانيين"، الذين يشكلون حلقة وصل بين الحكومة الإيرانية ومستشاري بايدن، فيما يحظر عليهم رسمياً، وفق القانون، إجراء أي مفاوضات سياسية قبل دخول الرئيس إلى منصبه.

ورأى فيشمان أن تعيين وليام بيرنز رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يدلّ على أن الإدارة الجديدة تعتزم استئناف المفاوضات في القضية النووية الإيرانية، "لأن بيرنز هو شريك كامل لموقف الرئيس، القائل إن ثمة حاجة إلى حل القضية النووية الإيرانية بوسائل دبلوماسية". وهو الذي بدأ قناة المحادثات السرية مع الإيرانيين في العام 2013، في عمان ومن وراء ظهر إسرائيل.

وفي السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين أن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو يعتزم استخدام معلومات استخباراتية نُزعت عنها السرية في الآونة الأخيرة، لاتهام إيران علناً بأن لها صلات بتنظيم "القاعدة".

وقال المصدران إن بومبيو سيقدم الثلاثاء، تفاصيل بشأن مزاعم توفير إيران ملاذاً آمنا لقادة القاعدة ودعمها، رغم شكوك لدى مجتمع الاستخبارات والكونغرس. وأشار المصدران إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار تحرك إدارة ترامب في اللحظات الأخيرة ضد إيران، قبل تسليم السلطة للرئيس المنتخب جو بايدن.

وقال المصدران إن بومبيو قد يستشهد بمعلومات رُفعت عنها السرية بشأن مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في طهران في آب/أغسطس 2020.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز كشفت في تشرين الثاني/نوفمبر، أن أبو محمد المصري، المتهم بالمساعدة في تدبير تفجيرات 1998 لسفارتين أميركيتين في أفريقيا، قُتل على يد عملاء إسرائيليين في إيران. ونفت إيران التقرير قائلة إنه "لا يوجد إرهابيون من القاعدة على أراضيها".

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن بومبيو التقى مع رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين في واشنطن، ليل الاثنين. وقال موقع "واللا" الإلكتروني إن بومبيو التقى برئيس الموساد وشوهد وهو يتناول الطعام مع كوهين، وذلك قبل التقارير التي تتحدث أن بومبيو سيقدم "معلومات استخبارية موثقة حول علاقات إيران مع تنظيم القاعدة".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024