صفقة نتنياهو لبوتين: إخراج إيران من سوريا..مقابل أوكرانيا

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2018/07/11
يحتل الموضوع السوري جل المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الأربعاء في موسكو، وسيكون على رأس أولويات اللقاء، مستقبل الوجود الإيراني العسكري في سوريا، وفق ما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية.

وبحسب موقع القناة السابعة والإذاعة الإسرائيلية، فقد استبق نتنياهو اللقاء مع بوتين بلقاء، الثلاثاء، مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين. وناقش نتنياهو في اللقاء، الذي ضمّ أيضاً مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شيات، التطورات في سوريا.

وعن اللقاء المرتقب بين بوتين ونتنياهو، أعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الأخير سيوضح للرئيس الروسي أن إسرائيل لن تقبل بوجود عسكري لإيران أو أذرعها على الأراضي السورية، وأنها تصر على تنفيذ اتفاق فصل القوات السورية الإسرائيلية من العام 1974.

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية لفتت إلى أن من شأن نتنياهو أن يعرض على بوتين صفقة، تقوم على سحب القوات الإيرانية من سوريا مقابل رفع الولايات المتحدة للعقوبات المفروضة على موسكو بفعل الأزمة الأوكرانية.

وأشارت الصحيفة إلى تقرير نشرته مجلة "نيويوركر" سابقاً، وقالت فيه إن السعودية والإمارات وإسرائيل عرضت على الرئيس الأميركي دونالد ترامب معادلة تقوم على إلغاء العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا منذ أربع سنوات، مقابل قيام موسكو بالعمل على إخراج القوات الإيرانية من سوريا.

وقالت "هآرتس" إنه بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب، قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون دريمر، في لقاء مغلق، إن إسرائيل تشجع التعاون بين ترامب وبوتين على أمل إقناع روسيا بدفع الإيرانيين خارج سوريا.

وأضافت أن "روسيا أخبرت إسرائيل في أكثر من مناسبة بأنها لا تستطيع دفع إيران نحو الخروج بشكل كامل من سوريا، وكل ما يمكن عمله هو إبعاد القوات الإيرانية والتابعة لها مثل حزب الله اللبناني عن الحدود السورية-الإسرائيلية في مرتفعات الجولان". وتابعت أن "روسيا لا تستطيع الوفاء بوعدها، وهو تأمين انسحاب جزئي للقوات الإيرانية".

وأشارت إلى أن "كل ما تأمله إسرائيل الآن هو خطة روسية تساعد النظام السوري على السيطرة على مناطق الجولان بدون دخول القوات السورية إليها، بجانب تعاون روسي-إسرائيلي للحفاظ على الوضع القائم بعد نهاية الحرب".

وسبقت لقاء بوتين ونتنياهو، غارة جوية إسرائيلية خ على قاعدة "تي-4" العسكرية قرب حمص، الأحد، ورأى محللون إسرائيليون أن توقيت هذه الغارة لم يكن من قبيل الصدفة، وإنما كان التوقيت متعمداً، قبل ثلاثة أيام من لقاء موسكو، الذي ستتبعه بعد أربعة أيام قمة تجمع بوتين وترامب.

ورأى المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم" يوءاف ليمور، أن هدف الغارة الأخيرة كان مركبات للمنظومة الجوية التي تسعى إيران إلى إقامتها في سوريا.

وأضاف ليمور أنه "لا يوجد أي شيء عادي في هذا الهجوم، وليس فقط لأن أي هجوم، خاصة هجوم يُنفذ بالقرب من القوات الروسية في سوريا، ينطوي على احتمال لاشتعال الوضع، وإنما بالأساس بسبب التوقيت. وإسرائيل اختارت عن قصد الإصرار على خطوطها الحمراء في أسبوع بالغ الأهمية من الناحية السياسية".

وتابع أنه "بالإمكان الاعتقاد أن الهجوم المنسوب لإسرائيل كان رسالة واضحة إلى كلا الزعيمين. وما تريد إسرائيل قوله هو إنه ليس في نيتها التنازل بأي حال بشأن مسألة الوجود الإيراني في سوريا، وأنه إذا لم تعمل الدول العظمى بهذا الخصوص، فإن إسرائيل ستواصل العمل لوحدها".

ووفقا لليمور فإن "إسرائيل لا تعمل في فضاء فارغ، وإنما من خلال إدراك أن الوضع مريح لها. فإدارة ترامب مؤيدة لإسرائيل ومعادية جدا لإيران، وإدارة بوتين تريد هدوءاً في سوريا وإيران بأفعالها هي احتمال دائم لإثارة الفوضى، ونظام الأسد يريد استكمال السيطرة على سوريا والبدء بإعادة الإعمار وآخر شيء يريده هو مواجهة جديدة، وخاصة مع إسرائيل".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024