واشنطن-طهران:تصفير صادرات النفط يقابله إغلاق مضيق هرمز

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2019/04/22
قالت وزارة الخارجية الإيرانية الاثنين، إن القرار الأميركي بعدم تمديد الإعفاءات من العقوبات المفروضة عليها "غير ذي قيمة"، لكن طهران على اتصال مع جيرانها وشركائها الأوروبيين.

وقالت الوزارة: "نظراً للآثار السلبية الملموسة الناجمة عن العقوبات، فإن وزارة الخارجية... على اتصال مع الشركاء الأجانب بمن فيهم الأوروبيون والدوليون والجيران، وسوف... تتصرف وفقاً لذلك".

وكان البيت الأبيض أعلن في بيان الاثنين، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر عدم تمديد الإعفاءات التي تتيح لبعض مستوردي النفط الإيراني مواصلة الشراء دون مواجهة عقوبات أميركية عندما يحلّ أجلها في أيار/مايو.

وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة والسعودية والإمارات "اتفقوا على التحرك في الوقت المناسب بما يكفل تلبية الطلب العالمي مع حجب النفط الإيراني عن السوق بشكل كامل".

وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت الاثنين، إنه يعتقد أن أسواق النفط العالمية ستكون قادرة على التعامل مع قرار الولايات المتحدة إلزام مشتري النفط الإيراني بإنهاء الواردات أو مواجهة عقوبات. وأضاف في مقابلة مع "سي.ان.بي.سي": "أعتقد أن أسواق النفط العالمية مؤهلة للتعامل مع هذا".

بدوره، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "تويتر"، إن "السعودية وآخرين في أوبك سيعوضون تماما فرق تدفق النفط في ظل عقوباتنا الكاملة الآن على النفط الإيراني".

كما، أكد وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في مؤتمر صحافي، أن بلاده ستعمل من أجل الوصول بصادرات النفط الإيراني إلى الصفر، وذلك من أجل "حرمان النظام الخارج عن القانون (في إيران) من الإمكانيات التي يستخدمها في تهديد دول الجوار ودعم الإرهاب وتطوير الصواريخ".

وقال إن الضغوط الأميركية على إيران "قللت من قدرتها على إحداث أضرار في العالم". وتابع: "هناك تراجع لدور إيران في الخارج ورأينا ذلك مع حزب الله.. النفوذ الإيراني يتبدد".

وأوضح بومبيو أن بلاده ستتعاون مع حلفائها لتوفير بدائل للنفط الخام الإيراني، وأن السعودية والإمارات أكدتا التحرك في الوقت المناسب بما يكفل تلبية الطلب العالمي.

وقال: "وضعنا 12 مطلباً لإيران وإن لم تلتزم بها فسنواصل حملتنا بالتعاون مع إسرائيل وحلفائنا في الخليج.. إذا هوجم أميركيون من قبل إيران فسنرد على ذلك". وأضاف "هناك 80 دولة تعاون واشنطن في حربها على التطرف والإرهاب.. الإسلام المتطرف يبقى تهديداً وسنواصل عملنا ضد الأشرار".

وفي السعودية، قال وزير الطاقة والصناعة خالد الفالح إن بلاده "ستقوم بالتنسيق مع منتجي النفط الآخرين بالتأكد من توفر إمدادات كافية من النفط للمستهلكين، والعمل على عدم خروج أسواق النفط العالمية عن حالة التوازن".

وأضاف أن بلاده ستتشاور في الأسابيع القليلة المقبلة مع الدول الأخرى المنتجة للنفط، والدول الرئيسية المستهلكة للنفط، بهدف استمرار توازن الأسواق واستقرارها، بما يحقق مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

وفي السياق، نقلت وكالة "تسنيم" شبه الرسمية للأنباء عن مصدر بوزارة النفط الإيرانية قوله إن الولايات المتحدة لن تنجح في وقف صادرات النفط الإيرانية. وقال المصدر إن طهران مستعدة لأي قرار أميركي بإنهاء الإعفاءات الممنوحة لمشتري الخام الإيراني.

وتابع المصدر: "سواء استمرت الإعفاءات أم لم تستمر، فإن صادرات نفط إيران لن تصل إلى الصفر بأي حال ما لم تقرر السلطات الإيرانية وقف صادرات النفط... وهذا غير وارد حالياً".

ونسبت تسنيم إلى المصدر قوله: "نراقب ونحلل كل التصورات والأوضاع الممكنة للنهوض بصادراتنا النفطية، وجرى اتخاذ التدابير اللازمة... إيران لا تنتظر قراراً أميركياً من عدمه لتصدير نفطها". وأضاف: "لدينا سنوات من الخبرة في تحييد مساعي الأعداء لتوجيه الضربات لبلادنا".

كما صعّد الحرس الثوري الإيراني من تهديداته بإغلاق مضيف هرمز مرة آخرى. وقال قائد البحرية التابعة للحرس الثوري الجنرال علي رضا تنكسيري إن إيران ستغلق مضيق هرمز إذا تم منع طهران من استخدامه.

وتابع: "وفقا للقانون الدولي فإن مضيق هرمز ممر بحري وإذا مُنعنا من استخدامه فسوف نغلقه". وأضاف أنه "في حالة أي تهديد فلن يكون هناك أدنى شك في أننا سنحمي المياه الإيرانية وسندافع عنها".

لكن وكالة "رويترز" نقلت عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن أي تحرك من إيران لإغلاق مضيق هرمز رداً على إنهاء الولايات المتحدة الإعفاءات لن يكون مبرراً ولا مقبولاً.

وأبلغ المسؤول مجموعة صغيرة من الصحافيين أن ترامب واثق من أن السعودية والإمارات ستلتزمان بتعهداتهما لتعويض الفارق في إمدادات النفط للدول الثماني التي حصلت على إعفاءات. 

وأضاف أن الولايات المتحدة لا ترى ضرورة لدراسة استخدام الاحتياطي البترولي الاستراتيجي عقب إنهاء الإعفاءات. وأشار إلى أن المسؤولين الأمريكيين يبحثون الآن سبل منع إيران من الالتفاف على العقوبات النفطية القائمة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024