هجوم نطنز"أعاق"البرنامج النووي الإيراني..وإسرائيل تلتزم الغموض

المدن - عرب وعالم

الأحد 2020/07/05
أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن الحادث الذي تعرضت له منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم الخميس الماضي، وقع في وحدة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي من الجيل المتطور، وأتلف معدات دقيقة.

وأضافت الهيئة على لسان المتحدث باسمها بهروز كمالوندي أن الحادث لم يخلف خسائر في الأرواح لكنه تسبب بأضرار مادية كبيرة بالوحدة وأتلف معدات دقيقة تُستخدم في صناعة أجهزة الطرد المركزي المتطورة، المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، مؤكدا أن المعدات لم تعد قابلة للاستخدام.

وأضاف كمالوندي أن الحادث سيعيق وسيبطئ خطط طهران وعملها على إنتاج أجهزة الطرد المركزي، مشيراً إلى أن العلماء الإيرانيين سيبذلون جهدهم لتعويض الخسائر الناجمة عن الحادث. وكشف أن بلاده تعتزم بناء وحدة جديدة أكبر وأكثر تطورا بدلاً من  تلك التي تعرضت للحادث.

وذكر أن بناء الوحدة التي وقع فيها الحادث بدأ عام 2013 ثم توقف في 2015 بسبب القيود التي فرضها الاتفاق النووي، مضيفاً أنه "مع انسحاب واشنطن من الاتفاق، أعدنا العمل فيها بأمر من المرشد علي خامنئي"، لأجل تشغيل 190 ألف وحدة طرد مركزي. وأضاف أن السلطات الأمنية باتت تدرك سبب وقوع الحادث لكنها أجلت الإعلان عنه لدواع أمنية.

في غضون ذلك، ناقشت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني الأحد، حادثة "نطنز"، بحضور رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي. وأكد صالحي خلال الاجتماع، أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية درست أبعاد الحادثة من كافة النواحي، وأنه سيتم الإعلان عن سببها في الوقت المناسب.

وشهدت إيران 4 انفجارات في 4 مواقع مختلفة خلال أقل من أسبوع، لكن انفجار منشأة "نطنز" أثار شكوكاً حول عمل تخريبي استهدف المنشأة ويرجح أنه إسرائيلي.

في هذا الوقت تطرق وزير الخارجية الاسرائيلي غابي أشكنازي إلى الانفجارات التي وقعت في إيران، واتهام إسرائيل بالوقوف ورائها قائلاً إن "السياسة ضد إيران طويلة الأمد وعابرة للحكومات، ولا يمكن السماح لإيران بأن تكون لديها قدرات نووية". وأضاف أن "مشكلة إيران ليست رغبتها بحيازة سلاح نووي وإنما حزب الله أيضاً، ولذلك ينبغي إيقاف هذا الأمر وهذا دور وزارة الخارجية التي تبذل جهداً سياسياً واسع النطاق في العالم كله من أجل منع ذلك".

وكان أول تعقيب رسمي إسرائيلي على تفجيرات إيران صدر السبت عن وزير الدفاع بيني غانتس الذي قال إنه ليس كل الأحداث التي تشهدها إيران مرتبطة ولها علاقة بإسرائيل. وأضاف "يمكن للجميع الاشتباه بنا طوال الوقت، فليس كل حدث يحدث في إيران مرتبط بنا".

صحيفة "هآرتس" قالت في تقرير للمحلل العسكري عاموس هرئيل إن "انفجار نطنز، هو ضربة مباشرة ضد برنامج إيران النووي"، مضيفاً أنه "رغم تواصل التقييم الإيراني للأضرار التي لحقت بالمنشأة النووية، إلا أن طهران تلوم بشكل فعلي إسرائيل، وقد تحاول الانتقام".

وأكد التقرير أن الحدث يشكل "ارتفاعاً كبيراً في التوترات بالمنطقة"، رغم انشغال دول مختلفة بوباء فيروس كورونا وعواقبه. وأوضح هرئيل أن "إقامة صلة بين جميع الانفجارات في إيران أمر رائع، لكن ليس من الواضح أن جميعها كانت نتيجة هجمات مخطط لها، وتحديداً حريق محطة الكهرباء (حصل السبت في الأحواز)، التي لا يعرف أنها مرتبطة بأي برنامج عسكري إيراني"، مؤكداً أن "انفجار نطنز" وحده كان مدبراً.

وحول سبب انفجار "نطنز"، رأى هرئيل أنه "ربما يكون ناتجاً عن هجوم إلكتروني"، مضيفاً أنه "إذا كان الأمر كذلك، فقد تحاول إيران الرد، وربما أيضا بضربة إلكترونية أخرى، وذلك ضمن الهجمات السيبرانية المتبادلة بين الطرفين".

ورأى هرئيل في الاستهداف الإسرائيلي لمنشأة نووية في قلب إيران هدفاً مزدوجاً قائلاً إن "الرسالة الأولى تؤكد أن هناك تكلفة على سلوك إيران، والذي يشمل التقدم النووي من ناحية، وتصنيع الصواريخ بعيدة المدى ومساعدة المنظمات بلبنان وسوريا والعراق من ناحية أخرى".

وتابع: "أما الرسالة الثانية فهي مرتبطة بالمستوى العملي، وهي عرقلة تقدم إيران المتجدد للوصول إلى قنبلة نووية"، مشيراً إلى أن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن الانفجار طاول ورشة تجميع أجهزة الطرد المركزي المجاورة لمنشأة التخصيب، وهذه الورشة تمثل جزءاً مهماً من الخطة الإيرانية، لنشر آلاف أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024