الليرة السورية ترتفع على أنقاض رامي مخلوف

المدن - عرب وعالم

الخميس 2020/05/21
تحسن كبير طرأ على سعر صرف الليرة السورية منذ صدور قرارات الحجز على أموال رامي مخلوف الثلاثاء، بالتزامن أيضاً مع تحرك من قبل حكومة النظام السوري لضبط سوق الصرافة المحلي  في مناطق سيطرتها خلال اليومين الماضيين،.

وسجلت الليرة ارتفاعاً قياسياً صباح الخميس أمام العملات الصعبة، تجاوزت نسبته الخمسة في المئة، ليبلغ سعرها أمام الدولار 1619 وأمام اليورو 1750.

وكان سعر صرف الليرة في السوق السوداء قد تجاوز ال1800 ليرة مقابل الدولار صباح الثلاثاء، مع بلوغ الأزمة بين النظام ورجل الأعمال الأشهر في سوريا، رامي مخلوف، ذروتها، قبل أن تبدأ بالارتفاع التدريجي مع الإعلان عن قرار حكومة دمشق الحجز الاحتياطي على أموال مخلوف.

وكان واضحاً أن أسواق الصرف تلقت هذا القرار باعتباره انتصاراً للأسد، وحسماً للصراع الذي أدى إلى خسارة الليرة السورية أكثر من عشرة في المئة من قيمتها منذ مطلع أيار/مايو الجاري، وانعكس ذلك ارتفاعاً فورياً لسعر صرف الليرة ابتداء من ظهر الثلاثاء، علماً أن سعر الليرة لا يزال دون مستوى ما قبل بداية أزمة الأسد-مخلوف.

كما لوحظ غياب التباين في أسعار الصرف بين منطقة وأخرى في سوريا، حيث سجلت أسواق دمشق وحلب وإدلب وشمال شرق البلاد سعراً موحداً خلال اليومين الماضيين، بعد أن وصل التفاوت بينها في أيام سابقة إلى أكثر من خمسين ليرة.

وبالتزامن مع صدور قرارات الحجز على أموال رامي مخلوف، أطلق البنك المركزي حملة لتشديد المراقبة على شركات ومحلات الصرافة في مناطق سيطرة النظام، حيث تم إغلاق بعض المكاتب المرخصة في دمشق دون توضيح الأسباب، لكن إعلام النظام زعم أن الحملة تستهدف ايقاف عمليات المضاربة والحد من تلاعب التجار بسعر الصرف.

بدورهم، محللون اقتصاديون في المعارضة أكدوا ل"المدن"، أن النظام كان باستمرار المستفيد الأول من المضاربة في السوق، وأن تحركه الأخير يهدف إلى وقف انهيار سعر الصرف الذي كانت له آثار معنوية خطيرة على النظام خارجياً، وكذلك بين المواطنين داخل المناطق التي يسيطر عليها، كما أن هذا التحرك وانعكاساته الايجابية على الليرة يعزز من روايته الأخيرة التي حمّل فيها رامي مخلوف جزء كبيراً من المسؤولية عن انخفاض سعر صرف الليرة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024