الطيران الروسي يكثف غاراته على إدلب: معركة جديدة؟

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2019/10/15
كثفت الطائرات الحربية الروسية، خلال الأيام الثلاثة الماضية، من غاراتها على ريف إدلب، بالتزامن مع استمرار القصف الصاروخي والمدفعي، وتثبيت مليشيات النظام الروسية لقواعد نارية جديدة على طول خط التماس مع المعارضة، بحسب مراسل "المدن" محمود الشمالي.

وقصفت الطائرات الحربية الروسية أطراف الشيخ مصطفى وركايا والنقير ومعرشوين وجبل الأربعين وبزابور جنوبي إدلب، للمرة الأولى منذ اعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد في ادلب. ويتزامن هذا التكثيف مع استمرار عملية "نبع السلام" التي أطلقتها تركيا شرقي الفرات.

تكثيف الغارات الجوية يترافق مع قصف صاروخي تنفذه مليشيات النظام على جنوبي ادلب، باستخدام الذخائر التقليدية والعنقودية. كما تم استهداف بلدة معرة حرمة بأكثر من 100 قذيفة مدفعية، بالإضافة لبلدات الهلبة وارمنايا وركايا، مع استمرار التحليق المكثف لطيران الاستطلاع في أجواء ريف ادلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.

وبدورها ردت فصائل المعارضة بالقصف المدفعي على قواعد النظام في الرصيف والجيد شمال غربي حماة، وبعض نقاطه بالمحور الشرقي ومحور كبانة وريف حلب الغربي. وتستمر المعارضة بتحصين مواقعها، وتعمد إلى استقدام ورشات للحفر والتدشيم، بالإضافة الى التحصين من قبل عناصر الفصائل أنفسهم.

وتمكنت فصائل المعارضة التي ترابط على محور بلدة الركايا جنوبي إدلب من التصدي لمحاولة تسلل من قبل مليشيات النظام انطلاقا من بلدة مدايا، واستخدمت في الاشتباكات الأسلحة المتوسطة والثقيلة. وتصاعدت مؤخراً حدة الاشتباكات وعمليات الرصد والتسلل على مختلف جبهات إدلب.

مصدر عسكري من "الجبهة الوطنية للتحرير"، قال لـ"المدن"، إن تحركات مليشيات النظام خلال الأيام الماضية اعتيادية، باستثناء سحب بعض الوسائط النارية من الخطوط الخلفية، نافياً وصول تعزيزات عسكرية جديدة للنظام الى محاور التماس.

وقوات النظام العسكرية التي أعيد انتشارها، خلال الشهور الثلاثة الماضية، كافية ولا تحتاج الى تعزيزات جديدة في حال فتح معركة جديدة من أي محور. قاعدة كفرنبودة قادرة أن تغطي نارياً ما يقارب 80% من مساحة ريف ادلب الجنوبي، إذ تضم مدافع ميدانية من اعيرة مختلفة وراجمات صواريخ ومنظومتي صواريخ سميرتش الروسية.

والقصف الجوي الروسي الأخير يستهدف التحصينات الجديدة للمعارضة، والمقرات القيادية في العمق، بناء على بنك اهداف سابق جمعه طيران الاستطلاع. وهي أهداف لا تستطيع المدفعية تدميرها بدقة. واعتبر مصدر "المدن" أن القصف الحالي لا يرقى حتى اللحظة لأن يكون تمهيداً نارياً لاجتياح بري.

وانتشرت أنباء عن نية مليشيات النظام الروسية فتح معركة في محور مدينة معرة النعمان الشرقي، بالإضافة الى محور كبانة في جبال الساحل. ونفت مصادر عسكرية في المعارضة لـ"المدن" وجود أي تحركات عسكرية للمليشيات الروسية على المحور الشرقي تدل على عمل عسكري قريب، إذ لم تصل أي تعزيزات عسكرية جديدة، مؤكدة أن أي تحرك عسكري هو أمر متوقع، خاصة ضمن المنطقة شرقي الطريق الدولي m5 من معرة النعمان وحتى خان شيخون.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024