إسرائيل:حرائق الطائرات الورقية تحرج الحكومة والجيش

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2018/07/10
كشف تقرير لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الثلاثاء، عن خلافات حادة بين وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان والمؤسسة الأمنية، حول التصعيد ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بسبب الطائرات الورقية الحارقة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي قولهم: "لن نذهب إلى الحرب بسبب الطائرات الورقية". وأضافت أن ليبرمان يخوض مواجهة حادة مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول التصعيد ضد سكان قطاع غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قال، الإثنين، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وليبرمان قررا إغلاق معبر كرم ابو سالم ومنع التصدير من غزة وتقليص مساحة الصيد في بحر غزة بسبب استمرار الطائرات الورقية.

وقالت معاريف إنه "في النقاشات التي جرت في الأسابيع الماضية حول الرد الإسرائيلي على الطائرات المحترقة في غزة وجد ليبرمان نفسه وحيدا في مواجهة الجميع". وأضافت أن "قادة الجيش من هيئة الأركان والقيادة الجنوبية، جهاز الأمن العام (الشاباك) ومجلس الأمن القومي، يعتقدون أنه لا يجب الذهاب إلى حرب بسبب الطائرات الورقية". 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم، إنه "لا فائدة من الانجرار إلى مواجهة جديدة". لكنها استدركت أن "ليبرمان يفكر بطريقة مختلفة ويخوض نقاشات حادة، تصل أحيانا حد الصراخ ، مع قادة المؤسسة الأمنية ويطالب بعمل مؤلم ومكثف ضد حماس وقادتها الكبار".

وقالت: "بالمقابل فإن قادة الجيش والمؤسسة الأمنية يفضلون القيام بجهد من أجل العودة إلى التفاهمات والقواعد السابقة التي سادت ما بعد حرب 2014 من دون خوض مواجهة جديدة ". وأضافت أن "قادة الجيش الإسرائيلي يؤيدون بعض الخطوات العقابية مع الاستمرار ببذل الجهد لإيجاد حل للطائرات الورقية ولكن من دون مواجهة عسكرية".

في مقابل ذلك، يدفع ليبرمان باتجاه توسيع كبير للرد العسكري الإسرائيلي مدعياً أن هذه ليست طائرات ورقية وإنما تغيير لمعادلة القوة وتزيد من التقدير لـ"حماس". وتابعت الصحيفة "وفقا لليبرمان فإن أي تأخير في الرد المناسب سيزيد الثمن الذي يضر بإسرائيل مستقبلا وإن من المفضل القفز إلى الماء الآن بدلا من مواصلة سياسة التأجيل".

وكانت سلطات الاحتلال أعلنت، الإثنين، اندلاع 33 حريقاً جنوبي إسرائيل، جراء إطلاق بالونات حارقة من قبل محتجين فلسطينيين تجاه الأراضي المحاذية لغلاف القطاع، وهو أمر بات روتينياً. وأشارت آخر إحصائية إسرائيلية، إلى ان الخسائر الاقتصادية من وراء الطائرات الورقية الحارقة المنطلقة من قطاع غزة، بلغت حتى الآن حوالي 2.5 مليون دولار.

وانتقدت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، فشل حكومة الاحتلال في مواجهة البالونات والطائرات الورقية الحارقة التي يطلقها الفلسطينيون من قطاع غزة باتجاه الأراضي المحيطة بالقطاع. واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إدعاء الجيش الإسرائيلي التوصل لحل تكنولوجي لمشكلة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة ليس له أي أثر الواقع على الأرض، والتهديد يتصاعد كل يوم.

وأضافت أن الجيش موجود ويساعد جنوده في رصد البالونات واطفاء الحرائق عبر نظام إلكتروني، لكنه غير قادر على إسقاط البالونات أو الطائرات الورقية المشتعلة.

القناة الثانية العبرية، انتقدت أيضاً، عجز الحكومة الإسرائيلية عن وقف إطلاق البالونات الحارقة. وقالت في تقرير، إن انتقاد الحكومة الإسرائيلية العاجزة عن إيجاد حل لمشكلة الطائرات الحارقة يتصاعد مع تصاعد الحرائق.

ونقلت القناة انطباع أحد أعضاء الكابينت الإسرائيلي الذي قال في انتقاد للحكومة الإسرائيلية إن حركة "حماس" تمكنت من وضع غزة على رأس جدول أعمال حكومته في الشهور الأخيرة. وأضاف أن "حماس أثبتت أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، وتمكنت من جعل الجيش والحكومة يناقشون تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة بعد المواجهات على السياج وإحراق الجنوب بطائرات ورقية وبالونات.

من جانبها، شككت القناة العاشرة العبرية في جدوى معاقبة الفلسطينيين في قطاع غزة عبر إغلاق معبر "كرم أبو سالم"، الذي يعتبر الشريان الرئيسي للقطاع، ردا على استمرار إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة. وقالت إن خطوة إغلاق المعبر خارجة عن المألوف بالنسبة لإسرائيل، وهناك شك في جدواها، إذ عادة ما تتم إعادة فتح المعبر بعد أيام، بناءً على تجارب سابقة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024