رفات الإسرائيليين في سوريا: النظام يشترط السرّية

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2019/06/17
قال مصدر مطلع لـ"المدن"، إن المعلومات التي تتحدث عن نبش القوات الروسية وبمساعدة النظام السوري لقبور في مقبرة الشهداء التابعة لمخيم اليرموك جنوب دمشق منذ أكثر من أسبوع، لا تعني أن تطورا حصل في عملية البحث عن رفات جنود إسرائيليين دفنوا قبل عقود في الأراضي السورية.

ويوضح المصدر أنه حتى الآن، ما يجري من حفريات لا يدل على أنها وصلت الى نتيجة قريبة. لكن هناك احتمالات، لا سيما وأن هناك انباء تتحدث عن احتمالات وجودهم ليس فقط في اليرموك وإنما في مناطق أخرى في سوريا أو حتى في البقاع اللبناني.

ويبين المصدر أنه لم يحدث نبش لأي مكان في البقاع اللبناني، ولكن هناك تبادل معلومات؛ خاصة وأنه بهذه المرحلة تبدو المعلومات السابقة لدى النظام السوري حول الرفات، تبدو مشتتة، وقد تكون محفوظة او تم إتلافها، الامر الذي يفسر حالة التشتت الحاصلة لدى النظام في حسم مكان وجود الرفات حتى الآن. وهذا يعني أنه يتم تعميم التكهنات وتصعيدها.

الإعلام الإسرائيلي نقل عن مسؤول روسي قبل نحو شهر، عدم حصول أي تقدم آخر بخصوص رفات الإسرائيليين المتبقة في سوريا، بالرغم من تأكيده لجهد كبير تقوم به بلاده على هذا الصعيد.

والآن، في إسرائيل توقف الحديث عن موضوع الرفات سياسياً وإعلامياً، بل إن الأقلام التي كانت تكتب عن الامر تكاد أن تكون معدومة في الآونة الأخيرة.

وتقول مصادر "المدن" إن روسيا أرادت المساعدة للوصول لرفات جنود إسرائيل، مقابل ان تنفذ اسرائيل إشتراطات دمشق حول إطلاق سراح معتقلين سوريين، وإعادة جثث آخرين إلى دمشق.

وتطمح روسيا من وراء ذلك، أن تسهم ما تسميها "القضية الإنسانية" في تطوير العلاقات في منطقة الشرق الأوسط مع كل الأطراف والسعي في تخفيف التوتر والدخول في حل الإشكاليات الحاصلة البسيطة منها والإنسانية، قبل الإنتقال لمرحلة المفاوضات حول المسائل الأساسية والخلافات السياسية الكبيرة في المنطقة، وفق ما يؤكده مصدر مقرب من موسكو ويقيم في رام الله لـ"المدن".

ويتابع "ترى روسيا ان هذا الجهد يصب باتجاه بناء نوع من الثقة في منطقة الشرق الأوسط بين الأطرف وعلى اساسها لاحقاً تطرح مسائل سياسية كبيرة".

وفي السياق، كشف مصدر مقيم داخل الخط الأخضر لـ"المدن"، أن هناك عوامل عديدة تقتضي السرية التامة في ما يخص استعادة ملف الجنود الإسرائيليين، الأول حتى يتم التأكد من كل شيء وهناك التزام إسرائيلي وروسي بهذا الخصوص، إضافة إلى اشتراط النظام السوري نفسه هذا الأمر وعدم إحراجه، علاوة على مخاوف من قيام جهات أخرى في الفيلق الخامس في الجيش السوري والذي يعتبر موالياً لإيران.

وحول ما يدور في مخيم اليرموك في هذه الأثناء من أعمال حفر، يقول المصدر إن هناك بحثاً مستمراً وفي سياق التأكد من كل شيء، وذلك في إطار التزام روسي بحل الأمر وبذل كل الجهود اللازمة.

من جهة أخرى، تحدثت مصادر "المدن" عن الصراع الخفي بين روسيا وإيران في سوريا على النفط ومصادر طبيعية، وكذلك من خلال الصراع غير المعلن بين الفيلق السوري الرابع الموالي لروسيا والفيلق الخامس الموالي لإيران، حتى أن موسكو طلبت أكثر من مرة  إقالة عدد من الضباط السوريين في "الخامس" باعتبارهم موالين لإيران ومتأثرين جدا بقرارها.

والحق، أن هناك أمراً لا بد من تسليط الضوء عليه حينما يتم الحديث عن الجهد الروسي في قضية الرفات، وبعيداً عما يقوله البعض عن نية روسيا كسب ثقة جميع الأطراف في المنطقة لتتولى بدورها إدارة مفاوضات سياسية كبيرة بينها في ما بعد إنطلاقاً من "الملفات الإنسانية".

ويكمن هذا الأمر في وجود قلق أميركي إزاء طبيعة العلاقات بين إسرائيل وروسيا، حيث ترى أنها يجب أن تكون مضبوطة وألا تمس بالسياسة الأميركية في المنطقة. تماما كما هو الخلاف الحاصل بين واشنطن وتل أبيب بشأن الإتفاقيات التجارية الكبيرة التي أبرمتها الأخيرة مع الصين.


©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024