عشرات القتلى والجرحى شرق سوريا..بأعنف غارات إسرائيلية بتوجيه أميركي

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2021/01/13

بلغت حصيلة القتلى جراء الغارات على مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة تابعة للمجموعات الموالية لإيران في شرق سوريا 57 قتيلاً، بينهم 14 عنصراً من قوات النظام. فيما أعلنت إيران أن لا قتلى إيرانيين في الغارات.

وتعدّ حصيلة القتلى هذه، وفق ما قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس"، "الأكثر دموية التي توقعها غارات اسرائيلية في سوريا".

ففي الغارات التي استهدفت مدينة دير الزور ومحيطها، قتل 26 عنصراً، هم 10 من قوات النظام و4 من "الأمن العسكري" والبقية من الميليشيات الموالية لإيران لا يعلم فيما إذا كان بينهم عناصر من الحرس الثوري وحزب الله، جراء 10 ضربات إسرائيلية طالت مستودعات عياش ومعسكر الصاعقة واللواء 137 والجبل المطل على مدينة دير الزور ومبنى الأمن العسكري، كما تسبب القصف بتدمير مواقع ومستودعات للأسلحة والصواريخ.

وفي البوكمال، قتل 16 من المليشيات الموالية لإيران من الجنسية العراقية جميعهم، جراء 6 ضربات جوية إسرائيلية طالت مواقع ومستودعات ذخيرة وسلاح في منطقة الحزام وحي الجمعيات ومناطق أخرى ببادية البوكمال، كذلك تسبب القصف بتدمير مراكز وآليات.

أما في الميادين، فقد قتل 15 من الميليشيات الموالية لإيران، هم 11 من لواء فاطميون من الجنسية الأفغانية والبقية من جنسيات غير سورية لم تعرف هويتهم حتى اللحظة، قتلوا جميعاً جراء ضربتين جويتين استهدفت مواقع ومستودعات للسلاح في منطقة المزارع ببادية الميادين شرقي دير الزور، وأدى القصف أيضاً إلى تدمير مستودعات ومواقع.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول استخباراتي أميركي بارز على علم بالغارة الإسرائيلية، أن الضربات الجوية نُفِّذت بناء على معلومات استخبارية قدمتها الولايات المتحدة واستهدفت مستودعات في سوريا كانت تُستخدم كجزء من خط الأنابيب لتخزين وتجهيز أسلحة إيرانية.


وأضاف المسؤول أن المستودعات كانت بمثابة خط أنابيب للمكونات التي تدعم البرنامج النووي الإيراني. وأكد أن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو ناقش الغارة الجوية مع رئيس الموساد يوسي كوهين في واشنطن، الاثنين.

من جهته، اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق ورئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب عاموس يدلين أن "الهجوم في سوريا هذه الليلة تنطوي على ميزات خاصة: هجوم في العمق وبأمدية بعيدة جدا في دير الزور والبوكمال، حجم كبير من الأهداف وبينها أهداف في الحيز الحضري، وقتلى كثيرون".

وبحسب يدلين، فإن "هذا الهجوم الرابع خلال أقل من شهر. وإسرائيل عازمة على الاستمرار في مواجهة القدرات العسكرية التي تبنيها إيران في الحيز السوري وضد البنية التحتية لنقل الأسلحة".

وتابع يدلين أنه "عدا إنجازات إحباط البنية التحتية الإيرانية، تبعث إسرائيل برسائل إلى ثلاث غايات: إلى إيران، أنه لن نتوقف عن العمل في سوريا في عهد إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن؛ إلى سوريا، أنه يوجد ثمن باهظ لليد الطليقة التي تمنحونها للإيرانيين في سورية؛ وإلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، أنه عدا الموضوع النووي، يوجد نشاط إيراني سلبي آخر يستوجب التطرق إليه".

وتساءل يدلين: "هل توجد علاقة بين الهجوم هذه الليلة وبين حالة التأهب من أجل إحباط الرد الإيراني على الاستهدافات الأخيرة فيها، تفجير منشأة نطنز، واغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة؟". وأضاف أنه "في جميع الأحوال، وإثر نتائج الهجوم الهامة هذه الليلة، الحساب المفتوح لإيران ضد إسرائيل تضخم".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024