جيش "المهاجرين والأنصار".. لا يوالي "النصرة" ولا يبايع "داعش"

عقيل حسين

الخميس 2015/01/22
قُتل عدد من عناصر جيش المهاجرين والأنصار، جراء انفجار عبوة ناسفة في سيارة قائد التنظيم صلاح الدين الشيشاني، مساء الإثنين، شمالي حلب. ولم تتبنَ أي جهة المسؤولية عن الحادثة، التي تضاربت الأنباء حول عدد ضحاياها. وبينما تحدثت "شبكة شام الإخبارية" عن مقتل خمسة عناصر كانوا في السيارة لحظة الانفجار، نفت الصفحة الرسمية لجيش المهاجرين والأنصار، في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مقتل قائد الجيش صلاح الدين الشيشاني، وأعترفت بمقتل عنصر واحد فقط.

ويُعد هذا الهجوم سابقة، إذ لم يتعرض عناصر أو قادة جيش المهاجرين والأنصار، لهجوم مماثل، الأمر الذي يفتح الباب على العديد من الأسئلة والتكهنات.

تشكل جيش المهاجرين والأنصار مطلع العام 2012، وكانت نواته "كتيبة المهاجرين"، إثر اتحاد الكتيبة مع "جيش محمد" بقيادة أبو عبيد المصري، وكتيبة "أسود السنة" التي شكلها أبو الأثير العبسي، والي حمص الحالي في تنظيم الدولة الإسلامية.

وبعد ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، والخلافات التي عصفت بقوى المعارضة العسكرية خلال العام الماضي، سعت قيادة التنظيم للحفاظ على الجيش بعيداً عن الاصطفاف، ولم تدخل في أي معركة مع أي من فصائل المعارضة.

وبعد إعلان القائد العسكري السابق لجيش المهاجرين والأنصار عمر الشيشاني، مبايعة تنظيم الدولة، مع 800 عنصر، يشكلون نصف عدد مقاتلي الجيش، في ذلك الوقت، أعلنت قيادة المهاجرين والأنصار في بيان مصور مطلع العام 2014، التزامها الحياد، واعتزال الفتنة.

العام 2014 كان صعباً على الجيش، الذي يُعرف مقاتلوه بالشراسة والتدريب الجيد، حيث عانى وبقوة من آثار الحرب بين فصائل المعارضة من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى. الأمر الذي حدّ من تحركاته وقلص من المعارك الهجومية التي خاضها ضد جيش النظام. وذلك قبل أن ينضم إلى تجمع "جبهة أنصار الدين".

ويضم التجمع الذي أُعلن عنه في 6 أيلول/سبتمبر 2014، بالإضافة إلى جيش المهاجرين والأنصار، كلاً من "حركة الفجر الإسلامية" و"حركة شام الإسلام" و"الكتيبة الخضراء"، وهي فصائل إسلامية اعتزلت القتال مع تنظيم الدولة، لكنها لم تبايع أمير التنظيم أبو بكر البغدادي.

وبرز جيش المهاجرين والأنصار الذي يتشكل في عماده الأساس من المقاتلين المنحدرين من القوقاز، وخاصة من الجنسية الشيشانية، بعد معارك خان طومان في ريف حلب الجنوبي في آذار/مارس 2013، قبل أن يلعب دوراً حاسماً في سيطرة المعارضة على مطار منغ شمال حلب في آب/أغسطس من العام نفسه.

ورغم الاعتقاد السائد بأن الجيش، الذي يضم أعداداً من جنسيات أوربية وأسيوية، هو أقرب إلى جبهة النصرة، إلا أنه وبحسب مراقبين، يختلف في بعض توجهاته الفكرية عن النصرة، كما أنه لا يحمل مشروعاً سياسياً أو يهدف للوصول إلى السلطة، وهو الأمر الذي سرّع من ابتعاده، مع اشتداد المعارك بين الجبهة وتنظيم الدولة، عن الجبهة.

وأكد مراقبون مطلعون، أن هذه الخطوة تمثل ترجمة من قيادة الجيش لعقيدته السياسية، التي تقوم بالأصل على عدم التدخل في اختيار حاكم البلاد التي يقاتل فيها القوقازيون الذين يغادرون أرضهم، وهم يدينون بالبيعة لأمير منطقة القوقاز علي أبو محمد الداغستاني.

وفي البيان الذي تلاه قائد جيش المهاجرين والأنصار الجديد صلاح الدين الشيشاني، في 2 كانون ثاني/يناير 2014، أكد أن الجيش سيعلن البيعة لأي أمام يجمع عليه أهل الشام. ومنح هذا الوضع الخاص للجيش، قدرة على لعب دور الوسيط بين فصائل المعارضة وتنظيم الدولة.

"المهاجرون والأنصار" استقبل مقاتلين محليين في صفوفه، وبدأ بالمساهمة في الأنشطة الدعوية والمحاكم القضائية ضمن نشاطات "جبهة أنصار الدين" على هذا الصعيد، بعد أشهر طويلة من الانكفاء وعدم الاحتكاك بالسكان المحليين.

وكان صلاح الدين الشيشاني، قد توجه إلى الرقة، مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2014، حاملاً مبادرة هدنة عرضتها قيادتا "الجبهة الشامية" و"جبهة النصرة" على "تنظيم الدولة"، لكن الشيشاني قال في تسجيل صوتي بث على الإنترنت: "إن قادة الدولة رفضوا العرض".

ومع انطلاق الهجمات التي بدأها التحالف الدولي على تنظيم الدولة وفصائل أخرى متشددة في سوريا، نُشرت أخبار عن تعرض مقرات جيش المهاجرين والأنصار للقصف، بينما كان التحالف يعلن أنه يستهدف إلى جانب تنظيم الدولة، مقرات لجماعة خراسان. كما صنفت الولايات المتحدة حركة شام الإسلام، إحدى فصائل جبهة أنصار الدين، التي ينضوي فيها الجيش، في قائمة المنظمات الإرهابية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024