شرق الفرات: الهجوم البري بدأ.. تنديد دولي وتنبيه أميركي

المدن - عرب وعالم

الخميس 2019/10/10
أعلنت وزارة الدفاع التركية ليل الأربعاء، بدء الهجوم البري شرقي الفرات بمشاركة قوات تركية وقوات "الجيش الوطني السوري" في إطار عملية "نبع السلام".


وأفادت قناة "الجزيرة" أن قوات تركية عبرت الحدود السورية باتجاه مدينتي تل أبيض ورأس العين (شرق الفرات) اللتين تسيطر عليهما "قوات سوريا الديموقراطية" عبر ثلاثة معابر تؤدي إلى منطقة شرق الفرات.

واندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة غرب تل أبيض بين "قوات سوريا الديموقراطية" والجيش التركي.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول الإعلام الحربي في "قوات سوريا الديمقراطية" مرفان قامشلو قولهم، إن قواتهم اشتبكت مع قوات تركية على طول الحدود. وأكد أن القصف التركي للمنطقة الحدودية أودى بحياة خمسة مدنيين وتسبب في إصابة عشرات آخرين بجروح، كما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر "قسد".

في المقابل، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتدمير اقتصاد تركيا إذا قضى التوغل التركي في سوريا على السكان الأكراد في المنطقة.

وفي رده على سؤال لأحد الصحافيين عما إذا كان يخشى من أن يقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على القضاء على الأكراد، قال ترامب "سأمحو اقتصاده إذا حدث ذلك".

وأضاف قائلا "فعلت ذلك بالفعل من قبل مع القس برانسون" وذلك في إشارة إلى عقوبات أميركية على تركيا بشأن احتجاز مواطن أميركي. وقال الرئيس الأميركي "أتمنى أن يتصرف بعقلانية"، واعتبر أن واشنطن تخلصت من الحرب في سوريا ومن لعبها دور الشرطي في المنطقة، داعياً دول المنطقة إلى القيام بهذا الدور.

وأشار ترامب إلى أن واشنطن نقلت عدداً من عناصر "داعش" الأشد خطورة خارج سوريا، ودعا زعماء الدول الأوروبية إلى استعادة مواطنيها الذين انضموا إلى "داعش" واحتجزهم الأكراد في سوريا.

في غضون ذلك، نددت دول عربية وأوروبية بالعملية التركية. واعتبرت السعودية الهجوم التركي "عدواناً" على مناطق الأكراد في شمال شرق سوريا، محذّرةً من أنّ الهجوم يُهدّد أمن المنطقة ويُقوّض جهود محاربة تنظيم الدولة الإسلاميّة المتطرّف.

وبينما أبدت الإمارات والبحرين ومصر مواقف مماثلة، أعلنت قطر أنّ أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتّصل بالرئيس التركي رجب طيّب إردوغان وناقش معه "المستجدّات" في سوريا، من دون أن تدين الإمارة العمليّة.

وقالت وكالة الأنباء القطريّة إنّ الشيخ تميم اتّصل بإردوغان واستعرض معه "العلاقات الاستراتيجيّة بين البلدين الشقيقين وسُبل دعمها وتعزيزها، إضافةً إلى مناقشة آخر التطوّرات الإقليميّة والدوليّة، لاسيما مستجدّات الأحداث في سوريا".

وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لو دريان، ندد بالهجوم التركي وحلفائها من المعارضة السورية على شمال شرق سوريا. وأضاف أن الهجوم "يهدد الجهود الأمنية والإنسانية للتحالف في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ويشكل خطرا على أمن الأوروبيين ويتعين وقفه".

وقالت ألمانيا إن التحرك التركي "سيزيد من زعزعة الاستقرار وقد يساعد على عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الذي ساعدت قوات سوريا الديموقراطية في هزيمته بسوريا".

وسيجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الخميس، بناء على طلب من دول أوروبية عبرت عن قلقها من الهجوم. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن "التكتل لن يمول خطط أنقرة في المنطقة". وقال: "إذا كانت الخطة تتضمن إقامة ما يسمى بمنطقة آمنة، فإن عليها ألا تتوقع أن يدفع الاتحاد الأوروبي أي أموال في هذا الشأن".

وأعرب وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو عن استنكاره الشديد للانتقادات الموجهة لهذه العملية تحت ذريعة أنها ستعرقل عملية مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، وأنها ستؤدي إلى حدوث أزمات إنسانية، مضيفًا للرد عليهم "لقد تعبنا من ضرب المنافقين في وجوههم، فهؤلاء لم يتعبوا أو يملوا من النفاق مع الأسف، لكننا سنواصل ضربهم في وجوههم".

وفي إشارة إلى السعودية، وبيانها المستنكر للعملية التركية، قال وزير الخارجية التركية "لقد قتلتم في اليمن أعداداً هائلة من البشر، وتركتموهم جوعى. ومات الكثير منهم بسبب حصاركم لهم. إذا بأي وجه تتطاولون علينا بألسنتكم وتعارضون هذه العملية".

وأجرى تشاووش أوغلو، اتصالا هاتفيا مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، ومع نظيره الروسي سيرغي لافروف، والإيراني محمد جواد ظريف، وأطلعهما على معلومات حول عملية "نبع السلام".


وأعلن وزير الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة "لم تعط أي ضوء أخضر لتركيا لشن عملية عسكرية في سوريا".

من جهته، قال وزير الخارجية البريطانية دومينيك راب، إن لديه "مخاوف بالغة" بشأن الهجوم التركي على شمال شرق سوريا.

وأضاف راب في بيان "المخاطر (تتضمن) زعزعة استقرار المنطقة وتفاقم المعاناة الإنسانية وتقويض التقدم الذي أُحرز في مواجهة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وهو ما يتعين أن نركز جميعا عليه".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024