بايدن سيعيد تقييم العلاقات الاميركية مع السعودية

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2019/12/09
وجهت الحملة الانتخابية للمرشح الديموقراطي المحتمل للرئاسة الأميركية جو بايدن انتقادات جديدة للرئيس دونالد ترامب ودعت إلى إعادة تقييم العلاقات الأميركية السعودية.

وجاءت الانتقادات في وقت يواجه فيه ترامب ضغوطاً للنظر في النهج الذي تتبعه إدارته مع الرياض بعد أن قال مسؤولون في جهات إنفاذ القانون إن ضابطاً برتبة ملازم في سلاح الجو السعودي قتل ثلاثة أشخاص في قاعدة البحرية الأميركية في بولاية فلوريدا قبل أن يُردى قتيلاً.

وكان منفذ الهجوم في القاعدة يشارك في برنامج تدريبي بالبحرية الأميركية يهدف لتعزيز العلاقات مع الحلفاء الأجانب.

وفي بيان باسم حملة بايدن، قال المتحدث باسم الحملة تي.جيه داكلو إن إدارة ترامب حررت للسعودية "شيكاً على بياض للتصرف بحصانة حول العالم". وأضاف أن بايدن "سيعيد تقييم علاقتنا مع السعودية للتأكد من أنها متسقة تماما مع القيم والأولويات الأميركية" إذا تمكن من الفوز على ترامب في انتخابات الرئاسة المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

وقال مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي أي" إن المحققين يعتقدون أن الضابط السعودي محمد الشمري تصرف بمفرده عندما قتل ثلاثة أشخاص وأصاب ثمانية أخرين في بنساكولا.

وأوضحت المحققة الخاصة راشيل روخاس، والتي ترأس فريق التحقيق، أن المحققين لم يحددوا بعد الدافع وراء الهجوم وإن عدداً من زملاء المهاجم السعوديين الذين كانوا على مقربة من مسرح الهجوم وقت تنفيذه يتعاونون مع المحققين.

وأضافت أن المكتب يتعامل مع هذه القضية مثلما يتعامل مع قضايا إطلاق النار المماثلة بافتراض أنها عملية إرهابية، لكنها أكدت أن ذلك يتم بهدف السماح للمحققين باستخدام أدوات خاصة تمنح لهم في قضايا الإرهاب.

وقالت روخاس إن مطلق النار استخدم في الهجوم مسدس "غلوك" عيار تسعة مليمترات، كان به 33 طلقة، اشتراه بشكل قانوني في فلوريدا. وتابعت أن زملاءه من السعوديين المشاركين في التدريب يتحدثون مباشرة مع المحققين الأميركيين وأن خروجهم من القاعدة محظور بأمر من الجيش السعودي.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتصل بترامب الأحد للتأكيد على أن السلطات السعودية ستعرض تعاونها المطلق مع الولايات المتحدة وتوفر كل المعلومات التي تساعد في التحقيقات.

لكن أعضاء الكونغرس عن ولاية فلوريدا انتقدوا الإدارة الأميركية لعدم اعتبارها الهجوم إرهابياً حتى الآن وطالبوا بمعرفة تفاصيل عما تقوم به حكومة السعودية لدعم التحقيق ومنع وقوع عنف مماثل في المستقبل من عسكريين سعوديين.

وطالب النائب الجمهوري مات غيتس بوقف استقبال الطلاب السعوديين الجدد حتى تتأكد عملية التدقيق التي تقوم بها الولايات المتحدة. وأضاف أن "أوامر وزير الدفاع مارك إسبر بمراجعة برنامج التدريب مع السعودية إنما جاء نتيجة للقيادة القوية والصارمة للرئيس ترامب في هذا الموضوع".

بدوره، طالب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بتعليق برنامج تدريب العسكريين السعوديين في الولايات المتحدة قائلاً: "نحتاج إلى تعليق البرنامج السعودي حتى نكشف عما حصل هنا". وتابع: "أنا أؤيد برامج تدريب الطيارين العسكريين من الدول الحليفة للولايات المتحدة، لكن أمراً سيئاً في الواقع حدث هنا، وعلينا إبطاء وتيرة هذا البرنامج وإعادة تقييمه".

من جهته قال حاكم فلوريدا رون ديسانتس رداً على سؤال عما إذا كان يعتبر الهجوم إرهابياً": "نعم. نعم". وأضاف أنه "يوجد كثير من الاحباط داخل ولايتنا بشأن هذا. لديكم عسكريين أجانب يأتون إلى قاعدتنا. لا ينبغي أن يقوموا بذلك إذا كانوا يكرهون بلدنا".

وأوضح أن الشمراني استغل "ثغرة اتحادية" لشراء المسدس الذي استخدمه وأكد أن المشتبه به، ومنذ وصوله للولايات المتحدة في عام 2017، قام برحلة عودة للسعودية وزار نيويورك مؤخراً. وأضاف حاكم فلوريدا أنه "كان يكن كرهاً عميقاً للولايات المتحدة. بالنسبة لنا حين نستقبل هؤلاء المواطنين الأجانب علينا أن نتخذ احتياطات".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024