إدلب: خنادق وتحصينات المعارضة تُقلِقُ النظام

المدن - عرب وعالم

الأحد 2019/07/21

نجحت المعارضة المسلحة والتنظيمات الإسلامية في إنشاء عدد من الخطوط الدفاعية في خطوط التماس مع مليشيات النظام في محيط ادلب. وتمكنت من تحصين الجزء الأكبر من الجبهات الخطرة التي تحاول المليشيات التقدم فيها، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

وتشمل التحصينات إنشاء مجموعة من الخطوط الدفاعية في خطوط التماس، والأنفاق والحفر الفردية و"الدشم"، ومخابئ لمنصات إطلاق الصواريخ والمدفعية، وشملت الإجراءات أيضاَ تمويه وإخفاء الآليات الثقيلة بطيئة الحركة.

وكان للتحصينات دور كبير في تثبيت خريطة السيطرة بعد انهيار دفاعات المعارضة بشكل سريع أول تقدم المليشيات شمالي حماة. وقد تمكّن بفضلها "جيش العزة" من الثبات في مواقعه في جبهات شمال غربي حماة في تل ملح والجبين. وقد كان للحفر الفردية والخنادق دوراً في حماية مقاتلي المعارضة من القصف الجوي والبري الهائل الذي مهد لتقدم المليشيات في جبهات القتال.

تحصينات التنظيمات الإسلامية

يتوزع الجزء الأكبر من مقاتلي التنظيمات الإسلامية من غرفة عمليات "وحرض المؤمنين"، وتنظيمات "أنصار التوحيد" و"أنصار الإسلام" و"الحزب الإسلامي التركستاني" وغيرها، في المناطق والجبهات وعرة التضاريس، خاصة في ريف اللاذقية الشمالي والقطاع الشمالي من سهل الغاب.

ويعرف عن التنظيمات الإسلامية أنها بارعة في إنشاء التحصينات، لكنها عملت على زيادة الخطوط الدفاعية خلال الشهرين الماضيين بعد انطلاق معركة المليشيات وتكثيف الطيران الحربي من غاراته الجوية. وتضمنت التحصينات، الخنادق والأنفاق القصيرة في المناطق الجبلية، والحفر الفردية للاحتماء من الغارات والقصف البري، وكذلك إجراءات خاصة بالتمويه وتفادي خطر طيران الاستطلاع، وكان لها دور كبير في إفشال أكثر من 25 محاولة تقدم نفذتها المليشيات في محور كبينة بريف اللاذقية.

سرايا المقاومة الشعبية

أعلن عن تشكيل "سرايا المقاومة الشعبية" في ادلب ومحيطها نهاية أيار/مايو، وجرى تشكيلها بدعم من "حكومة الإنقاذ" و"هيئة تحرير الشام"، وأشرف على تشكيلها وتوسعها قادة ميدانيون ووجهاء، وشيوخ عشائر. وتوسعت بشكل كبير خلال حزيران لتشمل غالبية مناطق ادلب ومحيطها، وقسمت إلى قطاعات. وانضمت إلى صفوف السرايا عشائر عربية محلية، وشكلت سرايا فرعية في عدد من المدن والبلدات، في خان شيخون والدانا وأطمه وغيرها من القرى والبلدات.

وتولت "سرايا المقاومة الشعبية" عمليات إنشاء تحصينات متنوعة في الجبهات التي ينتشر فيها مقاتلو "تحرير الشام" في جبهات ريف حماة وشرقي ادلب وسهل الغاب وفي ريف حلب الجنوبي ومنطقة ضواحي حلب. وتضمنت حفر الخنادق وتعبئة أكياس الرمل والدشم، وبناء أكثر من خط دفاعي في جبهات جنوبي ادلب وهي عبارة عن خنادق بشكل موازٍ بالقرب من خطوط التماس.

حملة الخندق

أطلق عدد من المشايخ المستقلين مطلع تموز/يوليو، حملة "الخندق"، بهدف إنشاء تحصينات في جبهات ادلب ومحيطها، وتعتمد على الهبات المالية التي يقدمها المتبرعون من الداخل والخارج، والمتطوعون من المعاهد الشرعية.

وقد أنشأت الحملة عدداً كبيراً من الأنفاق في جبهات جنوبي ادلب وسهل الغاب، وانتقلت في منتصف تموز/يوليو إلى جبهات ريف اللاذقية الشمالي لكي تحصن مواقع "أنصار الإسلام" وهو تنظيم سلفي كردي ينتشر مقاتلوه في جبل الأكراد.

وقال المسؤولون عن حملة "الخندق" إنهم جمعوا تبرعات تكفي لاستمرار الحملة لـ6 شهور مقبلة. وتتضمن المراحل المقبلة إنشاء المزيد من الأنفاق في خطوط التماس مع المليشيات لتفادي خطر الغارات الجوية في حال وقوع هجمات برية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024