القاهرة:أبوالفتوح لن يترشح..إلا بضمانات

محمد عبدالمعطي المحمد

الجمعة 2017/08/25
يبدو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قلقاً من احتمال وجود منافس قوي قادر على إحراجه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خصوصاً مع تراجع شعبيته الحاد، واستمرار التدهور الاقتصادي، وعدم تحقيق نتائج إيجابية للمشاريع الاقتصادية التي روج لها على مدار 3 سنوات من حكمه.


وأمام هذه الحالة، يسير النظام المصري على مسارين متوازيين؛ الأول تأجيل الانتخابات بعد إقرار التعديلات الدستورية. والثاني إجراء الانتخابات في موعدها بطريقة شكلية تشبه التي جربت عليها انتخابات 2014، والتي أتت بالسيسي رئيساً للجمهورية بعد أن اكتسح منافسه حمدين صباحي الذي حل ثالثاً، بوجود مرشح له ثقل وجماهيرية وشعبية قادرة على رفع الحرج عن النظام دولياً، وفي الوقت نفسه تكبيل الأجواء بشكل صوري، من دون أن يكون هناك جوهر حقيقي للمنافسة الانتخابية.

نتيجة انتخابات 2014 ربما كانت هي السبب في حسم صباحي أمره تماماً وإعلانه، منذ فترة طويلة عدم ترشحه للانتخابات المقبلة، وأنه راض بما حققه حتى الآن، خصوصاً وأن نتيجة الانتخابات الرئاسية الماضية 2014 كانت مهينة لصباحي الذي حصل على 75 ألفاً و511 صوتاً، فيما بلغت حصيلة الأصوات الباطلة مليوناً و40608 أصوات.

حتى الآن، تبقى كل الأسماء المعلنة كمرشحين محتملين للرئاسة المصرية مجرد تكهنات، على الرغم من أن بعضهم بدأ بالفعل في عقد لقاءات وجلسات مع سياسيين وإعلاميين لبحث أمر ترشحه، إلا أن أياً من الأسماء المطروحة لم يعلن عن ترشحه بشكل واضح وصريح، وفي السياق يجري النظام عملية جس نبض للأسماء السياسية المعروفة بثقلها لمعرفة رأيها في الترشح للانتخابات.

أحدث محاولة لجس نبض المرشحين المحتملين للرئاسة جرت مؤخراً، كانت لقاء تم بين رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم الصحافية  ياسر رزق، والمرشح الرئاسي السابق عبدالمنعم أبوالفتوح، لاستطلاع رأي الأخير في الترشح لانتخابات 2018.

رزق كان قد أجرى الحوار الصحافي الوحيد مع السيسي، عندما كان الأخير وزيراً للدفاع، مدعوماً بالحظوة التي يتيحها له عمله كمحرر عسكري سابق، كما ظهر منذ الفترات الاولى لنظام السيسي، واستمر حتى الآن، بإعطاء المداخلات والتصريحات الصحافية، ليبدو وكأنه شبه متحدث باسم النظام.

وبحسب معلومات "المدن"، فإن رزق طلب لقاء أبوالفتوح، منتصف الأسبوع الحالي، وسأله عن موقفه الشخصي من الترشح للانتخابات الرئاسية 2018، وطرح عليه فكرة الترشح للانتخابات.

حتى الآن، لم تنجح تلك المحاولة، إذ قال أبوالفتوح لرزق بأنه "لن يترشح في مجال عام مغلق ومكبل، لأن شرط اجراء انتخابات هو الاجواء الديموقراطية الحرة، بالإضافة إلى ضرورة الإفراج عن المعتقلين والنشطاء السياسيين، فضلاً عن غياب ضمانات نزاهة عملية التصويت والإجراءات الانتخابية".

لكن على الرغم من ذلك، يطرح لقاء الرجلين بحد ذاته تساؤلات عديدة، فأبوالفتوح الآن ليس ذلك الإخواني الذي خسر عضويته في الجماعة بعد ترشحه للانتخابات عام 2012 بوجه خيرت الشاطر ومحمد مرسي، بل الشخصية التي قد تعطي الانتخابات المقبلة مصداقية ما، ترفع الحرج عن السيسي وتضمن له منافساً غير مقلق له ليتقمّص هزيمة صباحي، مع وجود هامش لأن يكون اللقاء بغرض فحص نوايا أبوالفتوح لإجراء ترتيبات تدور في بال النظام.

وكان حزب "مصر القوية" الذي يرأسه أبوالفتوح قد عقد، قبل 3 أشهر، اجتماعاً لقياداته العليا، لمناقشة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وموقف الحزب منها، والضمانات التي تدفعهم للنزول بمرشح رئاسي، وهو اجتماع أعقبته حملة اعتقالات واسعة في صفوف الحزب، وحملة إعلامية وصفها أبوالفتوح بأنها "اغتيال معنوي" نتيجة الظن بأنه سيترشح للرئاسة "فإذا تحول هذا الظن إلى حقيقة فسيتحول الاغتيال المعنوي إلى اغتيال جسدي برصاصة".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024